نضال وتد من تل أبيب: إحتلّت قضيّة المفاوضات بين quot;حماسquot; وإسرائيل، عبر وساطتي ألمانيا ومصر، المكان الأبرز في الصحف الإسرائيليّة. وتضاربت تقديرات هذه الصحف بين قرب احتمالات التوصّل إلى صفقة تحرّر شاليط حتى قبل عيد رأس السنة العبريّة، كما كتبت quot;يسرائيل بوسطquot;، وبين كون الأمر سيستغرق أشهرًا كما نقلت quot;يديعوت أحرونوتquot;. في المقابل خرجت quot;هآرتسquot; على موقعها الإلكتروني بعنوان رئيسٍ قالت فيه إنّ الولايات المتّحدة تراجعت عن موقفها المطالب بوقف البناء الاستيطاني في القدس، فيما وافقت إٍسرائيل على تجميد البناء في الضفة الغربيّة لتسعة أشهر.

إلى ذلك، أبرزت الصحف الإسرائيليّة نبأ استعداد رئيس السلطة محمود عباس للقاء نتنياهو خلال أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة الشهر المقبل، وتعقيب نتنياهو بإيجابيّة هذه الخطوة. واستعرضت الصحف الإسرائيلية بلا استثناء سيرة السيناتور الأميركي تيد كندي مع وفاته والتوقّف عند محطّات لافتة في حياته السياسيّة وآخرها دعمه غير المشروط لترشيح باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي.

تفاؤل في إسرائيل: شاليط سيعود قبل رأس السنة

أبرزت quot;يسرائيل بوسطquot; نبرة متفائلة للغاية في ملفّ شاليط، في الوقت الذي اتّخذت فيه باقي الصّحف الإسرائيليّة جانب الحذر. فقد أعلنت الصحيفة أنّه على الرّغم من رفض الجهات الرسميّة في إسرائيل التطرّق على الموضوع، إلاّ أنّ كافّة الدلائل تشير إلى قرب التوصّل إلى صفقة بين quot;حماسquot; وإسرائيل لتحرير شاليط مقابل أسرى quot;حماسquot;. ولفتت الصحيفة إلى أنّ ملفّ شاليط شهد تحرّكًا حقيقيًّا منذ انضمام ألمانيا إلى مساعي الوساطة بين إسرائيل وquot;حماسquot;. فقد نشر أمس أنّ رئيس الذراع العسكري لحركة quot;حماسquot;، أحمد الجعبري (وصفته quot;يديعوت أحرونوتquot; بأنه رئيس أركان quot;حماسquot;)، توجّه أمس على رأس وفد من quot;حماسquot; إلى القاهرة لبحث آخر التطوّرات في المفاوضات بين الطرفين. وقالت الصحيفة إنّ توجّه الجعبري إلى القاهرة يشكّل رسالةمهمّة لأنّ الرجل هو واحد من القلائل الذين يعرفون مكان شاليط وحالته الصحيّة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل الرسميّة تواصل الصمت بالنسبة إلى كلّ ما يتعلّق بشاليط، مشيرةً إلى تصريح وزير الأمن الإسرائيلي إيهود براك بأنّ الدولة ملتزمة باستعادة شاليط ولكن ليس بكلّ ثمن. وأشارت الصحيفة إلى أنّ حغاي هداس المكلّف من قبل نتنياهو بملفّ شاليط توجّه هو الآخر إلى القاهرة، فيما ينتظر أن يصل وزير المخابرات المصريّة اللواء عمر سليمان إلى تل أبيب خلال اليومين المقبلين.

وقالت الصحيفة نقلاً عن الصحافي الفلسطيني مصطفى صوّاف المقرّب من quot;حماسquot;: quot;إنّ إحدى نقاط الخلاف الرئيسة المتبقيّة بين حماس وإسرائيل هي حول مكان نقل أسرى حماس بعد الإفراج عنهم وهل سيعودون إلى الضفة الغربية أم سيبعدون إلى غزة وربما أماكن أخرىquot;.

وكشفت الصحيفة نقلاً عن تقارير مختلفة أنّه يبدو أنّ رئيس المخابرات الألمانيّة إرنيست أورلاو هو الذي يتولّى الوساطة الألمانيّة، وأنّه نجح تقريبًا في جسر الهوّة في مواقف الطرفين، وأنّ ما تبقى هو مسألة الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي ومكان إبعاد الأسرى المحرّرين الذين تطالب إسرائيل بإبعادهم إلى غزة.

أمّا صحيفة quot;معاريفquot; فاعتبرت في عنوانها الرئيس أنّ مصير الصفقة مرهون بلقاء مصيري في دمشق بين رئيس المكتب السياسي لـquot;حماسquot; خالد مشعل وبين كلّ من محمود الزهار وأحمد الجعبري. وقالت الصحيفة إنّ تقارير عربيّة تشير إلى أنّالزهار والجعبري غادرا القاهرة متوجّهين إلى دمشق لإطلاع مشعل على آخر التطوّرات.

الولايات المتّحدة تتراجع عن مطلب تجميد البناء في القدس

كشفت صحيفة quot;هآرتسquot; نقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة وافقت، خلال لقاء نتنياهو - ميتشل، على سحب مطلبها بوقف البناء الإسرائيلي في القدس. وقالت الصحيفة إنّ ذلك جاء خلال اللقاء المذكور حيث اعتبر نتنياهو أنّ القدس هي عاصمة إسرائيل وليست مستوطنة، واقترح أن تتوقّف إسرائيل عن البناء في المستوطنات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة لمدة تسعة أشهر، بموازاة استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينيّة. وبحسب مصدر سياسي إسرائيلي فإنّ الولايات المتّحدة لن تطلب وقف البناء الإسرائيلي في شرق القدس، وإن كان ذلك لا يعني من وجهة نظر إدارة أوباما، مصادقة على البناء الإسرائيلي. وقالت الصحيفة إنّ رجال ميتشل أدركوا أنّ نتنياهو لن يقبل بشرط أميركي كهذا واكتفوا لذلك بإعلان إسرائيلي عن تجميد البناء في الضفّة الغربيّة.

وقالت الصحيفة إنّ التقديرات تشير إلى أنّ نتنياهو سينشط في القدس بوتيرة منخفضة وذلك لمنع استفزاز كلّ من الولايات المتّحدة والفلسطينيين. وسيتمّ بحث الاقتراح الإسرائيلي في الأسبوع المقبل في الولايات المتّحدة بين موفد نتنياهو يتسحاق مولخو وبين ميتشل وأفراد طاقمه. وسيصل ميتشل إلى إسرائيل الأسبوع المقبل للاتّفاق نهائيًّا على تفاصيل الاقتراح، وفي حال تمّ التوصّل إلى اتّفاق فسيصدر بيان رسمي بهذا الخصوص. ووفقًا لـquot;هآرتسquot; فإنّ الاقتراح الإسرائيلي يتحدّث عن تجميد البناء في المستوطنات لمدّة تسعة أشهر، ولكن مع إتاحة الفرصة أمام إسرائيل لإتمام بناء 2500 وحدة سكنيّة يتمّ الآن بنائها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه إلى جانب ذلك فإنّ إسرائيل طالبت بـquot;خطّة للانعتاقquot; من هذا التجميد والعودة إلى البناء في المستوطنات على اعتبار أنّ هذا التجميد الموقّت هو خطوة لإظهار حسن نيّة تجاه السلطة الفلسطينيّة، وعلى الأخيرة والدول العربيّة أن تقوم بخطوات مماثلة تجاه إسرائيل، وإلاّ فإنّ إسرائيل تريد ضمانات أميركية تحرّر إسرائيل من هذا الالتزام إذا لم تكن هناك خطوات من الجانب العربي.