أنقرة، وكالات: بدأ في مدينة إسطنبول التركية اليوم إجتماع بين وزيري خارجية سوريا وليد المعلم و العراق هوشيار زيباري بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في محاولة لحل الخلافات الأخيرة بين سوريا والعراق. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أنه سيتم خلال الإجتماع متابعة الأوضاع المتعلقة بالعلاقات العراقية السورية وبحث سبل التغلب على الصعوبات التي تواجه تلك العلاقات التي برزت بعد تفجيرات الاربعاء الدامي الشهر الماضي في بغداد. في وقت اعلن فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الخميس رفضه تقسيم العراق تحت أي عنوان واي تدخل في شؤونه الداخلية.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قام بزيارة الى بغداد ودمشق سعيا لحل الأزمة الطارئة أفضت إلى استكمال النقاشات بين سوريا والعراق على هامش الاجتماع الوزاري العربي العادي في القاهرة الأسبوع الماضي التي شارك بها الوزير التركي بصفة مراقب. واتفق الجانبان السوري والعراقي على مواصلة الحوار بدعوة من تركيا وبرعاية من جامعة الدول العربية في مدينة اسطنبول. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قد أعلن فشل المحادثات العراقية السورية التي جرت في أنقرة يوم الثلاثاء بحضور مسؤولين أتراك.

ورجح الدباغ في وقت سابق إلغاء المحادثات التي كان من المقرر أجراؤها الخميس في اسطنبول بين وزيريْ خارجية العراقي وسوريا. وأوضح علي الدباغ ان العراق يساند جهود تركيا للتوسط لكن المسؤولين السوريين أصروا على إنكار جميع الأدلة والحقائق والاعترافات التي تربط جماعة في سوريا بتفجيرات الاربعاء الدامي. ومن المقرر ان يستضيف المحادثات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وان تحضرها الجامعة العربية.

واضاف الدباغ ان العراق لم يقرر حتى الآن ما اذا كان سيرسل وفدا وما اذا كان من مصلحة العراق ذهاب الوفد. وأشار الى ان هناك احتمالا لالغاء سفر الوفد يوم الخميس موضحا ان قرارا في هذا الصدد لم يتخذ بعد. وتخشى تركيا التي حسنت علاقاتها في السنوات الأخيرة مع سوريا والعراق من أن يؤدي الخلاف بين البلدين الى زعزعة استقرار المنطقة خاصة في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة للتوصل لحل لصراع مستمر منذ عقود في منطقة جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية.

المالكي: نرفض تقسيم العراق تحت اي مسمى

الى ذلك أكد المالكي اليوم الخميس رفضه تقسيم العراق تحت أي عنوان واي تدخل في شؤونه الداخلية. وقال المالكي، الذي كان يتحدث اثناء استقباله في مكتبه الرسمي عددا من شيوخ ووجهاء عشائر بني عجيل quot;نحن نرفض تقسيم العراق تحت اي مسمى، كما نحرص على وحدته وزيادة اللحمة بين مكوناتهquot;. واضاف quot;كما يجب ان لا نسمح بتدخل الدول الاخرى في شؤوننا ولا للذين يقومون بتنفيذ أجندات خارجية للإضرار بالعراقquot;.

وعبر المالكي عن سعادته لان ابناء العشائر متمسكين بالحفاظ على المبادئ الوطنية ويعملون معا من أجل مواجهة التحديات. وقال quot;قبل سنتين كنا نسمع عن الطائفية ونجد توجهات نحوها، لكنها انتهت اليوم بفضل وعي العراقيين واعتمادهم الخيار الديمقراطي من خلال المشاركة في الإنتخابات عبر صناديق الاقتراعquot;.

ولفت الى ان انتخابات مجالس المحافظات التي جرت بالعراق مؤخرا quot;أثبتت ذلك، ونسعى في الأنتخابات المقبلة الى تحقيق الافضل، لإستكمال عملية بناء الدولة التي لا تتحقق عن طريق المعارك وإنما من خلال صناديق الإنتخابات وسلوك الطرق الديمقراطيةquot;.

وبشأن الجهود التي تبذلها حكومته لاصلاح الخدمات المتهالكة في العراق، قال quot;قدمنا مشروعا بواقع 70 مليار دولار لدعم قطاعات الإسكان والنقل والزراعة والموارد المائية والصحة والتربية والتعليم وغيرها من القطاعات الاخرى، ولكن للأسف لقيت معارضة على خلفيات سياسية وإنتخابية وحتى لا يقال ان حكومة الوحدة الوطنية (اي حكومته) تمكنت من تحقيق النجاحاتquot;.

وعبر عن رفضه ان تكون معاناة المواطنين قاعدة للتنافس بين الكيانات السياسية، وقال quot;نتنافس في الإنتخابات لكن يجب علينا أن لانجعل من معاناة المواطنين قاعدة للتنافس، وعلينا في الإنتخابات المقبلة أن نحسن الإختيار وأن نجد من يحقق مصلحة أبناء الشعبquot;.

زيباري وأوغلو والتوصل الى التكامل بين البلدين

في هذه الأثناء قال زيباري ان بلاده تتوق للتعاون مع تركيا من اجل صياغة مستقبل المنطقة . ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن زيباري قوله أمام اجتماع quot;مجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى التركي العراقيquot; في اسطنبول اليوم ان السلام والاستقرار في المنطقة لهما أهمية عليا ليس للعراق وتركيا فقط ،ولكن للمنطقة بأكملها. وأضافquot;نرغب بتعاون يمكن ان يصوغ مستقبل المنطقةquot;. وقال الوزير العراقي ان مجالات التعاون بين البلدين كثيرة مثل الأمن والنفط والغاز الطبيعي والمياه والصحة.

وكان داوود اوغلو أعلن خلال افتتاح أعمال quot;مجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى التركي العراقيquot; ان بلاده ترغب بالتوصل إلى تكامل اقتصادي شامل مع العراق. وقال الوزير التركي ان حكومتي تركيا والعراق قررتا التخطيط لمستقبل بلديهما وفقا لنموذج الشراكة. وأضاف quot; هذا سيكون حجر رحى مهما في علاقاتنا الثنائية ،و أول مثال لتفاهم على نموذج الشراكة .مع هذه المبادرة سيتوصل وزراء عراقيون وأتراك للمرة الأولى إلى تنفيذ مشاريع مشتركةquot;.

وقال اوغلو ان استقرار العراق هو استقرار تركيا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داوود أغلو قوله في اجتماع quot;مجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى التركي العراقيquot; في اسطنبول اليوم ان quot;العراق هو دولة شقيقة لتركيا واستقرار العراق هو استقرار استقرار تركيا، ورفاهيته هي رفاهيتها وأمنه هو أمنهاquot;.

وأضاف quot;إذا كان هناك مشكلة في العراق فبالتأكيد سيكون من الصعب على تركيا أن تبقى بعيدة عنهاquot;.
وأشار الوزير التركي إلى انه إذا امتد التعاون بين العراق وتركيا إلى المنطقة، فإن الشرق الأوسط لن يكون منطقة أزمات ومواجهات بل سيصبح مركزاً يتمتع بحضارة عظيمة وتكامل اقتصادي ومصالح مشتركة وحوار سياسي مشترك فضلاً عن آلية أمنية مشتركة.

وقال انه عند تحقيق المشروع quot;العظيم والأساسي، فإن شعوب المنطقة الذين عاشوا سوياً منذ قرون سيكونون قادرين على التعاون معاً في تكامل اقتصادي.
من جهة أخرى قال مسؤولون في وزارة الخارجية التركية ان الوزراء العراقيين أعربوا عن حاجتهم إلى المياه خلال اللقاء وأكد المسؤولون الأتراك ان تركيا ستواصل مساعدة العراق في هذه القضية.

غير ان المسؤولين الأتراك أكدوا ان مشكلة المياه لا يمكن أن تحل فقط من خلال تزويد العراق بالماء إلاّ ان تركيا ستقدم جميع أنواع الدعم التقني للعراق في إدارة المياه وترشيد استخدامها .
وقال وزير الدولة التركي ظافر شاغليان ان بلاده تبحث عن أساليب لتحقيق التكامل الاقتصادي مع العراق من خلال التعاون اللصيق.

وأوضح ان آلية التعاون بين البلدين تحتاج إلى ثلاثة لقاءات على الأقل في السنة بين وزراء عراقيين وأتراك لوضع أهداف تجارية جديدة تستهدف دولاً ثالثة.
وقال انه سيزور 11 دولة في بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول، مضيفاً اته سيزور بعض هذه الدول مرتين وبينها الصين التي ستستضيف منتدى للمال والأعمال في 25 سبتمبر/أيلول سيضم مستثمرين أتراك وصينيين.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال في الاجتماع ان بلاده تتوق للتعاون مع تركيا من اجل صياغة مستقبل المنطقة .
وأضاف السلام والاستقرار في المنطقة لهما أهمية عليا ليس للعراق وتركيا فقط ،ولكن للمنطقة بأكملها، مشيراً إلى رغبة بلاده quot;بتعاون يمكن ان يصوغ مستقبل المنطقةquot;.

وقال الوزير العراقي ان مجالات التعاون بين البلدين كثيرة مثل الأمن والنفط والغاز الطبيعي والمياه والصحة.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو أعلن خلال افتتاح أعمال quot;مجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى التركي العراقيquot; ان بلاده ترغب بالتوصل إلى تكامل اقتصادي شامل مع العراق.

وقال الوزير التركي ان حكومتي تركيا والعراق قررتا التخطيط لمستقبل بلديهما وفقا لنموذج الشراكة.
وأضاف quot; هذا سيكون حجر رحى مهما في علاقاتنا الثنائية ،وأول مثال لتفاهم على نموذج الشراكة .مع هذه المبادرة سيتوصل وزراء عراقيون وأتراك للمرة الأولى إلى تنفيذ مشاريع مشتركةquot;.

الدباغ يُرجح إلغاء محادثات الأزمة العراقية السورية

وكان أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ فشل المحادثات العراقية السورية التي جرت في أنقرة بحضور مسؤولين أتراك. واستبعد الدباغ عقد أي اجتماع أمني مع سوريا في المستقبل، إلا إذا تعاملت دمشق مع الأدلة والوثائق التي قدّمها العراق بطريقة إيجابية، على حد قوله. ورجح الدباغ في تصريح لوكالة أسوشيتدبرس إلغاء المحادثات التي كان من المقرر أجراؤها الخميس في اسطنبول بين وزيريْ خارجية العراقي وسوريا. وأوضح علي الدباغ ان العراق يساند جهود تركيا للتوسط لكن المسؤولين السوريين أصروا على إنكار جميع الأدلة والحقائق والاعترافات التي تربط جماعة في سوريا بتفجيرات الاربعاء الدامي. ومن المقرر ان يستضيف المحادثات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وان تحضرها الجامعة العربية.

واضاف الدباغ ان العراق لم يقرر حتى الآن ما اذا كان سيرسل وفدا وما اذا كان من مصلحة العراق ذهاب الوفد. وأشار الى ان هناك احتمالا لالغاء سفر الوفد يوم الخميس موضحا ان قرارا في هذا الصدد لم يتخذ بعد. وتخشى تركيا التي حسنت علاقاتها في السنوات الأخيرة مع سوريا والعراق من أن يؤدي الخلاف بين البلدين الى زعزعة استقرار المنطقة خاصة في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة للتوصل لحل لصراع مستمر منذ عقود في منطقة جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية.

وعقد الرئيس السوري بشار الأسد محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول يوم الأربعاء ووقع البلدان اتفاقا واسع النطاق لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. واتفق الطرفان على إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين. وطلب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي رسميا من مجلس الامن الدولي بدء تحقيق في التفجيرات التي سببت خلافا دبلوماسيا بين العراق وسوريا بعدما كانت الدولتان قد بدأتا في تحسين علاقتهما التي تأزمت في أوائل حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأشارت صحيفة quot;الحياةquot; الى ان زيارة الرئيس السوري بشار الأسد اسطنبول ومحادثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أسفرت عن اتفاق على خطوتين تمثلتا بتأسيس quot;مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوىquot; لتعزيز العلاقات في جميع المجالات، وإلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.

ووصف الرئيس السوري اتهامات العراق بأنها quot;غير أخلاقيةquot; وطالب بغداد بتقديم دليل عليها. وكان وزير الخارجية السوري قال انه سيشارك في اجتماع مع نظيره العراقي يعقد في اسطنبول يوم الخميس في إطار جهود تركيا للتوسط في الخلاف الدبلوماسي بين بغداد ودمشق بشأن هجمات شنها متشددون. واستدعت سوريا والعراق سفيريهما الشهر الماضي بعد أن اتهمت بغداد دمشق بايواء متشددين تلقي عليهم باللوم في سلسلة تفجيرات بينها تفجيران كبيران باستخدام شاحنتين ملغومتين خارج وزارتين عراقيتين قتل فيهما 95 شخصا.

وقال وليد المعلم وزير خارجية سوريا في مؤتمر صحفي يوم الاربعاء ان سوريا ستحضر الاجتماع الذي يعقد يوم الخميس. واضاف المعلم ان سوريا ليست واثقة من حضور العراق. وتابع ان سوريا ملتزمة تماما بعلاقة التعاون الاستراتيجي مع العراق.