بغداد: يغامر العراقيون بالخروج إلى المتنزهات والاسواق مع اقتراب شهر رمضان من نهايته ويشعرون بقدر أكبر من الامن بعد أن شهد العراق سلسلة من التفجيرات القاتلة قبل بداية شهر الصيام. وقال محمد موسى الذي كان يجلس مع زوجته وابنيه في متنزه تصطف الاشجار على جانبيه في شارع أبو نواس quot;في بداية رمضان لم نكن نجرؤ على الخروج. ولكن في الاسبوع الماضي كنت أقود سيارتي وشاهدت عائلات يجلسون في المتنزه.

quot;شجعني ذلك وأحضرت عائلتي اليوم.quot; وقال ان دوريات الشرطة أصبحت ملحوظة بشكل واضح منذ وقوع التفجيرين في بغداد الشهر الماضي بالقرب من وزارتي الخارجية والمالية. وقال موسى بينما كانت الشرطة تفتش سيارة على مسافة قريبة منه quot;عندما تكون هناك قوات أمن نشعر بالامان.quot;

وتوافقه زوجته نسرين الرأي. وقالت وهي تفرد مفرشا لتضع عليه صحونا من التمر والزبادي (اللبن) والعصائر والمشروبات التي أحضرتها معها للنزهة القصيرة quot;أشعر بارتياح لان أرى أطفالي يلعبون... أشعر بالامان هنا.quot; وهز التفجيران المتزامنان بشاحنتين ملغومتين اللذان أسفرا عن سقوط ما يقرب من 100 قتيل في 19 أغسطس اب الماضي ثقة العراقيين في المكاسب الامنية التي تحققت في الاونة الاخيرة وتجددت المخاوف من أن انسحاب القوات القتالية الأميركية من المدن العراقية في يونيو حزيران القادم سيشعل الهجمات المسلحة من جديد.

وامتنع كثير من العراقيين عن الخروج مع بدء شهر رمضان خشية أن تكون التجمعات المزدحمة أثناء الافطار عامل جذب لمفجرين يبحثون عن حصيلة للقتلى تستحوذ على العناوين الرئيسية في الصحف وهو أسلوب اتبعته في السابق القاعدة وجماعات اسلامية سنية أخرى. ولكن التجمعات المزدحمة ساعة الافطار عاودت الظهور من جديد.

وشهد شهر رمضان في السنوات السابقة ارتفاعا في حوادث العنف ولكنه شهد هذا العام هجمات أقل عددا وأقل من حيث عدد الضحايا. وقال حيدر باسم quot;هذه هي المرة الاولى التي أخرج مع عائلتي... سمعنا أنه لا توجد مشكلات أمنية هنا.quot; وقامت السلطات العراقية في الاونة الاخيرة بتجديد شارع أبو نواس الذي اشتهر بالمقاهي ومطاعم الاسماك وحدائقه الخضراء التي تمتد على طول الضفة الشرقية لنهر دجلة.

وتأمين بغداد هو تحد رئيسي تواجهه الحكومة العراقية فيما تستعد القوات القتالية الأميركية لمغادرة العراق بحلول أغسطس اب عام 2010 بأوامر من الرئيس الأميركي باراك أوباما. ويقضي اتفاق أمني بين الدولتين بانسحاب جميع القوات الأميركية بحلول عام 2012 . وقال علي فضيل quot;أن نأتي الى هنا علامة على أن هناك سلاما... كان لدينا أربعاء دام (19 أغسطس) لكن ذلك انقضى الآن.quot; ولكن الوضع في العراق هش على نحو أكثر وضوحا من أي وقت مضى. فبعد فترة قصيرة من حديث فضيل هز وابل من قذائف المورتر أو الصواريخ المنطقة الخضراء الشديدة التحصين التي تقع على الضفة الاخرى من النهر.