زعيم المعارضة مير حسين موسوي يخطب أمام أنصاره في طهران في 18 يونيو 2009 |
إحتفالات يوم القدس العالمي التي أطلقها قائد الثورة الإسلامية الراحل في إيران روح الله الخميني تشهد هذا العام ولأول مرة انقساما بين الإيرانيين حيث تشهد الساحة صراعا بين الإصلاحيين والمحافظين الذين بقوا بالسلطة عقب الإنتخابات الرئاسية بقيادة رئيس الجمهورية احمدي نجاد. وتحضيرا لتظاهرات واعتصامات معارضة أعلنت قوى الأمن الإيرانية أمس أنها ستتصدى لأي نشاط إصلاحي. وقد ابتدأ النهار فعلا بتنفيذ التهديد حيث تشهد الشوارع الإيرانية اليوم لا سيما في العاصمة طهران موجة من قمع التظاهرات.
عناصر من حرس الثورة |
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن هذا هو أول تجمع كبير منذ تظاهر آلاف الأشخاص في التاسع من يوليو (تموز) متحدين تحذيرات الحكومة لإحياء ذكرى الأحداث الطالبية عام 1999. ويمكن أن يستغل أنصار المعارضة الفرصة للاحتجاج مجددا ضد نظام أحمدي نجاد.
وكانت السلطات الإيرانية قد قررت منع رئيس مجلس الخبراء في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني من إمامة صلاة الجمعة في محاولة لإنهاء حركة الاحتجاجات، وقررت السلطات أن يحل رجل الدين المتشدد آية الله أحمد خاتمي محل رفسنجاني الذي عادة ما يؤم الصلاة quot;يوم القدسquot;، وذلك بسبب مخاوف من أن تؤدي إمامة رفسنجاني للصلاة إلى تشجيع الإصلاحيين على الخروج بأعداد أكبر.
وأكد رفسنجاني أهمية المشاركة الجماهيرية الواسعة في quot;يوم القدس العالميquot; ودعم الشعب الفلسطيني quot;المظلومquot;، وقال quot;إن العديد من حالات الحقد والحظر والعقوبات والمشاكل التي فرضت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاءت بسبب تمسكها بأهداف الثورة بما فيها دعم الشعب الفلسطيني أمام الاعتداءات الصهيونيةquot;. وأضاف quot;إن فرض حرب على إيران وإثارة دعايات كثيرة ضدنا لها أسباب عديدة أحدها الالتزام بمبادئ الثورة والدعم المتواصل للقضية الفلسطينيةquot;.
ودعم رفسنجاني خلال الأزمة الإيرانية التي عقبت الانتخابات المعارضة الإصلاحية. وعلى الرغم من تحذيرات السلطات وتهديداتها فإن آلاف المؤيدين للحركة الإصلاحية أكدوا أنهم سيتظاهرون يوم 18 سبتمبر / أيلول ضد الانتخابات ونتائجها وما تعرض له المعتقلون في السجون من انتهاكات وتعذيب. وقد يستفيد الإصلاحيون من صعوبة تحكم السلطات في الوضع الأمني، إذ سيصعب على السلطات التفريق بين مؤيدي الحكومة الذين يتجهون غالبًا إلى الشارع في يوم القدس وبين مؤيدي الحركة الإصلاحية.
الى ذلك قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني ان الدفاع عن فلسطين علاوة على أنه واجب ديني فهو مرتبط بالمصالح الوطنية الايرانية quot;ولاينبغي ابدا التخلي عن هذه القضيةquot;. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن لاريجاني قوله بكلمة ألقاها اليوم الجمعة في مدينة قم في ختام مسيرة quot;يوم القدس العالميquot; quot;إن تقديم المساعدة والدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم علاوة على أنه واجب ديني , فإنه يرتبط ايضا بمصالحنا الوطنية quot;.
واضاف ان الشعب الايراني quot;يعلن دعمه للشعب الفلسطيني المظلوم والمعذب quot;. وقال quot;ان اميركا واسرائيل تظنان ان أحداث ما بعد الانتخابات( الرئاسية الايرانية ) ستلهينا عن فلسطين quot; مضيفا ان الشعب الايراني quot;يقف متضامنا وبصوت واحد وسيرد ردا مدمرا على أي عمل أو تحرك يهدد أمنه الوطني quot;.
واعتبر لاريجاني المشروع الاميركي الجديد حول القضية الفلسطينية بانه quot;يسلب المسجد الاقصى هويته الاسلامية ويعتبره فقط بمثابة اثر تاريخي quot; وقال ان هذا المشروعquot; يحمل ظاهرا مخادعا وهو مضر جدا بحقوق الشعب الفلسطيني ويعتبر حلا للمشكلة السياسية التي يعيشها الكيان الصهيونيquot;.
طهران، وكالات: ذكر موقع للإصلاحيين على الانترنت وشهود عيان ان مجموعات موالية للسلطة الإيرانية هاجموا عددا من انصار المعارضة الإيرانية بينهم الرئيس السابق محمد خاتمي الجمعة في طهران واحتجزوا بعضهم. وجرت اعمال العنف في تجمع بمناسبة يوم القدس الذي خصصته الجمهورية الاسلامية لدعم الفلسطينيين، وقد ردد فيه عشرات الآلاف من انصار المعارضة هتافات تأييد لزعيمهم مير حسين موسوي. وقال شهود عيان إن أنصارًا للنظام المتشدد يرتدون اللباس المدني ويركبون دراجات نارية ضربوا بالعصي عددا كبيرا من المتظاهرين وقاموا باحتجازهم.
وصرح شاهد لوكالة الأنباء الفرنسية ان quot;رجالا باللباس المدني وعلى دراجات اقتحموا حشدا لانصار المعارضة الذين كانوا عائدين من التجمع وأوقفوا عددا منهم وقاموا بضربهم بالهراواتquot;. واضاف ان الحادث وقع في جادة هفت تير في وسط العاصمة. وقال شهود عيان ان الشرطة تدخلت وحاولت تهدئة المجموعتين ثم قامت بالفصل بينهما. وقال الشهود العيان ان انصار المعارضة هتفوا quot;الموت للديكتاتورquot; وquot;الله اكبرquot; بينما كانوا يتعرضون للضرب. من جهة اخرى، اعتدى انصار للنظام على الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بينما كان يشارك في التجمع الرسمي.
وقال موقع quot;برلمان نيوزquot; الاصلاحي الإيراني ان quot;مجموعة من المحافظين هاجمت محمد خاتمي (...) سقطت عمامته وكانوا يريدون ضربه لكن مناصريه منعوهم من ذلك ثم تدخلت شرطة مكافحة الشغبquot;. وقال شقيق الرئيس السابق محمد رضا خاتمي إنه لم يصب بجروح. وقال quot;اشخاص رددوا هتافات ضدهquot; عند مهاجمته واضاف quot;انه في المنزل الآنquot;.
وخارج طهران هاجم عناصر في الميليشيا الاسلامية (الباسيج) متظاهرين في تبريز شمال البلاد كما اوقف عناصر تابعون للنظام يرتدون اللباس المدني انصارا للمعارضة كانوا يتظاهرون، حسبما ذكر موقع المعارضة quot;موجكامبquot;. وفي اصفهان (وسط)، قام عناصر من الباسيج وقوات من النظام باللباس المدني بضرب انصار للمعارضة حسبما ذكر الموقع نفسه.
وردد عشرات الاف المتظاهرين الإيرانيين الذين يضعون عصبا وشارات خضراء شعارات مؤيدة لموسوي خلال التظاهرة وقال أحد الشهود لوكالة الأنباء الفرنسية ان المتظاهرين الذين كان العديدون منهم يضعون عصبا خضراء على معصمهم تجمعوا قرب ساحة هفتي تير وهتفوا quot;يا حسين مير حسينquot; وquot;لا غزة ولا لبنان، نستشهد من اجل إيرانquot;.
وكانت مواقع الكترونية إصلاحية دعت انصار المعارضة لارتداء ملابس خضراء بلون حملة مير حسين موسوي الانتخابية. وكانت حشود المتظاهرين متوجهة الى جامعة طهران. وكان الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد ضمن موكب ضم عشرات الاف المتظاهرين المؤيدين للنظام الذين رددوا الشعارات التقليدية quot;الموت لاميركاquot; وquot;الموت لاسرائيلquot;.
وذكرت رويترز ان السلطات الإيرانية إعتقلت نحو 10 متظاهرين معارضين. وقال شاهد ان قوات الأمن الإيرانية اشتبكت مع أنصار موسوي واعتقلت اكثر من عشرة منهم خلال المسيرة السنوية المعادية لاسرائيل في وسط طهران يوم الجمعة. وقال الشاهد quot;اعتقلت قوات الامن لتوها أكثر من عشرة. انها تدفع المحتجين وتضربهمquot;. وقال شاهد ان أنصار الرئيس الإيراني اشتبكوا مع محتجين إصلاحيين، وقال الشاهد quot;أنصار أحمدي نجاد يضربون أنصار موسويquot; في وسط طهران. وقال ان شخصين على الاقل أصيبا.
وفي وقت سابق قال شهود ان مواكب مناصرة ومعارضة للنظام كانت تتواجه مرددة شعارات قرب ساحة ولي العصر القريبة من وسط العاصمة. ويتوجه المتظاهرون الى جامعة طهران حيث سيلقي أحمدي نجاد خطابا. وهي اول مرة منذ التاسع من تموز/يوليو ينزل المعارضون المحتجون على اعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 12 حزيران/يونيو الى الشارع مجددا.
وقمعت السلطات بشدة حركة شعبية نشأت احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية واغرقت البلاد في ازمة سياسية غير مسبوقة منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979. واعتقل ما لا يقل عن اربعة الاف متظاهر لا يزال 150 منهم في السجون، وقتل في اعمال العنف 36 شخصًا بحسب الحصيلة الرسمية، 72 بحسب المعارضة.
وفي خطابه وصف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد المحرقة اليهودية بquot;الخرافةquot; مكررا بذلك تصريحات سابقة له اثارت موجة من الانتقادات عبر العالم. واكد الرئيس المحافظ متحدثا عن اسرائيل، عدو ايران اللدود، ان quot;وجود هذا النظام بحد ذاته إهانة لكرامة الشعوبquot;. وتوجه أحمدي نجاد الى المصلين في جامعة طهران الذين كانوا يهتفون quot;الموت لاسرائيلquot; قائلا ان الغرب quot;اطلق خرافة المحرقة اليهودية. لقد كذبوا (...). ان كنتم تدعون ان المحرقة حصلت فعلا فلماذا لا تسمحون باجراء دراسة؟quot;. يذكر ان الرئيس الايراني قلل مرات عدة من حجم المحرقة ونفى حتى ابادة اليهود على يد النازيين اثناء الحرب العالمية الثانية. ولا تعترف ايران باسرائيل كما ان أحمدي نجاد دعا مرات عدة الى quot;ازالتها عن الخارطةquot;.
هذا وحذر الحرس الثوري الإيراني من أنه سيقمع أي تظاهرة لمعارضي الرئيس محمود أحمدي نجاد على ما أوردت أمس وكالة الأنباء الإيرانية. وجاء في بيان للحرس الثوري quot;إننا نحذر الشعب والحركات التي تريد مساعدة النظام الصهيوني من أنها إذا أرادت إثارة القلاقل والاضطرابات أثناء تجمع يوم القدس المجيد، فستواجه في شكل حاسم من قبل أبناء إيران البواسلquot;.
التعليقات