يبدو أن قضية التغير المناخي أشد تعقيدا من قضايا السياسة والإقتصاد.

تعقد الامم المتحدة غدا قمة حاسمة حول التغير المناخي لحشد الدعم السياسي واعطاء الدفعة المطلوبة للوصول الى الاتفاق الطموح في مؤتمر التغير المناخي القادم الذي تعقده المنظمة الدولية في كوبنهاغن بالدنمارك في وقت لاحق هذا العام.

وتأتي القمة التي تعقد على مستوى رفيع وتستمر يوما واحدا ودعا اليها السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون في اطار حملة دولية لتشجيع الحكومات والاطراف المعنية الاخرى quot;للتوصل الى اتفاقquot; حول اتفاقية للتغير المناخي تتسم ب quot;النزاهة والتوازن والفعاليةquot; عندما يلتقون في كوبنهاغن في الفترة من السابع وحتى الـ18 من شهر ديسمبر المقبل لمناقشة الخفض العالمي الضروري في الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

ويتوقع ان يحضر القمة حوالي 100 رئيس دولة وحكومة.

ويرأس الوفد الكويتي سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء الذي سيترأس الى جانب الرئيسة الفنلندية تاريا هالونين واحدة من الموائد المستديرة الاربع حول التغير المناخي.
ومن المتوقع ان يشارك 28 رئيس دولة وحكومة بينهم قطر والهند وروسيا واسبانيا في هذه المائدة.

وقد تلقت الكويت ايضا دعوة لحضور واحدة من اربع موائد مستديرة اخرى على الاقل على المستوى الوزاري حول نفس الموضوع في وقت لاحق من يوم غد والتي ستترأسها هولندا وجزيرة توفالو.
وسيناقش المشاركون في هذه المائدة التي ستعقد بعد ظهر الغد والبالغ عددهم نحو 26 دولة بينها السعودية والولايات المتحدة وايطاليا وبلجيكا الاجراءات المحتملة التي يمكن ان تساعد في المفاوضات للتوصل الى نتيجة ايجابية في كوبنهاغن.

ويفتتح السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون القمة ويعقب ذلك كلمات يلقيها ممثلو تسع دول اعضاء اربع منها من اكثر الدول المسببة للغازات الدفيئة ومنها الولايات المتحدة التي سيلقي كلمتها الرئيس باراك اوباما بالاضافة الى اربع من الدول الاكثر عرضة لهذه الغازات.

ويتوقع ان يقيم بان غداء عمل يضم ممثلي الحكومات ورجال الاعمال والمجتمع المدني والامم المتحدة لمناقشة كيفية بناء دفعة ايجابية لمفاوضات المناخ ودور التجارة والصناعة في ايجاد حلول لقضايا التغير المناخي.

ومن المقرر ان يقدم بان في وقت لاحق من يوم غد ملخصا حول الافكار الرئيسية التي يتم التوصل اليها خلال القمة يعقبه مؤتمر صحافي حول الخطوات التالية لكوبنهاغن.

ويتوقع ايضا ان يتوصل الزعماء في كوبنهاغن الى اتفاق حول معاهدة طموحة وقوية بدلا من بروتوكول كيوتو الذي ستنتهي مرحلته الاولى في عام 2012.

يذكر انه تمت مناقشة بروتوكول كيوتو حول وضع حد للغازات المسببة للاحتباس الحراري في عام 1997 في مدينة كيوتو اليابانية ودخل حيز التنفيذ في فبراير 2005 وهو عبارة عن اتفاقية تعمل بمقتضاها الدول الصناعية على خفض الانبعاثات بنسبة 5.2 في المئة مقارنة بعام 1990 والهدف منها هو خفض اجمالي الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني اكسيد الكربون والميثان واكسيد النترات والكبريت.

وقال السكرتير العام للامم المتحدة مؤخرا في مؤتمر صحافي quot;اعتقد حاليا ان كل قادة العالم تقريبا يدركون ان هذه قضية من الاهمية بمكان واتوقع ان يظهروا ارادتهم السياسية القوية للتاريخ وامل ان يتم استذكار اسهاماتهم طويلا في التاريخ وانهم قد اسهموا بقوة في هذه العمليةquot;.

لكنه اعترف ان التقدم البطيء الحالي في المفاوضات مسألة مقلقة جدا قائلا quot;لم يتبق سوى 81 يوما على الذهاب الى كوبنهاغن.. الوقت قصير والمفاوضات معقدة للغايةquot;.

وذكر السكرتير العام للامم المتحدة المجتمع الدولي خلال زيارة له في الفترة الاخيرة الى المنطقة القطبية الشمالية بان quot;التغير المناخي يحدث بسرعة اكثر مما نتوقع وان الفشل في اتخاذ اجراء سيكون له عواقب وخيمة على البشر في العام اجمعquot;.

ووفقا للامم المتحدة فان التغير المناخي قضية ذات اهمية بالغة تتطلب quot;اعطاءها اولوية مباشرة وعاجلةquot; لانها قضية جيوسياسية اساسية في العصر الحديث تؤثر على كل شيء من صحة الاقتصاد الى صحة المواطن ومن امن الطاقة الى الامن الدولي.