إهتمّت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم بصدى الهجوم الذي شنه أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي كان قدأنكر المحرقة اليهودية على أيدي النازيين، كما نشرت الصحف ملفات جديدة عن حرب اكتوبر، وسجلات تاريخية، إضافة إلى بدء محاكمة رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت بتهم فساد متعددة. كما تطرقت إلى زيارة سرية لرئيس هيئة الأركان البريطانية الى اسرائيل حيث أكدت مصادر الدولة العبرية ان هناك محاولات لرفع مستوى التنسيق والتعاون البريطاني الإسرائيلي.

نضال وتد من تل أبيب: قليلة هي المرات التي يحظى فيها نتيناهو بمديح من الصحف الإسرائيلية، وإشادتها بقدراته الخطابية والبلاغية، وقد شكل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة أمس، فاتحة لينال نتنياهو كمًّا هائلاً من المديح والإطراءات، فخرجت الصحف الإسرائيلية، وصورة نتنياهو على منبر الجمعية العمومية تزين صفحتها الأولى، وهو يمسك بيديه ببروتوكولات مؤتمر فانزا ، حيث أقرت قيادة ألمانيا النازية مخطط إبادة اليهود، في معسكرات أوشفيتس وبيركاناو.

وكما في كل عام وعشية يوم الغفران اليهودي، صدرت الصحف تكشف ملفات جديدة عن حرب اكتوبر، وسجلات تاريخية، أهمها مثلا تساؤل صحيفة يديعوت، عن أسباب إخفاء قسم التاريخ في الجيش الإسرائيلي لنتائج بحث شامل عما دار في الجبهة الجنوبية، والجبهة المصرية الإسرائيلية خلال الحرب، وما يتعلق بـquot;أساطير أداء كل من شارون وديان قابل quot;صمود quot; غولدا مئير. وتطرقت الصحف إلى بدء محاكمة أولمرت اليوم وجلوسه على مقعد المتهمين، في قضايا الفساد والرشاوى المنسوبة له.

رئيس الحكومة يرد على أحمدي النجاد

أجمع المحللون والمراسلون السياسيون الذين رافقوا نتنياهو في نيويورك على أن خطاب نتنياهو أمام الجمعية العمومية، ورده على مواقف وتصريحات الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، الذي ينكر وقوع المحرقة النازية بحق اليهودquot; الهوليكوستquot;، quot;أخرج من نتنياهو أفضل ما لديه. وكتب ناحوم برنيع في تعليقه على الخطاب : quot;وفروا لنتنياهو منصة جيدة، وعدو سهل وموضوع مشحون ليهاجمه، ليكون في أوجه. إذ يميل رؤساء الدول الذين يلقون خطاباتهم أمام الأمم المتحدة إلى الشمولية والاسترسال في العبارات والجمل الدبلوماسية، والرسمية لدرجة الملل، يغطون كل شيء دون أن يقولوا شيئًا.

لكن نتنياهو ليس كذلك. فخطابه أمس كان حادًا وواضحًا ومشحونًا بعواطف ليس بمقدور الإعلام العالمي تجاهله. توقعوا منه أن يكون دراماتيكيًا، لكنه لم يكن كذل ولم يمزق الأوراق، ولم يلوح بذراعيه، ولم يرفع صوته. لقد كان جادًّا، متجهمًا ولاسعًا بالدرجة المطلوبة. لقد أجرى نتنياهو بروفات كثيرة على النص قبل أن يقي الخطاب، وكانت هذه البروفات مجديةquot;.

وخلص برنيع (وهو بالمناسبة من الصحافيين الإسرائيليين اليساريين والمخضرمين، المعارضين بشكل عام لسياسات نتنياهو، بل وحتى براك) إلى القول إن نتنياهو يملك ما يكفي من الأسباب لإجمال زيارته لنيويورك بأنها ناجحة، ويمكن القول إن هذا الأسبوع كان أفضل أسبوع لنتنياهو منذ إعادة انتخابه رئيسًا للحكومة. البشرى السارة هنا هي أن نتنياهو منتشي، لكن هذه البشرى يمكن لها أن تكون بشرى سيئة.

رئيس هيئة الأركان البريطاني قام بزيارة سرية لإسرائيل

كشفت صحيفة هآرتس اليوم النقاب عن أن رئيس هيئة الأركان البريطانية، السير ديفيد ريتشاردس، قام هذا الأسبوع بزيارة سرية لإسرائيل، حل خلالها ضيفًا على نظيره الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكنازي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سنين طويلة. وقالت الصحيفة إن ريتشاردس زار خلال مكوثه في إسرائيل وحدات مختلفة من الجيش الإسرائيلي التي تستخدم وسائل قتالية متطورة وجديدة، كما أجرى محادثات مع قادة الجيش الإسرائيلي حول عدد من القضايا منها الحرب في العراق وأفغانستان، ومسألة الشكاوى والدعاوى المقدمة في بريطانيا ضد جنرالات ومسؤولين إسرائيليين.

وقالت الصحيفة إن مصدر دبلوماسي بريطاني أقر بقيام ريتشاردس بزيارة سرية لإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة كانت زيارة عمل شملت إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يومي الثلاثاء والأربعاء. ووفقًا لمصادر في الخارجية الإسرائيلية فإن الحديث يدور عن رفع مستوى التنسيق والتعاون البريطاني الإسرائيلي. واعتبر هذا المصدر أن للزيارة أهمية سياسية ، وذلك في ضوء امتناع ضباط وجنرالات بريطانيين رفيعي المستوى، وعلى مدار سنوات طويلة القيام بزيارة لإسرائيل بسبب الحساسية السياسية لهذه الزيارات.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤول البريطاني أجرى في إسرائيل مداولات إستراتيجية أمنية غاية في الأهمية، كما استعرض النشاط العسكري البريطاني في العراق وأفغانستان، كما تبادل ونظيره الإسرائيلي التقديرات حول الأوضاع في الشرق الأوسط.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجانب الإسرائيلي أعرب عن سروره بهذه الزيارة، لكن أوضح أنه حتى يتسنى القيام بزيارات متبادلة، يجب بداية إزالة خطر تقديم شكاوى جنائية ضد الجنرالات الإسرائيليين في المحاكم البريطانية، عبر عملية تشريع في البرلمان البريطاني.

معاريف: بدء محاكمة أولمرت

أبرزت معاريف في عددها الصادر اليوم بدء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت. وكتبت الصحيفة تقول إنه وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل بدأت اليوم محاكمة جنائية لرئيس حكومة بتهم الفساد وتلقي الرشاوى. ونقل موقع الصحيفة على الانترنت، أن أولمرت أبلغ صباح اليوم، مع وصوله لمقر المحكمة اللوائية في القدس، الصحافيين والمصورين الذين كانوا بانتظاره، أن هذا الموقف ليس سهلاً بالنسبة إليه. quot;فقد عانيت على مر السنوات الثلاث الماضية معاناة غير إنسانية بسبب لاتهامات وتشويه السمعة، ودفعت ثمنا باهظا عن هذه الفترة. وأضاف أولمرت يقول إنه آن موعد العمل، ومن الآن فصاعدًا ستتحدث الحقائق فقط، لقد جئت إلى هنا بريئًا وسأخرج من هنا بريئًا ، وأنا أؤمن بأنني سأخرج من المحكمة بريئًا من كل التهم المنسوبة إليquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن أولمرت يحاكم بثلاث تهم رئيسة موجّهة إليه، الأولى تلقي مبالغ طائلة بصورة غير قانونية من الثري الأميركي موشيه تالينسكي، وحصوله على مبالغ وتسهيلات بطرق الغش والخداع، عبر مكتب الرحلات السياسية ريشون تويرز، وتدخله وخيانة الأمانة العامة في قضية quot;مركز الاستثمارات. وبحسب لائحة الاتهام الرسمية فإن أولمرت متهم بخيانة الأمانة العامة، وإخفاء وتضليل سلطات الضرائب حول حجم دخله الحقيقي والتزوير. وفي حال إدانته بهذه التهم فقد يحكم عليه بالسجن الفعلي.