إيناس مريح من حيفا: تتساءل صحيفة ( هآرتس ) في تقرير تحليلي عن القصف السلاح الجوي الإسرائيلي موكب شاحنات كبير في السودان وتقول: كيف هربت الطائرات الإسرائيلية من الأجواء السودانية؟؟ وتشير الصحيفة إلى أن الحلول متوفرة لدى مصر، وتتساءل كذلك الصحيفة ولماذا انهارت القمة العربية؟ وتجيب من جانب آخر بأن quot;مصر تملك الإجابات كذلك على هذا السؤال. تسود الدهشة في السودان ذلك بعد مضي أسبوع من التعرجات، وبث التعابير الضبابية والصور التي أُعدت لتضليل التقارير الأميركية، تلك التقارير التي تفيد بأن السلاح الجوي الإسرائيلي قام بتفجير موكب كبير في السودان والذي نقل سلاحا ثقيلاquot;.

وتتابع الصحيفة:quot;تسود هذه الدهشة على اثر تصريح الائتلاف السوداني والذي لا يخاف من توتر العلاقات مع الدول العربية، بأن هناك طريقة واحدة لتنفيذ الهجوم والغارة الجوية الإسرائيلية على السودان، وهي من خلال طائرة تمر من فوق البحر الأحمر، وهل عجز (الردار) جهاز الموجات اللاسلكية الأردني، تحديد وجود طائرات؟ وهل علم المصريون بوجود طائرات وصمتوا؟ وهل كانت السعودية في سر الهجوم؟

وأوضحت الصحيفة إلى أن quot; محللين مختصين قدروا بأن الصمت العربي ينبع من تأييد مصر والسعودية الهجوم على نشاطات إيرانية في المنطقة، وخاصة في السودان، التي يضاعف رئيسها عمر البشير التواجد العسكري الإيراني الرسمي من خلال اتفاقيات تدريب وتزويد السلاحquot;.

وتواصل الصحيفة إثارة الأسئلة وتقول:quot; من الذي منح معلومات استخباراتية لطائرات السلاح الجوي الإسرائيلي، خاصة إذا كان هناك تقرير يشير إلى أن إحدى الهجمات وقعت بواسطة طائرة بدون طيار؟ وتفيد( هآرتس):quot; يتضح وفقا لتقرير نشره المعهد المصري للأبحاث الإستراتيجية quot;الأهرامquot; عام 2006، بأن إسرائيل تملك قاعدتين عسكرية في مساحة اريتريا، كذلك تملك إسرائيل قاعدة إضافية على قمة جبل سوركين الذي يطل على مضيق باب المندب قريبا من البحر الأحمر، ووفقا لنفس التقرير فإن إسرائيل تمتلك 3.000 جندي في اريتريا وقاعدة بحرية تضم بشكل ثابت غواصات دولفينquot;.

وتشير الصحيفة إلى quot;أن العلاقة الإسرائيلية الأرتيرية بدأت عام 1993، عندما قدم اسياس افورقي رئيس اريتريا إلى إسرائيل لتلقي العلاج، ووقع على اتفاق تعاون عسكري مع إسرائيل، ووفقا لإفادات وسائل الإعلام العربية، فإن إسرائيل ساعدت أفورقي في احتلال جزيرة حنيش من اليمنquot;.

وتفيد تقارير أخرى في وسائل الإعلام العربية وفقا (لهآرتس) بأنه يحق لإسرائيل تخزين نفايات النووية في ارتيريا ذلك وفقا لنفس الاتفاق الإسرائيلي الأرتيري، ونشر تواجد عسكري إسرائيلي في المنطقة كذلك، والذي في في حال تواجد في المنطقة، فإن ذلك يكون بهدف مراقبة التحركات للسفن الداخلة والخارجة من البحر الأحمر، ولتشغيل محطة رادارات، كذلك يبدو بأن تحليق طائرات بدون طيار يمكن أن يكون جزء من النشاطات الطبيعية في المنطقةquot;.

موكب الشاحنات الذي حمل السلاح إلى غزة هو بمثابة فضيحة مصرية

تقول (هآرتس) بأن هناك العديد من الأسئلة المتعلقة في مسار تهريب السلاح إلى قطاع غزة، كذلك التعامل مع هذه الأسئلة قد يوبخ الجانب المصري، ففي حال كانت نية الموكب السوداني الدخول إلى غزة عن طريق اليابسة، أليس كان من المفترض أن تمر عن طريق حواجز مصرية كثيرة، ذلك إذا قرر الموكب التوجه إلى غزة عن طريق أصوان أو على طريق طول البحر في طريقه لمدينة السويس، هل افترض المسؤولون عن الموكب بأنهم لن يمروا في تفتيش في هذه المعابر الطويلة؟ وفي حال كانت الإجابة نعم لن يتم تفتيشهم، فهل يمكن أن تكون هذه المرة هي الأولى بأن تمر مثل هذه المواكب إلى غزة؟!

وتشير الصحيفة إلى مسار آخر لتهريب السلاح إلى غزة وهو عن طريق البحر الأحمر، وربما لو اختار مهربون السلاح تهيرب السلاح عن طريق البحر الأحمر، فلماذا قاموا بتفكيك السلاح، يبدو بأن تهريب السلاح من خلال اليابسة هي طريقة أكثر آمنة: فحتى الحدود المصرية لا يوجد من يفتش الموكب، وداخل مصر هم منظمون مع شبكات تهريب محليةquot;.

الرئيس المصري لم يشارك في القمة العربية بسبب قناة الجزيرة

كتبت (هآرتس) :quot; اكتظ فندق الشيرتون في الدوحة عاصمة قطر بالصحافيين الذين توجهوا لتغطية أحداث القمة العربية السنوية.quot; كل وزراء الخارجية كانوا متفرغين لإجراء المقابلاتquot; قال صحفي أردني لصحيفة (هآرتس) وأضاف: quot;ونرى بأنه وفي كل قمة عربية تتحول وسائل الإعلام إلى مالكة ومضيفةquot;.

أضاف:quot; الجلسات المغلقة هي في الحقيقة لم تعد جلسات مغلقة، وكل وزير يسارع ليخبر ماذا اقترح وماذا قال، وأول من يتوجهون إليه الوزراء هي قناة الجزيرةquot;.

وتضيف (الصحيفة):quot; هي الجزيرة ذاتها التي أفسدت الاحتفالية على أصحابها، والتي يهيمن عليها حمد بن خليفة، والتي بسببها لم يشارك الرئيس المصري حسني مبارك في القمة، فالرئيس المصري غاضب على قناة الجزيرة التي جندت الرأي الجماهيري العربي ضد مصر، ويرى مبارك بأن الجزيرة هي عدو الأكثر خطرا على العالم العربي بشكل عام، والعالم المصري بشكل خاصquot;.

quot;بسبب الجزيرة تحولت مصر إلى عدو للفلسطينيينquot; كتبت جريدة روز اليوسف.quot; لقد تم عرضنا وكأننا متعاونين مع اسرائيلquot;. كتبت (هآرتس) quot; ولا يؤمن مبارك بأن الجزيرة هي قناة مستقلة، بل على العكس يرون في مصر بأن الجزيرة هي رسول لإبن خليفةquot;.

quot; إذن فإن الحاكم القطري يُعتبر تهديد على مصر والسعودية في قيادة quot;الخط العربيquot;، فقد ألقى على نفسه مسؤولية سياسية عليا، فقطر أحدثت تصالح في لبنان، واقترحت مبلغ ضخم لحماس لأجل تحرير شاليط، وهي ذات علاقة جيدة مع سوريا وإيران(وإشارة للتضامن فقد طردت الممثلية التجارية الإسرائيلية)، ومن جانب آخر، فشبكة الجزيرة تبث مقابلات مع المعارضة المصرية الذين يدعون لإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيلquot;. وفقا لهآرتس.

وأضافت الصحيفة:quot; اكتفى مبارك بإرسال وزير الشؤون القضائية المصري مفيد شهاب للمشاركة في القمة العربية، وامتنع من اللقاء كذلك مع الحاكم القطري، كذلك هو غير متشوق للقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومن جانب آخر فإن الرئيس السوري يتجاهل الإنذار المصري، ذلك منذ أن أعلن بارك اوباما البدء في حوار مع سوريا ومع إيران، ولم تهدأ مصر بالرغم من قرار قطر عدم توجيه دعوة لحماس ولإيران للمشاركة في القمةquot;.

الإنقسام العربي ليس جديدا فالرئيس الليبي يهدد بأنه قائد أفريقي

تشير (هآرتس) إلى أن quot; الانقسام العربي ليس جديدا، والجهد المبذول للتظاهر بوجود وحدة هو ليس فقط بائس، بل يتطلب الفحص من جديد للمصطلحquot; الشرق الأوسط العربيquot; بأنه كتلة مستعصية، ولا يدور الحديث فقط عن تهديد معمر القذافي بمغادرة القمة العربية، لأنه يعتبر نفسه قائد أفريقيquot;.

وأضافت (هآرتس):quot; كذلك العراق على سبيل المثال فهي ليست الشريك الطبيعي في نفس الشرق الأوسط العربي، فقد أُثير جدال في بغداد بين الرئيس الكردي جلال طالباني وبين رئيس الوزراء نور المالكي حول من سيشارك في القمة. في النهاية تنازل الرئيس العراقي ع المشاركة، بتوضيح بأنه من الأفضل أن يتعرف رئيس الحكومة العراقي على القادة العرب الشركاءquot;.

وتابعت الصحيفة:quot;وحتى الآن لا تدرك بعض الدول العربية كيف تتعامل مع العراق: فالمالكي غير مقبول حتى الآن على النظراء العرب كزعيم عربي، فهناك بعض الدول العربية التي فتحت سفارات في العراق، ودول أخرى مثل السعودية والكويت ترفض شطب ديون العراق منذ عهد الرئيس الراحل صدام حسين، كما تعتبر العلاقة المتينة بين إيران والعراق تهديدا على quot; الصف العربيquot;.

واختتمت (هآرتس):quot; إذا كان بإمكان دولة مثل السودان التهديد في القمة العربية، وإذا كانت مصر لا تحترم القمة، وإيران تهدد السيادة العربية، فإنه من الصعب التعامل أيضا مع تهديد بعض الدول العربية الموجه ضد إسرائيل، والذي وفقا لهquot; لن تبقى المبادرة العربية لوقت طويل على الطاولةquot;، والسؤال من سيأتي أولا إلغاء المبادرة أو اختفاء الاتفاق، الذي حتى الآن يمنع فك جامعة الدول العربيةquot;.