طرابلس: ارتفعت حصيلة الاشتباكات بين مجموعات سنية وعلوية في مدينة طرابلس في شمال لبنان الى ثلاثة قتلى منذ مساء الخميس، بينما توفي رجل اصيب قبل يومين متأثرًا بجروحه. بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
في شرق البلاد، قتل راعيان، احدهما سوري، والآخر لبناني، في اطلاق نار مصدره الاراضي السورية لم تتضح ظروفه. وقال المصدر ان quot;معارك عنيفة اندلعت بعيد الساعة التاسعة والنصف من مساء امس (19,30 ت غ) واستمرت طوال الليل، واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائفquot;.
واشار الى تراجع حدة المعارك منذ الصباح، مع استمرار تبادل رصاص القنص، الذي تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص، اثنان في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية، وواحد في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية. كما توفي رجل آخر في جبل محسن متأثرا بجروح اصيب بها قبل يومين.
من جهة ثانية، اشار المصدر الى انفجار عبوة ناسفة قرب عربة مصفحة للجيش اثناء مرورها الساعة الثالثة فجرا (1,00 ت غ) في احد شوارع طرابلس الرئيسة، ما أدى إلى جرح عنصر، وتضرر المصفحة وعدد من السيارات.
ادت المواجهات أيضًا إلى احتراق منزلين وتضرر مساكن ومحال تجارية وسيارات، فيما ارتفعت سحب الدخان من الأحياء في التبانة والجبل نتيجة احراق النفايات المتراكمة منذ أسبوع، بسبب تعذر وصول عمال التنظيمات لجمعها ونقلها.
وبدأت هذه الجولة من المعارك قبل ثمانية ايام بعد مقتل رجل سني في 13 آذار/مارس برصاص اطلقه رجلان ملثمان كانا على دراجة نارية في وسط طرابلس. وبلغت حصيلة ضحايا هذه الجولة من العنف 18 قتيلا واكثر من مئة جريح.
ومنذ بدء الازمة في سوريا قبل ثلاث سنوات، تشهد منطقتا باب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية وجبل محسن الموالي للنظام السوري جولات عنف منتظمة، تسببت بمقتل العشرات. وينتشر الجيش بعد كل جولة في كل طرابلس محاولًا ضبط الامن واسكات مصادر النار. كما شهدت مناطق حدودية عدة مع سوريا حوادث امنية متعددة.
في منطقة البقاع (شرق)، افاد مصدر امني محلي ان راعيين، احدهما لبناني، والآخر سوري قتلا فجرا في منطقة مجدل عنجر الحدودية باطلاق نار من جنود سوريين في الجهة المقابلة من الحدود.
وذكر المصدر ان quot;ياسر ياسين (43 عاما، لبناني) واحمد نادر (سوري) قتلا في منطقة جرود مجدل عنجر المحاذية لاراض سورية، وقد اطلق عليهما النار عناصر في الجيش السوري بعد الاشتباه بهما على الارجحquot;. واوضح ان الرجلين يملكان مزرعة اغنام صغيرة في المنطقة.
وهي الحادثة الاولى في هذه المنطقة، علما ان مناطق اخرى حدودية تتعرض غالبًا لاطلاق نار وقصف من الجانب السوري. ويقول الاعلام الموالي للنظام السوري ان عمليات تسلل مسلحين وتهريب سلاح تجري عبر الحدود اللبنانية المتداخلة في مناطق كثيرة مع الحدود السورية وغير المحددة بوضوح والخارجة عن الرقابة الصارمة.
وينقسم اللبنانيون بحدة حول النزاع السوري. ومارست دمشق منذ الثمانينات وحتى 2005 هيمنة واسعة على لبنان، وتواجد جيشها في البلد الصغير لمدة ثلاثين عاما تقريبا. ولا يزال الموضوع السوري حساسا جدا بالنسبة الى اللبنانيين، لا سيما مع مشاركة حزب الله، حليف دمشق، في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا.
التعليقات