معلومات وحقائق جديدة موثقة تدحض ماكان شائعاً..!
تشنغ خه مكتشف أمريكا، وليس كولومبس!

معد الشمري من دبي: تعود الناس سماع إجابة واحدة مؤكدة للسؤال المطروح: من هو مكتشف القارة الأمريكية؟ نعم: كريستوفر كولومبس من أكتشف القارة الأمريكية، وكان ذلك في العام 1492. عالم متغير لا يعترف بالثوابت، يرفض التقليدي، ويكسر جليد الخرافات والحقائق الغير مدعومة بأدلة مُوثقة.. عالم فيه البحث عن الحقيقة مستمر دون انقطاع..عالم استمر فيه اعتقاد الناس طيلة الــ514 عاماً الماضية، بإن مكتشف العالم الجديد هو كريستوفر كولومبوس، غير أن محطة التلفاز الأمريكيةHistory International فجرت قنبلة تاريخية، يوم الأثنين الماضي، بعرضها حقائق ومعلومات جديدة حول شخصية مكتشف القارة الأمريكية، وعلى غير المتوقع ظهر أسم أمير البحار المسلم الصيني تشنغ خه، بديلاً عن كريستوفر كولومبس الذي طالما ردد الأمريكيون أسمه، وتفاخروا بمعرفة مُكتشف بلادهم.

الحقائق التاريخية الجديدة التي دحضت ماكان سائداً في السابق، كشفت النقاب عنهاHistory International من خلال فيلم وثائقي وصلت مدة عرضه أكثر من ساعتين. تناول الفيلم الذي أنتجته شبكة صن التلفازية، قصة المكتشف الصيني تشنغ خه، وركز الفيلم على كون تشنغ هو مكتشف القارة الأمريكية خلال بعثة استكشافية قام بها عام 1421. عرضُ الفيلم الوثائقي جاءَ احتفالاً بمرور 600 سنة على مغامرة تشنغ البحرية الأولى 1406 في المحيط الهندي والمحيط الهادي الجنوبي والتي قاد فيها تشنغ طاقماً مكوناً من 27800 رجل من الضباط والجنود والملاحين والمترجمين والعلماء على متن أكبر أسطول في العالم في ذلك الوقت، حيث تألف الأسطول من 62 سفينة.

وتناول الفيلم بعض الحقائق التي سبق وأكدها المؤرخون من قبل، حيث قالوا إن الأسطول التابع لتشنغ وصل إلى أمريكا قبل وصول كولومبس بحوالي 70 عاما؛ ودلل المؤرخون على صحة كلامهم بخرائط ملاحية واختبارت للحمض النووي DNA للسكان الأصليين لقارة أمريكا الشمالية.
كما استعرض الفيلم مواضيع الجدل القائمة، وترك المجال مفتوحاً للمزيد من الدراسات، دون الخوض في تفاصيل الإجابات المتوفرة لذلك الجدل القديم المتجدد.

من جانبها قالت وكالة شينخوا الصينية للأنباء إن فريق إنتاج الفيلم أمضى سنة كاملة في الصين، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة ليقضي سنة أخرى لتكملة الجزء المتبقي من الفيلم.

ويُعد تشنغ خه واحداً من أعظم الملاحين في التاريخ، فقد سجل خلال رحلاته إلى المحيط الهندي إنجازات ومساهمات كبيرة في ميادين عدة مثل تجديد الإبرة المغناطيسية ورسم خريطة العالم.

ولد ما سان باو وهو الأسم الحقيقي لتشنغ عام 1371 ميلادية، لعائلة فقيرة مسلمة بمقاطعة يوننان غرب الصين، وسبق لوالده وجده أن سافرا إلى مكة المكرمة للحج. نشأ تشنغ مُنذ طفولته نشأة إسلامية، بيد أن البعض يقول إن تشنغ ظل يؤمن ويعتقد بالبوذية لفترة طويلة من حياته.. في الـ12 من عمره اختطفه عساكر أسرة مينغ الملكية التي حكمت الصين قرابة 300 سنة وجعلوه خصيا في حاشية الأمبراطور تشو دي.

قام تشنغ بسبع رحلات استكشافية في الفترة ما بين عامي 1405 و1433. ويقف تشنغ على قدم المساواة إن لم يكن قد سبق عمالقة البحار الكبار من أمثال البرتغالي دياس بارتولوميو الذي وصل في رحلته البحرية إلى رأس الرجاء الصالح عام 1488، والبرتغالي فاسكو دي غاما الذي التف حول رأس الرجاء الصالح، واجتاز المحيط الهندي عام 1497.

يذكر أن عدداً من العلماء بقيادة عالم الأحياء الألماني دومينيك جورلتز، بدأوا منذ أيام، رحلة أستكشافية في محاولة لإثبات أن الحضارتين الأمريكية والمتوسطية قد عبرتا المحيط الأطلسي قبل فترة طويلة من الرحلة الشهيرة لكريستوفر كولمبوس عام 1492. المستكشف الذي وعلى مدار قرن من الزمان دار جدل كبير حول أصله ومثواه الأخير، حيث يشكك مؤرخون في النظرية التقليدية القائلة بإنه جاء من مدينة جنوة الايطالية. ويؤمن البعض الآخر بمقولة انه كان يهوديا اسبانيا، فيما يقول آخرون إنه كان يونانيا أو من الباسك أو ربما كان برتغاليا على الأرجح.

قد تكون رحلة فريق جورلتز، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي الجديد الذي سيعرض ويوزع خارج الولايات المتحدة، بداية حقيقية لتصحيح الكثير من الحقائق المغلوطة التي ظلت ردحاً من الزمن تُردد على الألسن بكثرة، دون أن تكون هنالك وقفة للتأمل في ما هو سائد، ولمعالجة الأخطاء الأزلية المتكررة.