خسرو علي أكبر من طهران:مع الرابع عشر من شباط من كل عام تشهد طهران ومدن ايرانية كبرى اتساع ظاهرة الاحتفاء بعيد الحب quot;فالنتاينquot; على الرغم من الموقف السلبي لشخصيات متشددة ومسؤولين ايرانيين يرون في هذه المناسبة مظهرا من مظاهر الغرب. اللافت في احتفاء الايرانيين بهذه المناسبة في هذا العام هو ارتفاع عدد محلات بيع الهدايا في مناطق مختلفة من العاصمة طهران ففي اكباتات وشارع ولي عصر وشوش وتجريش أضفت محال بيع الهدايا رونقا خاصا على حركة الاسواق، دمية الدب الصيني هي الأكثر مبيعا، والهدية المفضلة وتناف سها في قائمة الهدايا علب الشوكولاته، واذا كانت دمية الدب هي الأغلى سعرا فان ارسال رسالة نصية تضم بيتا من الشعر وعلامة quot;X quot; التي تعني القبلة هي الأقل تكلفة للعشاق .
تقول راميا التي تحمل دمية دب كبير اشترته للتو من محل لبيع الهدايا في ساحة هفت تير : انه انيس العاشقات اللواتي يقبعن في السجون حسب بعض الاساطير، والحب مكبل ببعض القيود الاجتماعية والثقافية، والعاشقة هي اسيرة مشاعرها أحيانا، اشتريته هدية لنفسي بانتظار العاشق quot; وعن ثمن الدمية قالت راميا انها دفعت 170 الف تومان اي مايعادل 170 دولارا، وأوضحت راميا quot;اكثر الهدايا مستوردة من الصين، إرتاي المنتجون أن يقدموا لنا الدب هذا العام بحجم أكبر وسعر أغلى،
في ميدان توبخانة ينافس الباعة الجوالون الذبن عرضوا سلعهم على الارض أصحاب المحلات الفخمة، ورود حمر وشوكولاته، باسعار رخيصة، وأغلب الزبائم من العمال وذوي الدخل المحدود.
ويفكر أصحاب بيع الحلويات والهدايا التقليدية الايرانية بمنافسة المحلات المخصصة لبيع هدايا عيد الحب ولكن منافسة من هذا القبيل ليست سهلة وفقا لعباس اشرفيان :quot;ثمة تغريب مبالغ فيه لهذه المناسبة، اذا كانت المناسبات هي عبارة عن ذرائع للاحتفال والتعارف فلماذا يجب ان تكون الهدايا مطابقة للهدايا في اميركا واوربا، يمكن تقديم كيلو من الفستق مثلا عوضا عن دمية دب او قطعة شوكولاته انتهى تاريخ مصرفها quot;.
ياسين كرماني قال لايلاف انه باع في الاسبوع الحالي ضعف ما باعه خلال الشهرين الاخيرين من الحلويات الايرانية :quot;ربما بسبب اعياد الثورة الايرانية وعيد الحب، من حسن الحظ ان الثقافة الايرانية تعترف جزئيا بالحب، كيف يمكننا ان نرفض الحب وأغلب قصائد شعرائنا الكبار تمجد الحب وتتطرق لحكايات العشاق وعذاباتهم quot;.
كريم أحد هؤلاء الباعة يقول لايلاف وردة واحدة تقدم هدية ولايجوز تقديم أكثر من وردة، المهم في هذه المناسبة هو التعبير الصادق عن مشاعر الحب، وليس هناك مايستدعي شراء هدايا ثمينة، ستتحول حينذاك المناسبة عائقا على الكثير من العشاقquot;.
وقالت فريبا وهي موظفة في مكتب سياحي بالعاصمة طهران أنها ابتاعت قميصا لصديقا هدية له بهذه المناسبة، وحينما سألتها ايلاف عن معنى هذه المناسبة بالنسبة لها قالت فريبا : ارتبط بعلاقة غرامية بصديق لي، لا أعتقد أن هذا محرما في الأديان، علاقة آدم وحواء في الموروث الديني هي علاقة حب قبل كل شيء، انا سعيدة بعلاقة الحب التي تجمعني بحبيبي ومشاعر الحب تجعلني أقاوم الظروف الصعبة التي تواجهني في الحياة quot;.
واذا كان الشارع الايراني يحاول ان يتآلف أكثر وأكثر مع هذه المناسبة فان شريحة من الايرانيين تراها جزءا من الغزو الثقافي الغربي،وتحاول ان تختار يوما من ايام التقويم الايراني لتجعله بديلا ايرانيا للفالانتاين، ممثل الزراتشتيين في البرلمان الايراني كورش نيكنام دعا الايرانيين الى اعتبار quot;quot;عيد مهرگانquot; عيد الحب في الثقافة والتقويم الايرانيين وقال إن عيد مهرگان هو عيد الحب الحقيقي الصادق quot;.
التعليقات