حمد الحجايامن عمان:يتمسك الشاب العشريني حمزة رباع بمهنة الرسم بالرمل داخل عبوات الزجاج التي يرتبط بها روحيا منذ الصغر قائلا انها جهود فنية مبدعة كانت تخرج من بين أنامل والدي تحفا فنية رائعة وثمنها كان خبزا على مائدة عشائنا .

quot; شدني ذلك الإبداع الذي يقوم به أبي من خلال الرسم بالرمل داخل العبوات الزجاجية وكنت أشعر بشغف شديد وأنا أجلس بجانبه منذ كان عمري خمس سنوات لتعلم هذه الحرفة quot; بحسب قول حمزة الى وكالة الانباء الاردنية الذي التقه حين كان يرسم بالرمل في ركنه خلال مشاركته في القرية الحرفية بحدائق الحسين .

كانت أنامله تتعامل بخفة ورشاقة لتحريك (محقان الرمل) داخل الزجاجة التي تتوهج بين يديه بألوان الرمل الزاهية ليرسم شكلا جميلا للوحة فنية تراثية من حبيبات الرمل الملونة التي تجمعت على واجهة الزجاجة بشكل رائع، قائلا quot; إنني أحب هذه الحرفة وأجد نفسي فيها quot;.

quot; لم يكن تعلم تلك الحرفة بسيطا , كان أبي يحثني على الاهتمام بدراستي إلى جانب تعليمي الشيء البسيط من هذه الحرفة، خوفا من تعلقي بها على حساب دراستي التي وفقت بها بفضل الله وحصلت على دبلوم التصميم الجرافيكي quot; كان يتحدث والابتسامة تعلو وجهه وهو ينظر إلى والده الذي يقف بجانبه ويبدو أنه فخور به .

والد حمزة عثمان رباع 47 عاما قال quot; لقد تعلمت هذه المهنة وانا في عمر عشر سنوات , ومنذ ذلك الحين وانا اعمل بهذه الحرفة التي ساعدتني كثيرا في إعالة أسرتي، لكن الحال تغير ولم أعد راغبا بأن تكون هي مصدر الرزق الوحيد لابني ,لذلك كنت حريصا على أن يكمل دراسته .

لكن حمزة الذي يعتبر فنانا تشكيليا يصر على احتراف هذا الفن بنظرة إبداعية مختلفة يحاول من خلالها تجديد كلاسيكية اللوحة التي عرفت بها تلك الحرفة موضحا انه من خلال دراسته لفن التصميم الجرافيكي استفاد من عملية المزج بين الألوان والإخراج الجميل للوحة بشكل حديث وإدخال رسومات فيها روح تحاكي متطلبات جيل الشباب عندما يريد أحدهم اهداء زجاجة جميلة تحمل معنى جميلا للآخر .

وحمزة الذي لا يختلف مع أبيه كثيرا حول امتهان هذه الحرفة التي تواجه صعوبات من حيث قلة الدعم والاهتمام ، يقولquot; إنها جزء مهم في تكوين شخصيتي كفنان ,وهناك ارتباط روحي أشعر به تجاه هذه الحرفة التي كانت مصدر رزق لنا quot;.

ويعد الرسم بالرمل داخل العبوات الزجاجية حرفة فنية أردنية خالصة من حيث المواد المستخدمة وهي الرمل الملون المتوفر في العديد من مناطق المملكة ,وعرفت هذه الحرفة التقليدية في الاردن تحديدا منذ أكثر من قرن بعد ان تعلمها خليفة كريشان المولود سنة 1885 في محافظة معان وأصبحت فيما بعد الهدية الجميلة برسوماتها التي يحملها معه كل سائح عائد إلى وطنه بعد زيارته للأردن.