بعد إجراء جولتين فقط من الدوري الجزائري لكرة القدم بدأت التناقضات تظهر حول طريقة تسيير بعض الأندية التي لا تزال بعيدة كل البعد عن عالم الاحتراف الذي اعتمدته السلطات الرياضية الجزائرية بصفة رسمية بداية من الموسم الحالي 2010-2011.

وبغض النظر عن المستوى الفني لمباريات الدوري الجزائري الاحترافي بدرجتيه الأولى والثانية فان المشاكل التسييرية التي تعيشها بعض الأندية منذ عدة أسابيع تؤكد أن اتحاد الكرة قد تسرع نسبيا في اعتماد دوري احترافي في ظل عدم استعداد العديد من مسؤولو الفرق، من الجانبين الذهني و المادي، في الخروج من عالم الهواة والدخول مباشرة في الاحتراف.

و قصد التأكيد على هذه الصورة فقد فظلنا تقديم بعض الأمثلة عن نقص احترافية العديد من الأندية الجزائرية .وستكون البداية بحامل لقب الدوري، فريق مولودية الجزائر الذي يوجد حاليا بدون رئيس مجلس إدارة بعد استقالة عبد القادر بوهراوة، يوم الاثنين الماضي، وقد بقي منصب الرئاسة شاعرا بسبب عدم وجود منصب نائب في هذا المجلس مما يحتم على النادي تنظيم جمعية عمومية طارئة في القريب العاجل لإعادة هيكلة النادي من الناحية التنظيمية والقانونية، وستكون متبوعة بجمعية عمومية انتخابية لتشكيل مجلس إدارة جديد حيث يدور في كواليس النادي رغبة أحد رجال الأعمال الكبار في تسلم مقاليد الفريق ولكن بشرط اختياره بنفسه لأعضاء المجلس الذين سيعمل معهم.

وقد نفى، لquot;إيلافquot; مصدر من نادي مولودية الجزائر أن يكون رجل الأعمال هذا هو علي حداد الذي إلى غاية كتابة هذه الأسطر لا يزال رئيسا لمجلس إدارة نادي اتحاد العاصمة لكن مع إمكانية كبيرة في استقالته من المنصب ورحليه عن الفريق بسبب تداخل في الصلاحيات مع رئيس فرع كرة القدم وquot; الأب الروحيquot; للنادي، سعيد عليق، الموجود في سدة حكم نادي اتحاد العاصمة منذ قرابة عشرين سنة. إذ لم يتقبل علي حداد عدم استشارته في أمور حساسة متعلقة بتسيير الفريق، رغم أنه يعد بمثابة مالك النادي لحيازته على أغلبية أسهم المؤسسة التجارية المسيرة للفريق، وضخه بخزينة النادي مبلغ 70 مليار سنيتم ، أي سبعة ملايين يورو. وهي قيمة مالية ضخمة مقارنة بميزانيات الأندية الجزائرية الأخرى.

نادي عاصمي آخر لا يزال يتخبط في أزمة مالية خانقة، ويتعلق الأمر بشباب بلوزداد الذي وصل به ثقل الديون إلى حد رفض ثلاثة فنادق استقبال بعثة الفريق، ليلة الجمعة الماضي، قبل مواجهة مولودية العلمة لحساب الجولة الثانية من الدوري الاحترافي. وهو نفس السبب الذي أدى بمدرب الفريق، ميغيل غاموندي، لإلغاء معسكر تحضيري كان مقررا في غضون الأسبوع الجاري. ومن المفارقات والأمثلة الأخرى، الدالة على نقص احترافية أندية أخرى، نشير إلى رفض لاعبي فريق مولودية وهران تسلم منحة نتيجة التعادل المحقق بديار نادي البليدة لحساب الجولة الأولى من الدوري، بحيث اعتبر كشاملي وزملائه أن قيمة المنحة المقرة بمليون ونصف مليون سنتيم جد قليلة ولا تليق بquot; سمعةquot; دوري احترافي، في حين كان من الضروري أن يكون سلم المنح والعلاوات مقيد قي القانون الأساسي للنادي ويوقع عليه اللاعبون قبل بداية الدوري.

وحسب هذه المعطيات إذن فان الأمور توحي أن الموسم الرياضي الحالي مجرد مرحلة انتقالية لتعلم الأندية الجزائرية لمبادئ الاحتراف تحسبا لخولها فعلا لهذا العالم الكبير في الموسم القادم 2011-2012.