تتداول الأوساط الرياضيّة في تونس أسماء عديدة من المرجّح أن تشغل منصب الرئيس الجديد للنادي الافريقي الذي يجمع المراقبون على أنه يعيش ظروفًا سيئة نتيجة مردوده الرياضيّ الهزيل واضطراب إدارته الحاليّة. وقال اللاعب الدوّلي السابق سمير السليّمي أحد رموز الإفريقي لـ quot;إيلافquot; إنّ انعدام الحرفيّة لدى مسيّري الفريق أوصلت النّادي إلى هذه الوضعيّة.

تونس: يحتفل فريق النّادي الإفريقي التّونسي هذا الموسم بمرور تسعين سنة على تأسيسه وهو ثاني أقدم وأعرق الفرق التّونسيّة على الإطلاق بعد التّرجي التّونسي لكنّه مع هذا يعيش الآن أحلك فتراته بحكم القطيعة الحاصلة بين إدارة الفريق وجماهيره العريضة.

أصل الخلاف في النّادي الإفريقي يعود إلى بداية الصيف الماضي عندما أقدم الرئيس السّابق للفريق كمال ايدير وهيئته على تقديم استقالة جماعيّة تعدّ هي الأولى في تاريخ النّادي وكذلك في تاريخ كرة القدم التّونسيّة.

وكانت الاستقالة بمثابة نقطة البداية لمعاناة جماهير الإفريقي بما أنّ لجنة الحكماء التّي تتحكّم في مركز القرار في صلب الفريق والمتكوّنة من بعض الرؤساء القدامى وبعض الميسورين عزلت المرشّح الوحيد لرئاسة الفريق آنذاك جمال العتروس الذّي كان ترشيحه لهذا المنصب مطلبا جماهيرّيا، ونصبّت الرئيس الحالي للفريق الشريف بلاّمين في جلسة عامةّ انتخابيّة وصفت بأنها quot;غير شرعيّةquot; وأثارت الكثير من الجدل وألبتّ الشارع الريّاضي في تونس ضدّها بما أنّ قرار العزل والتنصيب كان يكتسي في باطنه منحى سياسيّا كما يراه عدد من المراقبين.

متاعب الإفريقي لم تقف عند هذا الحدّ بما أنّ رئيس الفريق الشريف بلاّمين خضع إلى عمليّة جراحيّة دقيقة على مستوى الرأس منذ أكثر من شهر ونصف ورغم التأكيد على تجاوزه مرحلة الخطر إلا أنّه لم يظهر منذ ذلك الحين تاركا زمام الأمور بيد نائبه منير البلطي الذّي لا يحظى بدعم السّواد الأعظم من جمهور الأحمر والأبيض.

المتابع لحال الإفريقييدرك أنّ أصل الخلاف في الفريق يعود بالأساس إلى الصراع الخفيّ بين جبهتي الدعم الأهمّ في الفريق حمّادي بوصبيع وبالحسن الطرابلسي، وكلاهما يحاول بطريقته الخاصّة سحب البساط من تحت قدمي الطرّف الآخر والمتضرّر الوحيد في نهاية المطاف هو النّادي الإفريقي الذّي فقد الكثير من إشعاعه.

ويوحي حاضر الفريق بانّ القادم سيكون أسوأ فالجميع ينتظر الآن ما ستسفر عنه مفاوضات لجنة الحكماء لتعيين أو تثبيت موعد الجلسة العامّة الانتخابيّة ومعرفة الرئيس الجديد الذّي سيخلف بلاّمين والذّي سينهي جدلا طال أكثر من اللزوم، أكثر من اسم تداولته مصادر إعلاميّة من بينها وزير السيّاحة الأسبق خليل العجيمي وكذلك الرئيس السابق للفريق كمال إيدير، لكن لا شيء ثابت إلى حدّ الآن لأنّ جوهر الخلاف بينّ صاحبي النفوذ في القلعة الحمراء ما زال قائم الذّات والرهانّ هذه المرّة هو تنصيب الرئيس القادم للفريق.

الصادق ساسي الذي يشتهر رياضيّا بسام quot;عتّوقةquot; وهو الحارس الأسطوري للفريق تحدّث لـ quot;إيلافquot; عن واقع النّادي الفريق وعن تحديّات المرحلة القادمة مؤكّدا أنّ الظروف الصعبة التّي يعيشها الإفريقي ناجمة بالأساس عن سوء تسيير وعن عدم إلمام المسؤولين الحالييّن للفريق بآداب وقواعد التسيير الرّياضي محمّلا المسؤوليّة كاملة إلى لجنة الحكماء والى الهيئة الحاليّة للفريق.

وشدّد الصادق ساسي على كون الظرف الرّاهن الذّي يشهده الفريق هو سابقة خطرة في تاريخ الكرة التّونسيّة بما أنّ أحد أعمدتها من دون رئيس فعلي وبهيئة مديرة غير شرعيّة زادت في تدهور الوضعيّة مضيفا أنّ حال الإفريقي لن يستقيم ما دام البعض ممّن نصبّوا أنفسهم حماة لعرين الإفريقي يحاولون جاهدا التمعّش من خزينة النّادي خدمة لمصالحهم الشّخصيّةquot;، على حدّ تعبيره.

في السيّاق نفسه تحدّث أحد أهمّ الرموز التّي أسّست مسيرة الناّدي الإفريقي وهو اللاعب الدوّلي السابق سمير السليّمي عن أزمة النّادي وعن الحلول الكفيلة بإخراج الإفريقي من هذا النفق مشيرا إلى أنّ quot;انعدام الحرفيّة وغياب عقليّة احترافيّة لدي مسيّري الفريق أوصلت النّادي إلى الوضعيّة التّي هو فيها الآنquot;، مضيفا انّ واقع الفريق يتطلّب الآن تضافر كلّ الجهود من مسؤولين وجماهير لتجاوز عاصفة الشكّ التّي طوّقت الفريق مشدّدا على ضرورة القيام بتغييرات جذريّة خلال الجلسة العامةّ المرتقبة لتفادي الانهيار الكلّيquot;.

وتجدر الإشارة إلىأنّ النّادي الإفريقي تمكّن عشيّة السبت الماضي من التغلبّ على ضيفه النجم الساحلي في كلاسيكو الدوري التّونسي، و مع هذا ما زالت تبعات الأزمة تلقي بظلالها على الجوّ العام للنّادي خصوصا وانّ رزمة الخلافات التّي تنهش جسد الفريق من الدّاخل لا تزال رقعتها تتسّع من يوم إلى آخر.