ليس تحيزا مني إذا قلت إن من حق الاسكندرية أن تحظي باستضافة دورة ألعاب البحر المتوسط باعتبارها المدينة التي شهدت مولد هذه الدورة عام 1951.. مع كل التقدير للمدن التي تتنافس الإسكندرية وهي تراجونا الإسبانية وطرابلس الليبية ومرسين التركية.. أضف إلي أن البطولة تأسست في هذه المدينة كونها تمتاز بموقع جغرافي رائع فهي الأقرب لكل البلدان التي تشارك في الدورة بداية من تركيا وسوريا ولبنان واليونان وقبرص ومالطة في الشرق إلي المغرب وأسبانيا وتونس والجزائر في الغرب وإيطاليا ودول الاتحاد اليوغوسلافي السابق في الشمال.. وللاسكندرية تراث تاريخي رائع ففيها مكتبة الاسكندرية التاريخية الرائعة بعد إعادة إحيائها وكثير من متاحف الأحياء المائية والآثار الرومانية والإسلامية والقبطية الشهيرة إضافة إلي قربها من القاهرة وغيرها من المدن المصرية.. كما أنها تمتلك شاطئا طويلا جدا يمتد عشرات الكيلومترات.
.. فالإسكندرية تملك كل المقومات الرياضية التي تعطيها هذا الحق ففيها العديد من الملاعب quot;برج العرب - المكس - ستاد الإسكندرية - ملعب الاتحاد السكندري بالشاطبيquot;.
وإذا كانت محافظة الإسكندرية تنوي إقامة قرية رياضية متكاملة علي مساحة 60 فدانا بالإضافة إلي تطوير ستاد برج العرب في الساحل الشمالي فأنا أتمني أن توفر لها الدولة الاعتمادات المادية واللوجستية من الآن وتسند لقواتنا المسلحة مهمة البناء والتنفيذ لأنها وحدها القادرة علي إنجاز هذا العمل الرائع خلال زمن قياسي.. فالإسكندرية في حاجة إلي مثل هذه القرية التي لن تخدم الرياضة السكندرية فقط بل الرياضة المصرية بشكل عام.. ويجب ألا نغفل وجود ملاعب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التي تتفوق علي أي منشأة عربية ومصرية في إمكانياتها الهائلة من الملاعب والصالات ومراكز الاعداد البدني والفنادق المؤهلة لاستضافة أعداد كبيرة جدا والمطاعم والأتوبيسات ووسائل النقل إضافة إلي فريق عمل يستطيع الانطلاق لتحقيق النجاح لأي عمل رياضي عندما يعطي لهم الأستاذ الدكتور محمد فرغلي مدير عام الأكاديمية شارة الانطلاق.. وهذا الفريق تمت تجربته في كثير من المناسبات بقيادة الدكتور محمد علي حسن عميد الشئون الرياضية بالأكاديمية.. وستكون هذه المنشآت دعما لملف الاسكندرية لاستضافة هذه البطولة الهامة للرياضة السكندرية بشكل خاص لأنها ربما تكون بعثا جديدا لكثير من الرياضات التي تأخر مستواها في الإسكندرية ومنها السباحة بنوعيها القصيرة والطويلة وألعاب القوي والنزالات وغيرها من الألعاب.. البطولة ستكون فرصة كبيرة للرياضة المصرية أيضا وأرجو أن يهتم المسئولون بهذا الحدث وألا يدخروا جهدا في تحقيقة بشتي الوسائل.
** الحدق يفهم:
وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
** بعيدا عن الرياضة:
الدولة ممثلة في وزارتي الإعلام والاستثمار تأخرت كثيرا في التعامل مع القنوات التي تثير الفتنة بين جناحي الأمة من المسلمين والأقباط.. تركت لهم الحبل علي الغارب تحت مسمي الحرية في الرأي ولكن هذه القنوات من الطرفين لم تراع أن العلاقة بين الطرفين خط أحمر يجب أن نحرص علي عدم الوصول إليه أو تجاوزه.. المسئولون عن هذه القنوات نسوا أن الإسلام دين سماحة وحسن خلق وتعامل منذ بزوغ فجره مع الديانات الأخري بالتي هي أحسن خاصة الأقباط الذين وصانا الرسول صلي الله عليه وسلم بهم خيرا.. كما أن المسيحية دين يدعو للمحبة والتسامح أيضا.. وكان لابد من التنبيه علي كل القنوات بعدم تجاوز الخطوط المسموحة لأن ذلك يعد مسألة أمن قومي في غاية الأهمية.

جريدة الجمهورية المصرية