إحتفل النادي الأهلي بلقب الدوري المصري الممتاز لكرة القدم للمرة السادسة على التوالي والخامسة والثلاثين في تاريخه،بعد فوزه على ضيفه المنصورة بثلاثة أهداف نظيفة، ضمن بها التتويج قبل 3 مراحل من إنتهاء المسابقة.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: لم تكن المباراة التي تمكن بموجبها ليلة أمس النادي الأهلي من تحقيق الفوز على نادي المنصورة، متذيلاً جدول ترتيب بطولة الدوري المصري الممتاز، بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل لا شيء، مجرد مباراة من عمر مسابقة الدوري التي مر خلالها الفريق بالعديد من الصعاب لكي يحقق الانتصار، بل مثلت انعكاسًا لحالة فنية عاشها الفريق الأحمر العملاق على مدار موسم بأكمله فمعاناة الفريق من الغيابات منذ انطلاق المسابقة كانت ربما العنوان الأبرز لرحلة العناء والمعاناة التي حافظ من خلالها النادي الأهلي على بطولته المفضلة، وهي مسابقة الدوري، للمرة السادسة على التوالي.

فرحة لاعبي الأهلي بعد التتويج بالدوري هذا التتويج الذي جاء ليحمل الرقم 35 في تاريخ القلعة الحمراء، والذي جاء قبل انتهاء المسابقة بثلاثة أسابيع، ربما كان الأكثر صعوبة خلال المواسم الأخيرة التي كان يحسم فيها الفريق المسابقة في أجواء أكثر ارتياحية. فالمتابع للمراحل التي مرَّ بها الفريق خلال موسم 2009 / 2010 ، يمكنه أن يكتشف حجم التحديات التي واجهها الفريق بعد رحيل مدربه الأسطوري، البرتغالي مانويل جوزيه، وتسليم دفة القيادة لمعاونه، حسام البدري، في خطوة شجاعة، لم يتردد مجلس إدارة النادي في اتخاذها، في أعقاب فشل المسؤولين الأهلاويين في إتمام التعاقد مع البرتغالي الآخر نيلو فينغادا.

ولم تكن تلك التحديات فنية فحسب، بل تعرض الطاقم الفني الجديد للأهلي إلى العديد من الضغوطات الجماهيرية والإعلامية منذ بداية المعسكر التدريبي الذي حرص البدري على القيام به خارج مصر، مع اللاعبين المتعافين من الإصابة والمنضمين حديثا ً للفريق وكذلك اللاعبين الشبان الذين قام بتصعيدهم إلى الفريق الأول. وكان أول الغيث قطرة، كما يقولون، حيث انهال الهجوم مع بداية مباريات الفريق التجريبية على حسام البدري، بسبب تغييره لطريقة اللعب، إلى 4-4-2 بدلاً من 5-3-2 ومشتقاتها.

ثم ازدادت حدة تلك الحملة، بالتزامن مع النتائج السلبية التي كان يحققها الفريق آنذاك، خلال مبارياته الودية التحضيرية للموسم. وعلى الرغم من تمكن الفريق من اعتلاء عرش مسابقة الدوري منذ أسبوع الرابع وحتى تلك المرحلة المتقدمة من عمر المسابقة، إلا أن الوصول إلى منصة التتويج هذا الموسم كان مغلفًا بنكهة انتصار ذات طبيعة خاصة، لأنه تحقق على يد مدرب وطني شاب، وضعه كثيرون في مقارنات، اتسمت بالظلم في بعض الأحيان، مع سابقه، مانويل جوزيه. حيث تناسوا النقاط الإيجابية التي حققها البدري مع فريق يمر بالفعل بمرحلة انتقالية، والتي يأتي في مقدمتها نجاحه الفعلي في النزول بمتوسط أعمار اللاعبين، خصوصاً مع تقدم بعض نجوم الصف الأول بالنادي في السن، أمثال النجم الكبير محمد أبو تريكة، وائل جمعة، وأحمد حسن. وكان من أبرز اللاعبين الشبان الذين أثبتوا وجودهم إلى حد كبير مع القلعة الحمراء، كل من أحمد شكري، وشهاب الدين أحمد، وأيمن أشرف، وعفروتو.

وربما جاءت التصريحات التي أكد خلالها حسام البدري، عقب انتهاء مباراة المنصورة ليلة أمس، في لقائه مع وسائل الإعلام، على أن الفوز بدرع الدوري هذا الموسم جاء خير رد على كل من انتقدوه طوال الفترة الماضية، لتكشف عن قدر كبير من الضغوطات التي تحمَّلها الجهاز الفني، ومعه اللاعبين، في أغلبية أسابيع المسابقة المحلية، وكذلك في مشواره بالبطولة الإفريقية، التي يواجه فيها الفريق صعوبة حقيقية، نتيجة لعدم ثبات التشكيل، وغياب عناصر بارزة في كثير من المحطات، إضافة إلى تراجع الحالة الفنية لبعض عناصر خط الدفاع وتذبذب مستوى حراسة المرمى.

الموسم وإن جاء في مجمله مليئًا بالأشواك، إلا أنه جاء ليسطر مجدًا خاصًا لمدرب الفريق حسام البدري في أولى مواسمه التدريبية، ونجاحه في المحافظة على بطولة النادي المحببة. ويأتي تتويج الأهلي قبل ثلاثة أسابيع من نهاية المسابقة المحلية، ليتيح للبدري الفرصة كي يتمكن من إراحة نجومه استعدادًا لمسابقة كأس مصر، وفقًا لما أعلنه قبل المباراة. وعلى الرغم من التكهنات التي تدور الآن في جنبات النادي، وبعض وسائل الإعلام، عن مستقبل البدري مع الفريق، إلا أن حالة من الانقسام تهيمن على أنصار النادي، ما بين مؤيد ومعارض، وربما ستحدد الأيام القليلة المقبلة ذلك القرار الذي ستتخذه إدارة النادي، سواء بتجديد الثقة في البدري أو العودة للمدرب الأجنبي.