في خضم سوق الانتقالات الصيفية الهادئة لأندية الدوري الممتاز الانكليزي، خرق مانشستر سيتي التقاليد مع صرفه أكثر من 120 مليون جنيه استرليني بعدما ضم لاعب خط الوسط جيمس ميلنر إلى صفوفه.

مانشيني يعرض القادمين الجدد كولاروف وسيلفا ويايا توري وبواتينغ


القادمين الجدد الى ايستلاند

.

خلدون المبارك

وعلى رغم أن المدير الفني في النادي روبرتو مانشيني أصر على أن صفقة ميلنر ستكون الأخيرة في هذه الانتقالات بعدما استولى على ماريو بالوتيلي وجيروم بواتينغ وديفيد سيلفا ويايا توري والكسندر كولاروف، إلا أنه هل سيكون ميلنر آخر قطعة في بانوراما ايستلاند، بما أن مانشيني يحاول تحويل مانشستر سيتي إلى منافس حقيقي على لقب الدوري؟ وهل سيشارك اللاعب الدولي الانكليزي بصورة منتظمة في التشكيلة الأساسية للفريق؟

فمنذ شراء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للنادي في أيلول 2008، فإن مانشستر سيتي صرف أكثر من 300 مليون جنيه استرليني على مجموعة من اللاعبين الجدد، إذ بدأ الامتصاص مع الغنيمة الملفتة للنظر عندما وصل البرازيلي روبينيو من ريال مدريد بصفقة بريطانية قياسية بلغت 32.5 مليون استرليني وشلمت أيضاً أمثال كارلوس تيفيز وايمانويل اديبايور وغاريث باري ونايجل دي يونغ وآدم جونسون وباتريك فييرا.

ومع كل هذا الثمن الباهظ لجمع المواهب تحت تصرفه، فإنه يمكن لمانشيني أن يشكل فريقين رئيسيين يمكنهما أن يتنافسا على لقب الدوري الممتاز. ولكن كيف يمكن للايطالي من أن يشارك لاعبيه معاً حتى يتألفوا مع بعضهما بعضاً؟ وقرار وضع ميلنر في أي مركز في الفريق ربما تجسد التحديات التي سيواجهها مانشيني الذي تحت تصرفه ثروة من المواهب.

فقد لعب ميلنر 36 مباراة لاستون فيلا في الموسم الماضي مسجلاً 7 أهداف. ولكن لاعب خط الوسط السابق ايان تايلور، الذي لعب 250 مباراة لأستون فيلا، يعتقد بأن على اللاعب السابق في ليدز ونيوكاسل أن يقتنع بأنه سوف لن يحصل على الكثير من الوقت على أرض الملعب وهو يرتدي قميص مانشستر سيتي. ويعتقد ايضاً بأن الايطالي سيقوم بمشاركة لاعبيه بالتناوب، الأمر الذي سيترك بعضهم غير سعيدين.

إلا أن هناك شيء واحد لمصلحة ميلنر وهو تعدد مواهبه، حيث يستطيع اللعب في أي مركز عبر خط الوسط، وربما على الجناحين أيضاً وفي مركز الظهير الأيمن، على رغم أن يفضل أن يلعب في وسط الملعب. وهي المنطقة التي لدى مانشستر سيتي يايا توري وباري ودي يونغ وفييرا والانتاج الاكاديمي للنادي مايكل جونسون الذي ينافس الآخرين للمشاركة مع فريقه.

وإذا رغب ميلنر باللعب في مركز الجناحين، فإن عليه أن ينافس اللاعبين من أمثال الفائز بكأس العالم الاسباني سيلفا والبرازيلي روبينيو وزميليه الدوليين آدم جونسون وشون رايت ndash; فيليبس.

وفي أولى مبارياته في الدوري الممتاز نهاية الأسبوع الماضي الذي وقع في فخ التعادل السلبي مع توتنهام، بدأ مانشستر سيتي مباراته مع ثلاثة لاعبين متراجعين في خط الوسط، يايا توري وباري ودي يونغ. وكان أداء تشكيلة الفريق بأكملها مفككة.

إلا أن مارك لورانسون، اسطورة ليفربول ومنتخب جمهورية ايرلندا السابق والناقد الكروي الحالي، يتوقع من أن يستمر مانشيني مع هؤلاء اللاعبين الثلاثة في تشكيلة 4-3-3.

وتساءل أيضاً: هل أن هذا يعني مشاركة ميلنر في منتصف الملعب أو على الجناح، إلى اليمين أو اليسار؟ إذ يعتقد بأن على الايطالي العمل بسرعة ليستقر على أفضل تشكيلة له.

وأضاف مدافع ليفربول السابق: quot;اعتقد بأن مانشيني اشترى جميع هؤلاء اللاعبين على أمل أن يكونوا مناسبين لتشكيلة الفريق، ومن ثم إذا حدثت إصابات أو الايقافات المحتملة، فإنه قد يجد التشكيلة الجديدة، إلا أنه مع أصحاب الملايين فإن المدير الفني في ايستلاند سيكون تحت ضغط طائل من أجل العمل بسرعة كبيرةquot;.

أما ايان جيسمان، المراسل والمعلق في راديو مانشستر لهيئة الإذاعة البريطانية الذي يتابع أخبار مانشستر سيتي لمدة 40 عاماً، فيعتقد بأنه سيتم استخدام ميلنر في مركز الجناح.

وعلى رغم أن مانشيني قال إنه سيشاركه في وسط الملعب، إلا أن جيسمان يدعي: quot;سيلعب جونسون على الجهة اليسرى لأنه مصدر إلهام النادي.

وأتصور أن المنافسة على مركز الجناح الأيمن ستكون بين ميلنر ورايت ndash; فيليبس. ولكن لدي انطباعاً أن الأخير ليس اللاعب المفضل لمانشيني على المدى الطويل. ومن المفارقات، إذا لعب ميلنر في الوسط فأعتقد بأن مصير زميله السابق في استون فيلا باري سيكون في خطرquot;.

ووفقاً لجيسمان فإن مانشيني يحب أن يرى لاعبيه قادرين على لعب مجموعة واسعة من الأدوار التي تسمح له بتغيير التشكيلة وأسلوب اللعب في أي لحظة. فلدى الايطالي قدراً كبيراً من المرونة عند جيروم بواتينغ الذي يمكن أن يلعب بأي دور عبر خط الدفاع، وكذلك مع فنسنت كومباني ويايا توري في قلب الدفاع أو على الجانبين، وغاريث باري الذي يمكن أن يلعب في الوسط ومركز الظهير الأيسر.

وقبل بدء موسم 2009/2010 أنفق المدير الفني السابق لمانشستر سيتي مارك هيوز حوالي 116 مليون جنيه استرليني على شراء خدمات 6 لاعبين، ولكنه اقيل من منصبه بعد بضعة أشهر فقط مع فريق الذي كان يحتل آنذاك المركز السادس في الدوري الممتاز.

وأنهى النادي موسمه محتلاً المركز الخامس في نهاية المطاف، بعدما كان يأمل إلى احتلال المركز الرابع ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا الذي احتله توتنهام. وكان جواب المسؤولين على ايستلاند على هذه النكسة: انفاق مبالغ كبيرة مرة أخرى!

ومع ذلك، فإن بناء الفريق ليس بسيطاً كما كان الحال من قبل.

فبموجب القواعد الجديدة للدوري الممتاز، يجب على مانشستر سيتي أن يقدم أسماء تشكيلته النهائية من 25 لاعب في 1 أيلول المقبل، على أن تحتوي على 8 لاعبين quot;النابعين من الداخلquot; (اللاعبون الذين قضوا ما لا يقل عن 36 شهراً مع نادٍ مرتبط باتحاد الكرة الانكليزي أو الويلزي قبل نهاية الموسم الكروي أثناء بلوغهم الـ21 عاماً).

وليس لدى مانشستر سيتي مشكلة للوفاء بهذا الشرط. في حين أن القواعد الجديدة تنص أيضاً على أنه يحق للأندية من امتلاك عدد غير محدود من اللاعبين الذين تحت الـ21 عاماً. ومانشستر سيتي يملك 6 من هؤلاء اللاعبين من أصل تشكيلته الحالية الذي يبلغ إجمالي عدد لاعبيه في الفريق 40 تقريباً.

ولكن لضمان توافقه مع الأنظمة الجديدة، فإن النادي اضطر إلى الاستغناء عن بعض لاعبيه البارزين، إذ انضم كريغ بيلامي بالفعل إلى كارديف على سبيل الإعارة لموسم كامل، بينما ارتبط روبينيو وفيليبي كاسيدو وجو وروكي سانتا كروز بالذهاب بعيداً عن ايستلاند.

ويعتقد مانشيني بأنه سيستطيع العثور على فريق قادر على الفوز بدوري الممتاز هذا الموسم، ولكنه لا يستطيع اقناع معظم النقاد بذلك، إذ يقول ايان تايلور: quot;إنه قد يستغرق بضعة مواسم قبل أن تستقر الأمور في مانشستر سيتي، لأنه لا يمكنك من إلقاء شحنة من اللاعبين في الملعب معاً وتتوقع منهم الفوز باللقب على الفور. إنه حتماً سيستغرق وقتاًquot;.

ومع الأسف، لمانشيني الوقت قد يعتبر سلعة واحدة التي لا يمكن أن تمنح في ايستلاند!


صفقات النادي في صيف 2010

الكسندر كولاروف، 16 مليون جنيه استرليني من لاتسيو
جيروم بواتينغ، 10 ملايين من هامبوغ
ديفيد سيلفا، 24 مليوناً من فالنسيا
يايا توري، 24 مليوناً من برشلونة
ماريو بالوتيلي، 24 مليوناً من انتر ميلان
جيمس ميلنر، 26 مليوناً من استون فيلا.


صفقات النادي في صيف 2009

كارلوس تيفيز، 25.5 مليون استرليني (غير مرتبط)
ايمانويل أديبايور، 25 مليوناً من ارسنال
كولو توري، 14 مليوناً من ارسنال
روكي سانتا كروز، 18 مليوناً من بلاكبيرن
غاريث باري، 12 مليوناً من استون فيلا
جوليون ليسكوت، 22 مليوناً من ايفرتون.