خسر المنتخب السعودي أمام نظيره الأردني في بطولة كأس أمم آسيا، بحيث كانت النتيجة واحدًا مقابل لا شيء، وتفنن الأردنيون في إعطاء لاعبي السعودية دروساً في كيفية التحرك دون كرة والضغط المتقدم على حامل الكرة وتوزيع الجهد بين عناصر الفريق حتى نهاية المباراة.


فتح المنتخب الأردني باب الخروج مبكراً للمنتخب السعودي وطرده من بطولة كأس أمم آسيا المقامة حالياً في قطر بفضيحة أخرى بعد الفضيحة الأولى التي تكفل بها منتخب سوريا. ولم يقدم السعوديون طوال المباراتين ما يشفع لهم بمواصلة المشوار في البطولة التي حققها ٣ مرات سابقة كان آخرها قبل ١٥ عاماً.

ويتبقى للسعوديين مباراة واحدة أمام اليابان الاثنين المقبل لن تغني عنهم شيئاً سوى تجنب الفضيحة الثالثة فيما لو خسروا.

وبدأت المباراة بتوازن بين الفريقين وإن كان السعوديون أكثر سيطرة على الكرة، إلا أن العراقي عدنان حمد مدرب المنتخب الأردن، عرف كيف يضيق المساحات أمام لاعبي وسط وهجوم السعودية ما صعّب مهمة الانتشار الأخضر وسط الملعب، واضطر لاعبو السعودية للعودة للوراء كثيراً مع غزوات أردنية خاطفة تمكن في أحدها المتألق بهاء الرحمن سليمان من تسجيل الهدف الأول بعد أن لعب كرة ساقطة خلف حارس المرمى السعودي وليد عبدالله قبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق فقط.

ودخل مدرب السعودية ناصر الجوهر المباراة بعدة تغييرات على تشكيلة المباراة السابقة، حين بدأ بتيسير الجاسم وكامل الموسى ومحمد الشلهوب ونايف هزازي بدلاً من أحمد عطيف ومشعل السعيد ومناف أبوشقير وناصر الشمراني، إلا أن طريقة الفريق على أرض الملعب ظلت عقيمة ودون حلول جماعية إضافة إلى الهبوط الجماعي في مستوى عناصر quot;الأخضرquot; بداية من حارس المرمى إلى قائد الفريق ومهاجمه ياسر القحطاني.

وتفنن الأردنيون في إعطاء لاعبي السعودية دروساً في كيفية التحرك دون كرة والضغط المتقدم على حامل الكرة وتوزيع الجهد بين عناصر الفريق حتى نهاية المباراة. وشهدت المباراة عدداً قليلاً من الهجمات المؤثرة كان أبرزها بجهد فردي من المهاجم السعودي ناصر الشمراني حتى انفرد وحيداً بحارس المرمى الأردني عامر شفيع، ولكنه وضعها بين يديه بطريقة لا تخلو من غرابة.

وعلق رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السعودية الأمير سلطان بن فهد فور نهاية المباراة قائلاً إنّ جهات أربع تتحمل مسؤولية الخروج المبكر من البطولة وهي الاتحاد السعودي والمدرب السابق بيسيرو واللاعبون واللجنة التي أوصت بالصبر على المدرب بيسيرو، وقال الأمير سلطان إن الاتحاد السعودي سيدرس أسباب الخروج بهدوء وروية ليحلل أسباب هذا الخروج، وقال إن البطولات مقبلة كثيرة وسننهض من كبوتنا مثلما حدث في بطولة آسيا ٢٠٠٤.

ويعتبر هذا الخروج المبكر هو الثاني في تاريخ الكرة السعودية بعد بطولة ٢٠٠٤ حينما خسرت مباراتين وتعادلت في مباراة واحدة.

وشاركت السعودية في بطولة آسيا ٨ مرات خرجت من اثنتين من الدور الأول فيما وصلت للنهائي في البطولات الست الأخرى وحققت اللقب في نصفها. ومن المنتظر أن يتلقى الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة المنتخبات السعودية نقداً لاذعاً من الوسط الرياضي السعودي بعد هذه الخسارة، خصوصاً وأن شعبية الاتحاد في أدنى مستوياتها بعد سلسلة الإخفاقات الأخيرة للكرة السعودية على كل المستويات سواء المنتخبات بفئاتها المختلفة أو على مستوى الأندية التي لم تحقق لقب آسيا منذ ٢٠٠٥.

ولم تحقق الكرة السعودية على مستوى المنتخب لقباً معتبراً منذ كأس أمم آسيا في العام ١٩٩٦ في الإمارات، في حين خسرت شرف المشاركة في كأس العالم الماضية ٢٠١٠ في جنوب أفريقيا بعد أربع مباريات متتالية استطاعت فيها الصعود.