نعم العراق وإيران لن يكونا أصعب من كوريا الشمالية، فنحن نتفق تماما مع تصريحات محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد كرة القدم التي أكد فيها رضاءه التام عن مستوى أداء منتخبنا الوطني في مباراته الأولى أمام الكوريين، والتي شهدت التزاما وانضباطا تكتيكيا رفيع المستوى وسرعة في الهجوم، وفرصاً عديدة، لو حالفه الحظ فيها لخرج فائزا بالنقاط الثلاث، وهذا الكلام غير مبني على العواطف، وإنما على مشاهدات للمستويات الفنية التي ظهرت عليها فرق المجموعة الرابعة في الجولة الأولى، وكشفت طبيعة الأخطاء والثغرات في المنتخبين العراقي والإيراني، ولو أحسن منتخبنا استثمار هذه الثغرات، سيكون الفوز حليفه بإذن الله.

- لقد تراجعت الكرة الإيرانية كثيرا مقارنة بما كانت عليه في الماضي، ولم تعد زاخرة بالنجوم أصحاب المهارات الخاصة كما كانت، كما أن متوسط أعمار اللاعبين مرتفع بشكل مؤثر في نشاط وحيوية الفريق بالملعب، ولم يكن فوز الفريق في مباراته أمام العراق لأفضليته الميدانية، بقدر ما كان بسبب سوء أداء خصمه، فالمنتخب العراقي وقع في أخطاء كثيرة، وافتقد التجانس الفني، وظهر عاجزاً عن إيجاد الحلول التي ترجح كفته ميدانيا، على الرغم من ضمه مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية، ناهيك عن افتقاد الفريق لعنصر أساسي؛ وهو الثقة في نفسه وفي قدراته الخاصة التي يمكن أن تميزه على الكثير من الفرق الموجودة في النهائيات.

- أعتقد بأن المنتخب العراقي أصبح خارج المنافسة، ليس بسبب الخسارة أمام إيران، ولكن نتيجة للخلافات الحادة التي دبت في صفوفه، والانقسام الذي حدث وسط البعثة، فريق لا يريد المدرب ويعتبره اضعف من أن يقود المنتخب في النهائيات، وآخر يرى في التريث والهدوء حكمة لمصلحة المنتخب، حتى وإن كان أعضاؤه على يقين من صحة منطق الفريق الآخر، وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد، ويعلن بعض اللاعبين عدم رضائهم عن المدرب، ويعلن مساعده ناظم شاكر الاستقالة مفضلا الرحيل، فهذا الواقع يشير إلى أن الفريق أصبح في وضع نفسي لا يؤهله للتفكير في المنافسة، ولا نستبعد أن يضطر حسين سعيد إلى اتخاذ قرار الاستغناء عنه خلال ساعات استجابة لهذه الضغوط.

* عموماً، كل ما يهمنا الآن هو نجاح مهمة منتخبنا الوطني، الذي نال جرعة مهمة وكبيرة من الدعم المعنوي بالزيارة التي قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، لمقر البعثة في فندق شيراتون الدوحة، أول من أمس، والتي التقى فيها باللاعبين وهنأهم على الأداء المشرف الذي قدموه أمام كوريا الشمالية، وتأكيد سموه ثقته الكاملة في قدرتهم على تحقيق ما هو أفضل والتأهل إلى الدور الثاني، وأرى أن هذه الزيارة سيكون لها مفعول السحر على اللاعبين، وسوف تدفعهم إلى الاستبسال في الملعب يوم غد أمام العراق، وبذل المستحيل من أجل تحقيق الفوز الذي ننتظره جميعاً ليكون جواز المرور إلى دور الثمانية بإذن الله.