أثار قرار رؤساء الاتحادات الخليجية واليمن نقل منافسات بطولة خليجي 21 من مدينة البصرة الى العاصمة البحرينية المنامة مطلع عام 2013ردود فعل متباينة داخل الوسط الرياضي العراقي مقرونة بالاستغراب والدهشة لاسيما بعد تأكيدات اغلب الاتحادات ومن ضمنها الاتحاد البحريني بعدم نقل البطولة.

__________________________________________________________________________________________________________________________________________

نقل خليجي 21 إلى البحرين أثار إستغراباً واسعاً في العراق

عبد الجبار العتابي من بغداد :أحدث قرار نقل خليجي 21 من العراق إلى البحرين إستغراباً واسعاً داخل الوسط الرياضي العراقي حيث أشارت الغالبيّة إلى أن أسباباً سياسية وراء هذا وليست أسباباً أمنية أو غيرها ، وعبّر الرياضيون عن حزنهم لهذا القرار الذي كان من الممكن ان يسعد الجماهير العراقية وأن يعطي العلاقات بين هذه الدولة متانة وقوة ، من جانبها، أكدت وزارة الشباب والرياضة انها ستبذل كل جهدها للاستيضاح ، وستقوم باللجوء الى المحافل العربية لطرح الموضوع والدفاع عن إقامة البطولة في البصرة.

ففي الوقت الذي وصف فيه رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية القرار بالمفاجئ وأنه تجاوز على حق العراق الطبيعي في استضافة البطولة،أبدى رئيس الاتحاد العراقي احترامه لقناعة رؤساء الاتحادات الخليجية ، وإن عده النائب الاول للاتحاد غير منصف ، فقد قال رعد حمودي:quot;قرار نقل بطولة خليجي 21 من العراق الى البحرين كان مفاجئاً لاسيما بعد أن أوفت الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الشباب والرياضة بكافة الالتزامات المتعلقة بإنجاح الحدث الخليجي، وهو ما توضح جلياً من ردود الأفعال الإيجابية التي أعقبت الزيارات المتكررة التي قامت بها الوفود الهندسية وممثلو الاتحادات الخليجية إلى المدينة الرياضية في محافظة البصرة، وما شهدته تلك الزيارات من جولات تفقدية إلى أنحاء متعددة في المحافظة من فنادق وبنى تحتية اخرى.

واضاف حودي قائلاً:quot; ان ما حدث من قرار هو تجاوز على حق العراق الطبيعي في استضافة البطولةquot; مشدداً في الوقت نفسهعلى ضرورة المضي قدماً في انجاز هذا المشروع العملاق، وأن يكون ما لحق بالعراق من اجحاف من الاشقاء في هذا الجانب دافعا لإكماله ضمن المدة الزمنية المقررة، وان يكون اليوم الافتتاحي للمدينة عرسا بكل ما تعنيه الكلمة، مؤكدا ان اللجنة الاولمبية بالتعاون مع الاخوة في وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة العراقي ستبذل قصارى جهودها في حدود امكاناتها المالية في إنجاح أية مبادرة تهدف الى إقامة بطولة كروية في البصرة، أو تنظيم لقاء ودي مع أحد الاندية أو المنتخبات العالمية المعروفة، لكي تكون بمثابة رسالة واضحة الى الاشقاء بخطأ ما اتخذوه من قرار غير منصف تجاه العراق ورياضته.

فيما قال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود : إن هناك قناعة تامة لدى المسؤولين ورؤساء الاتحادات بأن تستضيف البصرة بطولة خليجي 22، وأن الاتحاد العراقي يحترم هذا القرار وتقبله بصدر رحب، مؤكدا أن الاتحاد العراقي سيعمل على استثمار هذه المدة لزيادة تعزيزات المنشآت الرياضية والبنية التحتية والأمور التنظيمية، واضاف: أن منح البحرين استضافة خليجي 21 أو عدم إعطاء العراق استضافة هذه البطولة ليس له علاقة بالحالة الأمنية أو أية اعتبارات أخرى، ومن الممكن إقامة البطولة في يناير/ كانون الثاني 2013 في مدينة البصرة ولكن لا نضمن النجاح التام.

من جهته قال النائب الاول لرئيس اتحاد الكرة عبد الخالق مسعود : ان عدم اقتناع الرؤساء خلال الاجتماع الحاسم الذي عقدوه يوم الاحد في دولة الكويت بتوضحيات الوفد العراقي بشأن البنى التحتية المنجزة في المدينة الرياضية التي كان من المقرر ان تستضيف منافسات الدورة المذكورة كانت من الاسباب الرئيسة التي ادت الى نقلها الى المنامة التي انيط بها رسمياً احتضان دورة كأس الخليج العربي 21 عام 2013 على ان تقام منافسات الدورة 22 في مدينة البصرة بغية منحها المدة الكافية لتأهيل منشآتها، وهذه الاسباب غير منطقية تماماً على الرغم من اكتمال 70% من المدينة الرياضية وهو ما يؤكد ان العمل كان يسير بالطريقة الصحيحة، واضاف : ان القرار فيه ظلم كبير بالنسبة للعراق وهو قرار غير منصف بعد ان كنا نمني النفس بان يصدر قرار بان تكون البصرة هي من تستضيف خليجي 21 .

وتابع مسعود: ان سحب بطولة خليجي 21 من البصرة هو امر محزن وكنا ننتظر ان يأتي القرار في صالح العراق من اجل رسم الفرحة على الجماهير العراقية التي كانت تنتظر ان يأتي القرار لصالحها، واعبر مرة اخرى عن حزني الشديد لسحب البطولة من البصرة ونقلها الى البحرين .

من جانبه، قال مسؤول شعبة الرواد في وزارة الشباب والرياضة اللاعب الدولي السابق احمد صبحي : كان لدى الاتحادات الخليجية النية بعدم إقامة البطولة حتى قبل اقامة المشروع وحجتهم الظروف الامنية !! وهذه بلا شك ليست مقنعة استنادا الى التحسن الحاصل في هذا المجال لكن في المقابل يعتقدون ان محافظة البصرة ليست مهيأة لاستقبال هذا الحدث لاسباب تتعلق بعدم وجود جوانب سياحية في المحافظة قياسا بما هو موجود لديهم رغم انهم في المقابل وقد وجدوا على ارض الواقع ان العمل متواصل لاكمال ما تم الاتفاق بشأنه في المدينة وذلك يمثل مفخرة للعراق لكن لم يكن ذلك كافيا كما اشرت لاقناعهمبإقامة البطولة للاسباب التي اشرت اليها في الوقت الذي يدخل في القرار جانب سياسي استنادا إلى العلاقة غير الجيدة التي تربطها بالعراق وذلك ليس مبررا ايضا كما ان ذلك يندرج في اطار الحسد والغيرة وعدم رغبتهم في مشاهدة العراق وهو يعيش حياة طبيعية ، ومن حق العراق شأنه شأن باقي دول العالم ان يتم اعطاؤه فترة زمنية لاكمال العمل بالمنشآت الرياضية اذا كانت الحجة المنشآت ولكن المسألة ليس لها علاقة بذلك خاصة وان كافة التصريحات من قبل الخليجيين انفسهم كانت تطمئن إلى اقامة البطولة في البصرة لكن جوهر الامور كانت غير ذلك.

واضاف : ان وزارة الشباب والرياضة قد اصدرت كتابا بتشكيل لجان عدة تتألف من 25 شخصا تتعلق بالتنسيق والمتابعة والحسابات والاعلامية واخرى على اساس ان تباشر عملها في محافظة البصرة لمتابعة العمل في المدينة الرياضية لحين اكمال العمل فيها ومبينا في الوقت ذاته ان الوزارة سوف تواصل العمل في المدينة لان لها الرغبة في اكمالها في الفترة التي تم تحديدها في وقت سابق .

وقال المدرب حسن احمد : اضع بعض اللوم في قرار كهذا على المسؤولين العراقيين على تصريحات سابقة لهم في الوقت الذي كان القرار متوقعا رغم الزيارات التي قام بها المسؤولون الخليجيون الا ان القرار كان قد اتخذ مسبقا ويمكن الاشارة هنا الى اننا نفتقد الى المسؤول الذي يمتلك فن العلاقات الخارجية ومن شأنه ان يقنع الخليجيين بقدرة العراق على تنظيم هكذا حدث وازالة الشك في كافة الهواجس في الوقت الذي كان للتقطاعات في وجهات النظر سبب آخر في منح الخليجيين الحجة وكذلك عدم الثقة بالوضع الامني في البلد وهي غير مقنعة لان البحرين ايضا غير مستقر كما اننا لايمكن ان نعلم ماذا يحصل في عام 2013 وكان من المفترض ان يتم منح العراق فرصة زمنية اطول لإثبات قدرته في إنجاز ما طلبوه منه.

فيما قال امين سر نادي الصناعة فالح موسى : القرار سياسي اكثر من كونه رياضيا اذ ان الموضوع يرتبط بالعلاقة غير الجيدة لدول الجوار بالعراق ومنها دول الخليج والتي تعد السبب في مأسآة العراق ونحن من جانبنا متوقعون هذا القرار وكانت له مقدمات متمثلة بعدم موافقة الفيفا على اقامة البطولة في العراق رغم ان البطولة غير معترف بها دوليا وهي المفارقة بعينها.

وتمنى ان لايؤثر هكذا قرارفي مواصلة العمل في المدينة الرياضية وان يتم اكمال المنشآت في موعدها المحدد كي يبرهنوا لمن طبخ هذا القرار بان العراق قادر على الايفاء بوعده في الموعد المحدد في الوقت الذي اجد ان الرد على قرار عدم اقامتها في محافظة البصرة عام 2013 بعدم المشاركة في البطولة المقبلة في البحرين طالما انهم لايعترفون بحق العراق باستضافتها وقرار كهذا من شأنه أن يمنحنا القوة ويفقد البطولة بريقها اذ لا طعم لها من دون تواجدنا فيها.

من جهتها اعلنت وزارة الشباب والرياضة عن مضيّها في بناء المدينة الرياضية في البصرة وإنجاز العمل في موعده المحدد رغم القرار الذي اتخذ يوم الإثنين بنقل بطولة خليجي 21 من البصرة الى البحرين .وقال مدير عام العلاقات والتعاون الدولي في وزارة الشباب عدنان السراج : إن الوزارة تبدي استغرابها من القرار المفاجئ بنقل البطولة الى البحرين بعد ان قدم العراق كل الضمانات لإقامتها في البصرة بدءا من الاستعدادات الكافية مرورا بالملاعب الاولمبية ، وانتهاءًبالفنادق والضيافة والشوارع المتفق عليها.

وأضاف: ان الذي يثير الاستغراب اكثر هو ان رئيس الوفد الكويتي الذي ادار الاجتماع اشار بوضوح الى ان العراق قدم كل الضمانات لإقامة البطولة الا أن قرار نقل مكان البطولة قد تم اتخاذه .

وتابع: ان هذا الامر مخيب للامال خاصة للجماهير العراقية التي كانت ترى ان هذه البطولة بوابة للاندماج مع محيطه الخليجي والعربي ، اذ ان نقل البطولة جاء تماشيا مع الاشاعات المغرضة التي كان غرضها عزل العراق خليجيا وعربيا .

وأكد ان الوزارة ستبذل كل جهدها للاستيضاح ، وستقوم باللجوء الى المحافل العربية لطرح الموضوع والدفاع عن اقامة البطولة في البصرة