منذ الاعلان عن القرار الذي خرج به رؤساء الاتحادات الخليجية بكرة القدم بنقل بطولة خليجي 21 من مدينة البصرة العراقية الى مدينة المنامة البحرينية واقلام الصحفيين العراقيين تتصدى لذلك ، وربما لا يجد القاريء تباينا كبيرا في وجهات النظر التي تشير في اغلبها الى اقتناع بعدم اقامة البطولة في بغداد لاسباب متعددة ، وهو ما جعل البعض لا يكتم غضبه ولا وجعه وهو يرسم على خارطة عقله صورة البطولة الكروية وهي تذهب من البصرة ، ليجد نفسه داعيا الى الانسحاب من البطولة كلل والابتعاد عنها والقول لها وداعاً.

هنا حاولنا جمع عدد من وجهات النظر لعدد من الصحفيين الرياضيين المعروفين .

خالد جاسم رئيس التحرير جريدة الملاعب كتب : لم أستغرب اطلاقا رفض (الأشقاء) الخليجيين الإستضافة العراقية لخليجي 21 مهما كان مضمون البيان الذي صدر في ختام اجتماعهم في الكويت، الذي حاولوا فيه وضع بعض الرتوشات واللمسات التجميلية لمنطق رفضهم استضافتنا الحدث الخليجي، ومهما كانت طبيعة تصريحاتهم التي يمكن وصفها بالمنافقة بعد سلب الحق العراقي في رابعة النهار. ولم أستغرب ولم أفاجأ بالقرار في ضوء قراءاتي السابقة للمواقف الخليجية عموما تجاه العراق، وكنت قد كتبت قبل اكثر من شهر وفي هذا المكان توقعاتي واستنتاجاتي عن هذا الرفض المبيت، ونعيد نشر ما كتبت لعل الذكرى .

واضاف : اننا واذ نبقى مطمئنين على واقع الإستعدادات، وحجم المتحقق من نسب الإنجاز في المدينة الرياضية، مع امكان بلوغ السقف الكامل من توفير كل الوسائل والمستلزمات الأساسية الأخرى المتعلقة بالإستضافة حتى قبيل الوقت المحدد، الا ان الشيء الواجب مراعاته ووضعه قيد الدراسة وعدّه ضمن الإحتمالات الواردة وليس غير المتوقعة، هو أن تتم عملية رفض الإستضافة العراقية لخليجي 21 تحت مختلف التبريرات والأعذار التي قد يلجأ اليها الأشقاء الخليجيون، وإسناد ملف التنظيم الى مملكة البحرين التي وضعت كطرف بديل أو احتياطي. وعندما أضع هذا الإحتمال الذي لا يتمناه أحد منا على الإطلاق طالما نحن واثقون بقدراتنا وامكاناتنا التنظيمية، فلأن ملف الإستضافة للبطولة الخليجية سيكون حسمه بقرار سياسي خليجي، وليس على وفق مشيئة فنية أو قرار كروي خالص كما يرى كثيرون, كما ان الواقع السياسي الذي يفرض ظلاله بقوة في دوائر القرار الخليجي لا يميل نحو إقرار الحق العراقي ومباركته في تلك الإستضافة، وهو أمر أتمنى أن لا يفهم من زاوية ضيقة أو محدودة النظر، بقدر ما تمثل اشارتي اليه نوعا من القراءة التي يجب التعامل معها واقعيا، وليس بطريقة النعامة، برغم ان الأشقاء في الخليج وفي ما لو جنحوا نحو رفض الحق العراقي فسيكونوا هم الخاسرون وليس العراق في مطلق الأحوال، كما انني واذ أشير الى تلك الإحتمالية أتمنى على الجهد الفني والهندسي العراقي مضاعفة العطاء والإبداع بوتائر أكثر بغية انجاز كافة متطلبات المدينة الرياضية، لأننا وفي حالة تحقق الإحتمال الأسوأ وهو الرفض الخليجي فسوف نكون قد أنجزنا شيئا كبيرا يصب في خدمة الرياضة العراقية وبناها التحتية من جهة، كما سنكون قادرين على تنظيم حدث لا يقل في حيويته وأبعاده الإعلامية والإعتبارية عن الحدث الخليجي ومنها على سبيل المثال لا الحصر تنظيم دورة كروية دولية تدعى اليها منتخبات شقيقة وصديقة، قد يكون عددها ضعف عدد من سيأتينا من أشقائنا في الخليج في ما لو أقروا الحق العراقي من جهة ثانية.

أما قاسم حسون الدراجي رئيس القسم الرياضي في جرية البينة فكتب : في عام 1979 اقيمت بطولة الخليج العربي التاسعة على ارض بغداد وقد حضرت مباراة الافتتاح وكان عمري لم يتجاوز السابعة عشرة والتي جمعت منتخبنا الوطني ونظيره البحريني والتي انتهت برباعية نظيفة كانت مفتاحاً للانتصارات الستة الباقية , واتذكر في تلك المباراة كنت جالسا في المقصورة وسط مجموعة من الجماهير الخليجية التي كانت منبهرة ومعجبه كثيراً بملعب الشعب والساعة الالكترونية والحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ مدرجات الملعب وقد حدثني حينها شاب بحراني قائلا : انتم والله فخرا للعرب وللخليج وبمشاركة العراق اصبح للبطولة طعما ومتعة وشهرة اعلامية بعد ان كانت البطولة اشبه بالمباريات الشعبية ؟ وان فرقنا الخليجية سوف تحصل على الفائدة الفنية والادارية والتنظيمية من خلال اقامتها في بغداد .

واضاف : ودارت الايام ومرت الايام كما تقول كوكب الشرق واذا بأشقائنا الخليجيون (يستنكفون ) اليوم من اللعب على ارض العراق تحت ذرائع وحجج اقل ما يقال عنها سخيفة كون الحكومة العراقية وبجميع مؤسساتها الرياضية تعمل جاهدة على انجاح البطولة في البصرة الفيحاء واكمل العراقيون 70% من انجاز مراحل البناء الى جانب الاستجابة الى جميع طلبات (فرق التفتيش الخليجية ) من اهل الذقون الطويلة التي بدأت تملي علينا شروطها واوامرها التي تزداد مع كل زيارة من زياراتهم الاربعة ومن بين هذه الحجج هو الوضع الامني والذي اصبح (قميص عثمان ) على العراقيين ، في الوقت الذي تنعم فيه البصرة والحمد لله بوضع امني هو افضل بكثير من الوضع الامني في اليمن والتي اقيمت عليها البطولة السابقة كما ان الوضع الامني الحالي في البصرة هو افضل بكثير من الوضع في المدن البحرينية وما تشهده من انتفاضة جماهيرية واضرابات واعتقالات والتي تحاول ان تنكره قنواتهم الفضائية لكن الشمس لا يحجبها غربال .فهاهو الكورنيش يحتضن الالاف من البصرين في كل مساء وهاهو العشار يتغنى بسوق حنا الشيخ وذاك سوق المغايز وشارع الكويت يغص بالاف الشباب وهناك اقيم مهرجان المربد وهنا العروض المسرحية والاماسي الشعرية والمجالس الحسينية عامرة بخطبائها الى ساعات متأخرة من الليل في خمسة ميل والزبير وابي الخصيب وامام ذلك كله, كيف يكون الوضع الامني جيد بنظر اخوة يوسف اذن ؟ أم هي حجة والسلام.

واختتم بالقول : نحن لا نريد من احد ان يتفضل علينا بالمجيء ولانقبل المنة والاستعلاء ولا نستجدي المواقف من احد مهما كان كبيرا او حقيرا فالعراق كبيرا باهلة وارضه وكبيرا بالأئمة عليهم السلام والاولياء الصالحين والعراق كبيرا بتاريخه ومستقبله المشرق ان شاء الله , ولكن علينا ان نحافظ على هيبة العراق واهلة وان نعامل الاخرين بمثل ما يتعاملون معنا وبعيدا عن العواطف والانفعالات يجب على الحكومة العراقية المتمثلة بوزارة الشباب واللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم اتخاذ القرار المناسب والسريع في عدم المشاركة في بطولة الخليج المقبلة او حتى في البطولات القادمة لاسيما وان البطولة غير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي وان (الاخوة ) في الخليج لم يسمحوا لنا في المشاركة في الالعاب الاخرى المصاحبة لكرة القدم ولم تتم دعوة العراق في دورة الالعاب الخليجية التي اقيمت مؤخرا واصبحنا ( أسمك بالحصاد ومنجلك مكسور ) لذا ندعو الى اقامة بطولة البصرة الدولية وبمشاركة فرق اجنبية , واخيرا نقول لأهل الخليج سوف تأتون الى البصرة وبغداد والديوانية والرمادي وانتم منبهرون بملاعبها كما اتيتم قبل اكثر من ثلاثين سنة .

فيما قال الزميل جليل العبودي : ها هو حصل ما توقعناه، ونقل خليجي 21 من البصرة الى البحرين، حيث اشرنا الى هذا الموضوع قبل عدة اسابيع، وقلنا ان خليجي 21 سيكون في مهب الريح، وسينقل من العراق، وطالبنا بتحرك على مستويات عالية، لكن الذي حصل ان المعنيين عن الملف ظلوا يترقبون موعد القرار من دون ان يحركوا ساكنا، ولم نشهد جولة او زيارة واحدة لدول المنطقة لاستمزاج رأيها بخصوص حظوظ البصرة في احتضان البطولة الخليجية، ويبدو ان البعض اطمأن الى التصريحات التي كانت تطلق عقب زيارة امناء سر الاتحادات الخليجية او ما تحدث به الوفد الهندسي، وسبق ان اشرنا وقلنا يجب الا نعول على كل ذلك، وهي مفردات مجاملة ليس الا، وكل شيء تم حصره بالمدينة الرياضية كون نسبتها عالية من الانجاز، وهي مفخرة كبيرة وغيرها من مفردات التخدير، اما الامور الاخرى ومن بينها البنى التحتية والقصور الرئاسية وعدم جاهزيتها والوضع الامني فلم يتم التطرق اليه الا في الوقت الضيق، فضلا على ربط موضوع الاستضافة بموافقة الفيفا التي كحلها قرار نقل مباريات المنتخبات العراقية بعد لقاء منتخبنا والاردني، وهي اشياء جعلت المبرر لمن كان سلفا ينوي نقلها جاهزا ومقبولا.

واضاف : وما لفت نظري استفسار وزارة الشباب والرياضة من رئيس اتحاد الكرة عن التداعيات التي ادت الى نقل الاستضافة من البصرة الى البحرين، وكأن الامر سبق ان حسم بتنظيمها في البصرة ومن ثم تم نقلها، ان ما تم طرحه فإنه مجرد تبرير واسقاط فرض ليس الا من وزارة الشباب بعد ان نقلت الى البحرين، ونعتقد ان الوزارة تعرف ان حظوظ اقامتها في البصرة ضئيلة، وهو ما دعا وزير الشباب الى التحدث قبل الاجتماع بيوم حول الموضوع الذي سيحسم بقاء البطولة من نقلها، والمح الى القرار السياسي واثره في الموضوع، لذا ان الامر واضح ولا يحتاج الى استفسار او توضيح ، ان ما حصل وادى الى نقل البطولة من البصرة الى البحرين اكبر وابعد من اجتماع الكويت، لاسيما ان بطولات الخليج لها خصوصية عند اهل المنطقة كلها، من الكبير الى الصغير ومن الرجل الى المرأة!

وقالميثم الحسني من جريدة المشرق : لم يكن قرار رؤساء وامناء سر الاتحادات الخليجية مفاجئا للوسط الرياضي طالما ان مجلس التعاون الخليجي لم يبدر منه على طول أمد مشاركاتنا في هذه البطولة قرار ايجابي بحق العراق، بل انهم كانوا يضعون العصي في دواليب الرياضة العراقية. وملف خليجي 21 في البصرة اظهر بشكل جلي ما ذهبنا اليه، بل ان القرار الظالم الذي اتخذه رؤساء وامناء سر الاتحادات بنقل البطولة الى البحرين ينطوي على مؤشرات خطرة يجب ان يلتفت لها القائمون على رياضتنا سنركز عليها عبر هذا التقرير.، المؤشر الاول الذي نتوقف عنده هو اضطراب تصريحات رئيس الاتحاد العراقي ناجح حمود، عندما اعرب عن سعادته بنقل البطولة الى البحرين على ان تكون البطولة التي تليها في البصرة، وبرر سعادته بأن المدينة الرياضية مازالت في طور البناء والمدة المتبقية غير كافية لإنهاء جاهزيتها، وبالتالي عدّ تأجيل الملف العراقي الى النسخة 22 مكسبا، وهو بالامس كان يصرح عبر الصحف وبشكل مستمر ان المدينة تسير بخطى ثابتة. وستكون جاهزة لإستقبال الوفود الخليجية قبل انطلاق البطولة، ولا اعرف ما ادى الى تغير تصريحات حمود على مسافة الطريق من البصرة التي كان يؤكد جاهزيتها لاحتضان الخليجي ليصل الى الكويت بعد ساعات وينسف كل تصريحاته.

واضاف : اجمع اعضاء الاتحاد العراقي بتصريحات سابقة على ان القرار النهائي لإقامة البطولة في البصرة سيكون قرارا سياسيا وبالتالي رغبة مجلس التعاون هي دعم الحكومة البحرينية التي تتعرض الآن الى هزات الربيع العربي الذي يضرب بأطنابه المنطقة، وبالتالي كانت بطولة الخليج مجاملة لدعم النظام البحريني على حساب الملف العراقي. وهنا استغرب للوفد العراقي، كيف له ان يوافق على نقل الملف الى البحرين من دون الرجوع الى الحكومة العراقية، طالما ان رؤساء الاتحادات الخليجية كانوا ملتزمين بقرار سياسييهم؟، لماذا لا يستمع حمود لقرار حكومته طالما ان القرار بات سياسيا بحت؟.

وتابع : بالامس كان رؤساء الاتحادات الخليجية مع ملف البصرة، وبعدها وضعوا الكرة في ملعب الاتحاد الدولي للحصول على موافقته في اقامة البطولة في البصرة. وهنا السؤال يطرح نفسه، عندما قرر المجتمعون في الكويت اسناد ملف 22 للبصرة، لماذا لم ينتظروا موافقة الاتحاد الدولي؟ اذا، هي أعذار ونية مبيتة لدفع ملف البصرة الى التأجيل، وبعد هذه التجربة من يضمن ان تقام نسخة 22 في البصرة؟، كل المؤشرات تؤكد ان الخليجيين كانوا يخططون لإحباط مشروع البصرة، وبالتالي يجب ان تترتب على هذا القرار العديد من الاجراءات.

واختتم بالقول : اعتقد ان النيات باتت واضحة لاتحتاج الى تفسير حيث ان مجلس التعاون الخليجي يحمل ضغينة تجاه العراق وبالتالي المشاركة في بطولة الخليج غير مبررة، خصوصا ان الجميع يدرك ان هذه البطولة هي للمراهنات وبطولة شيوخ، وطالما تعرض العراق لمؤامرات هذه البطولة من خلال انتداب حكام منحازين وضغوط كثيرة تمارسها الاتحادات الخليجية في هذه البطولة التي لا تغني ولا تسمن، بل لن تضيف للكرة العراقية شيئا ايجابيا للكرة العراقية بقدر ما اصبحت مصدرا للاساءة والتآمر، يجب ان لا يمر ملف البصرة مرور الكرام خصوصا ان المؤشرات السلبية والنيات المبيتة بانت بوقت مبكر منذ تصريحات المنسق الاعلامي السابق وليد طبرة الذي بدأ الحملة على ملف البصرة وانتهت بنقل الملف الى البحرين المضطربة!.

وكتب حسن صاحب رئيس القسم الرياضي في جريدة الدستور : من يقول بأن العراق جاهز لإستضافة بطولة خليجي(21) في البصرة والتي تم نقلها بعد إجتماع أمناء سر الإتحادات الخليجية في الكويت إلى البحرين فهو يعيش في وهم كبير أو أنه ليس بأمكانه قراءة الواقع على أرض البصرة بتعمق لذلك فإن عواطفنا غير قادرة على إقناع الآخرين بأمكانية إستضافة البصرة لخليجي(21) بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها وفداً متخصصاً من دول الخليج للمدينة الرياضية وبالتالي فإن عدم إقامتها في البصرة ليست نهاية العالم كما قلنا مراراً وبأمكاننا إستكمال المدينة من دون ضغوطات الوقت لكي يتسنى لنا أن نكون جاهزين لاحتضان مسابقات كروية دولية في البصرة مستقبلاً.

واضاف : الماكنة الإعلامية والتصريحات والمزايدات على حساب إنجاز المشروع الرياضي في البصرة أخذ من جرفنا الكثير حيث الجميع كان يتسابق للذهاب الى البصرة ومن هناك تأتي التصريحات المتفائلة بأن العراق جاهز خلافاً لكل المؤشرات على الأرض التي رأيناها بأعيننا.

أنا شخصياً وربما غيري الكثيرين من المتابعين للمدينة الرياضية من الذين يقرأون مجرى الأحداث جيداً بعيداً عن لغة العواطف والمشاعر قلنا بأن المدينة الرياضية غير جاهزة وتحتاج الى عامين لكي تكون جاهزة وتقنع الناظر في الوقت الذي كانت فيه زيارات الوفود الخليجية الى المدينة الرياضية مجرد دبلوماسية فارغة من محتواها، لذلك كان يجب على المسؤولين قراءة ما بين السطور من خلال التصريحات الإيجابية التي أدلت بها الوفود التي قامت بزيارة المدينة الرياضية في البصرة على الرغم من أنهم غير مقتنعين بمراحل عمل إنجاز المدينة التي تحيطها صحراء قاحلة لا توحي للناظر بجمالية المكان.

وتابع : نحن نفتقر الى لغة الدبلوماسية العالية ولا نجيد مفاهيمها البسيطة لذلك فإن قرار أمناء سر الإتحادات الخليجية بنقل البطولة الى البحرين لم يكن مفاجأة لنا لأننا قلنا في هذا المكان قرار إقامة بطولة خليجي (21) في البصرة قرار سياسي بحت ومن يقول عكس ذلك فهو لا يفقه شيئاً فيما يدور على الساحة العربية السياسية من تناقضات وأجندات تلقي بظلالها على جميع مفاصل الحياة الرياضية والثقافية والفنية لذلك جاء كلام طلال الفهد رئيس الإتحاد الكويتي لكرة القدم منمقاً ودبلوماسياً حين قال: إن نقل البطولة الى البحرين ليس بسبب الظروف الامنية التي يعيشها العراق ولكن من أجل منح الأشقاء في العراق الفرصة للإستعداد الجيد لأن لديهم الطموح والرغبة لإستضافة التجمع الخليجي.

وقال ايضا : ولأن الخليجيين يعدّون دورة الخليج حياة كما وصفها رئيس الإتحاد الإماراتي لكرة القدم محمد خلفان الرميثي فإن من المستحيل إقامتها في العراق لأنهم يريدون أن يستعرضون دشاديشهم أمام أبناء الخليج عبر شاشات الفضائيات وبالتالي فإن دورات الخليج وعلى الرغم من عدم أهميتها دولياً فإنها تعدّ فسحة يتنافسون عليها ليس من أجل اللقب وإنما من أجل الإستعراض (والفخفخة).

ومضى يقول : قد أختلف مع الآخرين بأن الشارع الرياضي العراقي قد أصيب بخيبة أمل لأن العراقيين لا ينظرون الى بطولة الخليج بأهمية بالغة في الوقت الذي يتطلع فيه الشارع الكروي العراقي الى منتخبنا الوطني في مشوار تصفيات كأس العالم للوصول الى البرازيل الحلم العراقي الذي طال إنتظاره فضلاً عن مشوار الأولمبي الى لندن . وأعتقد بأن جماهير الكرة العراقية غير حزينة لعدم إستضافة البصرة لخليجي(21) لأن المنشأة الرياضية أفضل من إقامة بطولة(هزيلة) لا تغني ولا تسمن من جوع وبدلاً من صرف الاموال على الخليجيين ممكن الإستفادة منها في بناء مشروع رياضي في الانبار أو صلاح الدين أو الحلة أو كربلاء أو حتى في مدينة عراقية نائية.

واختتم بالقول : وكفى لطماً على الخدود لكي لا يُقال بأن العراق قد إنهزم بل علينا أن نبحث عن البديل وننتصر بإقامة بطولة دولية على أرض البصرة. والمدينة ستظل شامخة في بصرتنا وصرح رياضي نتفاخر به سواء أقمنا بطولة خليجي في 2015 في البصرة إن لم تقم ، إتحاد كرة القدم إجتهد بكل ما يملك لكنه لم يفشل وعمل المستحيل من أجل الإستضافة لكن الواقع الملموس على الأرض فرض نفسه بقوة الى نقل البطولة الى البحرين لذلك فإن اتحاد كرة القدم لا تقع عليه اللائمة لأنه لا يتحمل المسؤولية تجاه عدم إقامة البطولة في البصرة بل الجهات الحكومية تتحمل تداعيات القرار الخليجي لعدم جاهزية المدينة الرياضية في البصرة لاستقبال ضيوفها.

وكتب كاظم الطائي رئيس القسم الرياضي في جرية الصباح كتب : ختم امناء سر اتحادات الخليج العربي بكرة القدم على استضافة البصرة للبطولة الخليجية الحادية والعشرين بالشمع الاحمر واعلنوا صراحة امس في اجتماعهم الذي عقد في الكويت عدم موافقتهم على احتضان العراق لهذا الحدث الرياضي واوكلوا تنظيم الدورة للبحرين، فالامال التي بنيت على اقامة البطولة في العراق تلاشت نهائيا حتى وان تحدث اهل الشان الرياضي الخليجي باحقية العراق على تنظيم المسابقة المقبلة حيث انجزنا متطلبات احتضان خليجي 21 من بناء مدينة رياضية تضاهي بعض المنشآت الرياضية في دول اخرى منها اليمن التي اقيمت المنافسة السابقة على ارضها .

واضاف : لقد اغلق الاشقاء فرصة اللقاء على ملاعب البصرة بعد انتظار سنوات من الاستعداد والتهيؤ وغلب القرار السياسي على طبيعة البطولة بالرغم من بعض الجهود التي بذلت في هذا الجانب مما يدعونا لاعادة النظر بالمشاركة العراقية في بطولة لم تقدم لنا شيئا وكنا سببا في تطور كرة المنطقة عبر تواجدنا في منافسات كانت تحسم مبكرا بفوز المنتخب الكويتي لسنوات طوال لتكون اول مشاركة عراقية في الدوحة عام 1976 ايذانا بعهد جديد للمنافسات وارتفعت معها الاستعدادات والاستعانة بخبرات اجنبية ومدربين كبار من مدارس عالمية مختلفة رفعت من مستويات الفرق .

وتابع : ان قرار عدم اسناد ممثلي الكرة الخليجية للعراق لتنظيم البطولة مع تعدد الشروط التعجيزية التي القيت في ملعبنا لتنفيذها سريعا مثل موافقة منظمة الصحة العالمية بخلو البصرة من الاشعاعات النووية وضمانات امنية وامور فنية تخص الملاعب والفنادق وغيرها والتي قدمها وفدنا بضمانات وتعهدات واجابات وافية يضع كرتنا امام مفترق طرق مع منافسة اقليمية لم تقدم لنا شيئا وعلينا التفكير جديا بتنظيم بطولة اخرى تكون الفرق المشاركة فيها اكثر تميزا.

وقال ايضا : لو استعرضنا تاريخ المشاركات العراقية في دورات الخليج لوجدنا انسحابين من البطولة بسبب ظلم الحكام واصرار المنظمين على اخراج فريقنا من المنافسات بخفي حنين وحادثة طرد المدافع العراقي عدنان درجال واحتساب ركلة جزاء غير صحيحة ضدنا كشفت الكثير من التفاصيل التي لم تخدم زجنا في مثل هذه البطولة ، وواجهت منتخباتنا في العديد من مشاركاتها اشكالات وتراجعاً في المستوى الفني والنتائج التي لاتناسب تاريخنا الكروي فعلام الاصرار على تواجدنا في بطولة اضحت من الماضي ولا طائل من التزامنا بمباريات بالامكان تعويضها بمنافسة اكثر فائدة يقوم العراق بتنظيمها تزامنا مع اقامة خليجي 21 التي عهدت للبحرين اخيرا وتم سحب تنظيمنا لها لاعتبارات غير مفهومة اقحموا الفيفا فيها وهي بطولة لا توجد في اجندة الاتحاد الدولي وشددوا من شروطهم التي وصلت لتفاصيل صغيرة تعد سابقة في تنظيم دورات الخليج.

وإختتم بالقول : البطولة التي ندعو لها بداية العام 2013 تضم مثلا منتخبات تركيا وايران وسوريا والعراق ومنتخبات متقدمة اخرى تنظم كل سنتين ويخصص لها كأس مناسب وتجرى دوريا في ملاعب الدول التي تدخل نطاق هذه الدورة وبالامكان دعوة منتخبات شقيقة وصديقة لخوض غمار المنافسات وستكون عاملاً مساعداً لتطور كرتنا ويمكن المشاركة في بطولات اخرى متقدمة على مستوى القارة والعالم نرى فيها الامل بولادة نجوم ومنتخبات تضعنا على الطريق الصحيح بعد ان تخلفنا عن الركب لسنوات طوال واصبح الفوز على منتخبات عمان والصومال والبحرين وبلدان اخرى نصرا رياضيا .