تعيش المدرجات الملاعب المصرية واحدة من الظواهر التي لم تكن يشهدها الدوري المصري بهذا الشكل من قبل، وهي المتعلقة بالشماريخ، التي تتسابق جماهير الأندية، وبخاصة الجماهيرية منها، على إشعالها.

___________________________________________________________________________________

جماهير الزمالك تقتحم استاد القاهرة رغم إقامة المباراة بدون جمهور!

رغم حالة الجدل والخلاف في الرأي التي أعقبت اندلاع الثورة المصرية مطلع العام الجاري بشأن إمكانية استكمال مسابقة الدوري المحلي لموسم 2010 / 2011 من عدمه، نظراً للأوضاع الأمنية التي كانت تمر بها البلاد آنذاك، إلا أن جهداً كبيراً قد بُذل بغية استكمال المسابقة، حرصاً على ترسيخ مبدأ الأمن والأمان الذي تنعم به مصر.

ومع بدء الموسم الجديد، بدأت تعيش المدرجات في عديد الملاعب المصرية واحدة من الظواهر التي لم تكن يشهدها الدوري المصري بهذا الشكل من قبل، وهي المتعلقة بالشماريخ، التي تتسابق جماهير الأندية، وبخاصة الجماهيرية منها، على إشعالها.

هذا وقد تباينت السبل التي حاول أن يرتكز عليها اتحاد الكرة المصري، ومعه لجنة المسابقات، من أجل الحد من تلك الظاهرة المستعرة، التي تهدد أمن كل يتواجد بداخل الإستاد، نظراً لاشتعالها بكثافة وبصورة مستمرة، دون أي اكتراث بالظرف الطارئ الذي تعيشه مصر، خاصة وأنها مقبلة على انتخابات تشريعية يتوقع أن تتسم بالسخونة.

ومع هذا، لم تكلل تلك المحاولات بالنجاح، حيث واصل الجمهور تحديه للوائح الفيفا التي تحظر إشعال وإلقاء تلك الشماريخ. بل وامتد الأمر إلى حد اقتحام تلك الجماهير quot;المشاغبةquot; للمدرجات في بعض اللقاءات، في تحد صارخ لكل ما هو معروف ومألوف.

وأمام هذا كله، بات سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري، وعامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، في وضع لا يحسدان عليه، مع تواصل هذا المسلسل، واستمرار تعرضهما لحملات سب وقذف منظمة داخل الاستادات وخارجها، وسط حالة من الضبابية تهيمن على مستقبل المسابقة، خاصة بعد أن ألمح زاهر إلى إمكانية إلغائها.

كما تقف الأندية نفسها عاجزة عن إيجاد حلول لتلك الإشكالية، لاسيما وأنها عقدت اجتماعات وجلسات مطولة من قبل مع قيادات الالتراس، في محاولة من جانبها لتهدئة الأوضاع، لكن جميعها لم تسفر عن نتائج إيجابية، وبقيت الأوضاع على ما هي عليه. وهو ما جعل بعض البرامج التلفزيونية تذهب إلى استفتاء الجمهور نفسه عن حلول يمكن الاستعانة بها للخروج من هذا المأزق. فخرج من أكد على ضرورة الاستعانة أجهزة حديثة على بوابات الاستادات من أجل الكشف عن تلك الشماريخ.

وهناك من طالب مجدداًَ بضرورة عقد جلسات واجتماعات أخرى مع جماهير الألتراس الخاصة بمختلف الأندية، وبالذات الجماهيرية، ومحاولة إقناعها بشتى الطرق أن تقلع عن هذا النشاط. وهناك كذلك من طالب بأن تتبنى إحدى الشركات الكبرى مسابقة لاختيار الجمهور المثالي، ومنحه جوائز عينية ومادية، تشجيعاً له على انضباطه خلال التشجيع أثناء المباريات وتحفيزاً له من أجل مواصلة نبذ تلك العادة السيئة.

وقد حاولت إيلاف الوقوف على آراء بعض الصحافيين والنقاد الرياضيين بخصوص تلك الأزمة، وقال في هذا الشأن أ. أحمد الدرملي، الصحافي والناقد الرياضي بصحيفة النبأ الأسبوعية، إن ظاهرة الشماريخ ظاهرة سيئة للغاية، وتعتبر شكلاً من أشكال الإصرار على الفوضى، كما أنها تجاوز مرفوض بكل إشكاله.

وتابع quot; انظر للمغرب وبلاد أخرى، حيث أصبحت عقوبة الشماريخ هناك الحبس. ولولا توقف الدوري، لحسن الحظ، لأضحت المسابقة مهددة بالإلغاء. ومن وجهة نظري المتواضعة أنه ورغم حرمان الأندية، وبخاصة الجماهيرية، من وجود جماهيرها، إلا أن اللعب بدون جمهور هو الحل الأخير لإنقاذ الدوري وإنقاذ آلاف من الذين يتوقف دخلهم على كرة القدم وأي حلول وسط لن تكون مقبولة أو مجدية. فإما اللعب بدون جمهور أو انتظار كارثة قد تودي بحياة آلاف من الجماهير بسبب الشماريخ والفوضىquot;.

فيما قال عبد الرحمن الشويخ، الصحافي بجريدة الشروق اليومية، إن حالة الانفلات اللي يمر بها الشارع المصري وانعدام الأمن والفوضى انتقلت للملاعب. وأضاف :quot; أرى أن استعادة الأمن لهيبته في الشارع ستعمل على نقل الإحساس بالأمن والأمان إلى المدرجات، لأنه الجهة المنوطة بتنفيذ قرارات لجنة المسابقات واتحاد الكرةquot;.

وأكمل quot;أما في غياب الأمن، سيبقى الشغب موجوداً، وهذه هي الخلاصة. وبالنسبة للحل، فأنا أراه عند الأمن، إذ أن مجموعة الصبية التي اقتحمت إستاد القاهرة خلال مباراة الزمالك والشرطة يوم الثلاثاء الماضي كانت تتكون من 30 فرداً فقط، فكيف لم يتمكن الأمن من السيطرة عليهم. كما أرى أن فرص استمرار الدوري كبيرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وذلك لأسباب اقتصادية، وإن كان سيستمر الشغب لأسباب أمنيةquot;.