كرّر المحلل الرياضي السعودي الشهير صالح الحمادي انتقاده لجملة من الاوضاع في الوسط الرياضي، وجدد تأكيده ان الفوز على تايلند ليس إنجازاً يستحق المبالغة في الفرح.


الرياض: سادت موجة من الغضب في الوسط الرياضي السعودي تجاه الإعلامي والمحللفي قناة الرياضة السعودية صالح الحمادي لرفضه تقديم التهاني بالفوز السعودي جرّاء الانتصار الذي حققه الأخضر السعودي على نظيره التايلاندي بـ 3 - 0 على استاد الملك فهد الدولي في الرياض ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، فيما أوضح الحمادي في حديث خاص لـ quot; إيلاف quot; انه ينتقد مظاهر الفرح التي تم التعبير عنها مشيراً الى أنها كان مبالغا فيها وغير مبررة لعدم حسم التأهل حتى الآن .
وقاد عدد من الجماهير السعودية وبعض الجهات المختلفة حملة منظمة عبر عدد من وسائل الاتصال الاجتماعي كـ ( التويتر، الفيسبوك , والرسائل النصية المخصصة للجوالات التسويقية التابعة لعدد من الجهات المختلفة ) وذلك ضد الإعلامي والمحلل في قناة الرياضة السعودية صالح الحمادي لعدم تقديمه التهنئة بفوز المنتخب السعودي على نظيره التايلاندي متهمين إياه أن ماقام به يعتبر تصرفا لا مسؤولا وغير وطني وفيه تعالٍ على هذا الانتصار الثمين الذي حققه الأخضر السعودي .

الخبير صالح الحمادي طالب بعدم المبالغة بمظاهر الفرح

في المقابل، رفض الإعلامي صالح الحمادي كافة الاتهامات الموجهة إلية في حديث خاص لـ quot; إيلاف quot; حيث أوضح الحمادي في معرض حديثه عن هذه الاتهامات قائلا : quot; بداية أحب أن أوضح أني لم ارفض أن أبارك لكني ببساطة ما تحدثت به هو الاستغراب من الفرحة المبالغ فيها وإعلان مظاهر الفرح في كل أرجاء الوطن، لان الفوز على منتخب تايلاند لن يقدم ولن يؤخر إذا لم يتمكن الأخضر السعودي من التغلب على المنتخب العُماني،لذلك من وجهة نظري الشخصية أرى أن هذه الفرحة مبكرة جداً للتعبير عنها، فيجب عدم المبالغة في الفرح، فبعد حوالى 3 أيام سيكون هناك لقاء حاسم مع المنتخب العُماني الشقيق ويفترض أن يواجه اللاعبونبأخطائهم، فصحيح أن اللاعبين نفذوا من عنق الزجاجة في مباراة تايلاند حيث إنهم كانوا إذا لم يظفروا بنتيجة المباراة اليوم فكان سيحدث الإقصاء من التصفيات quot; .
وحول وجهه نظره من هذا الفرح تحدث الحمادي موضحا quot; : هذه تصفيات أولية فلم نحقق للان شيئا ، فمفترض ألا تأخذ هذه الفرحة هذه الأبعاد ويتم المبالغة فيها، فمع احترامي وتقديري للجميع فحتى لو كان هذا الانتصار ضد منتخب كبير كالمنتخب الياباني فلم يكن هناك أيضا ما يستحق هذه الفرحة لأننا لم نحقق إنجازًا وإنما الفوز في مباراة حتى الآن، فلا ننسى أن هذا طريق للنهائيات وليس النهائي ذاته، وهذه تصفيات أولية وأذكر أننا لم نحقق حتى الآنأي شيء، فعندما نحتفل فيجب أن نحتفل بإنجاز ولا نحتفل بفوز، لذلك كنت أطالب في حديثي بالهدوء والركود وليس بالفرحة المبالغ بها quot; .
وأكمل الناقد الإعلامي الحمادي : quot; صفة المبالغة في الأفراح ستنعكس سلبيا على اللاعبين. فقد حذرت من هذه المبالغات في الأفراح، لأني أخشى أن يحدث ما حدث مع نادي الاتحاد عندما تأهل لنصف النهائي من دوري أبطال آسيا، وقاموا بالاحتفال وإعطاء اللاعبين مكافآت وصلت الى مليون ريال، واستقبلهم الأمير نواف بن فيصل ، لذلك لم يكن هناك مبرر لكل هذا، فنادي الاتحاد ليس هذا التأهل بغريب عليه ليتم عمل ماعمل له، فهو بطل آسيا عامي 2004 و2005، كما أن هذا الأمر ينطبق كذلك على نادي الهلال عندما كانت تنتظر الفريق مباراة هامة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا وتفرغ رئيسه بعمل احتفالية والتصوير مع كؤوس الهلال التي حققها في عهد رئاسته ما جعل الفريق يخسر المباراة كما الاتحاديون خسروا كذلك، وأنا كنت وما زلت ضد ربط المكافآت بالفوز الوقتي، فعندما تكون موظفا في شركة وتقوم بعمل صفقة فلا يقومون بإعطائك مكافأه في حينها بل يتم منحك إياها في آخر العام ومع ما تم انجازه من قبلك مع مجموع ما قدمته وعلى أساسه يتم مكافأتك، وهذا كلام ليس اجتهاديا فهو واقعي ومدروس فأنا رجل اقتصادي وخريج إدارة أعمال quot; .
وتدارك المحلل الخبير الحمادي في حديثه موضحا quot; أنا لست ضد أن يكون هناك تحفيز في حال تحقيق لقب أو التأهل لنهائيات كأس العالم، لكن أن يتم منحها هكذا بفوز وقتي لكل مباراة فهذا أمر أراه غير صحيح، فيجب أن تكون المباريات يطبق فيها مبدأ الثواب والعقاب، فتعاقب اللاعب إذا قصر وتكافئ اللاعب على ماقدم على حجم الفوز فقط إن رغبت بتقديمه، فإذا حقق اللاعبون اللقب فأعطوهم الملايين وسنبارك لهم هذا الفوز والمبالغ التي تحصلوا عليها بجدارة، لكن أن تمنح اللاعبين مكافآت لشيء لم يتحقق فمع احترامي للجميع هذا أمر أراه خاطئا من وجهه نظري الشخصية quot; .
واسترسل الحمادي في انتقاده تصرفات بعض لاعبي الأخضر السعودي في نهاية المباراة : quot; بعض اللاعبين للأسف كان منظرهم في آخر المباراة ليس حضاريا، فحتى نهائيات دوريات الحواري لا يحصل فيها ماحصل في المباراة من قبل بعض، فإن كان لاعبو تايلاند يقومون بالضرب فكان مفترض أن يكون لاعبونا أكثرهدوءًا، ولا يكون هناك مجارة لهم بالتصرف نفسه فنجد عطيف يأتي ثم يليه العابد وثم المولد ثم حسن معاذ ليقوموا بالاحتكاك مع لاعبي تايلاند ، وكأننا نعيش الزمن الماضي عندما نجد المشاجرات في الملاعب كما نراها في الشوارع، لذلك يجب أن ننتقد هذه الفرحة وننتقد هولاء اللاعبين حتى لايقعوا في مثل هذه التصرفات، فنحن منذ أن كنا نحلل مباريات كانوا هم في سن أطفالنا أو أخواننا الصغار وما نقدنا لهم إلا لأنه للأسف الشديد نجد أن هذه التصرفات تصدر منهم quot; .
وتحدث الحمادي عن صراحته في احاديثه الإعلامية المتكررة كاشفا : quot; أنا لا ادعي أني شخص كامل ، لكن اعتبر نفسي خبيرا رياضيا لأني ادخل على العقد الرياضي الرابع في مسيرتي الإعلامية الرياضية ، لذلك أنا لست قارئا أو حديث الدخول في الرياضة لكي يستغربوا رأيي، فعندما اطرح وجهة نظر كهذه فانا اطرحها كما أراها شخصيا ولا يهمنيأيّ شيء آخر quot; .
كما انتقد المحلل في قناة الرياضية السعودية متحدثا : quot; مع كامل احترامي للاعبينا فإمكانياتهم الفكرية والذهنية الثقافية ضحلة جدا، فمثلا حارس المنتخب السعودي الذي يبلغ عقده الآن 20 مليون ريال لا يقرأ ولا يكتب، وللجميع أن يروا بأنفسهم كمثال لذلك انه عندما كانوا يتحدثون عن الكيانات كمقولة المنتخب السعودي يمرض ولا يموت أو الأهلي أو الاتحاد أو النصر أو الهلال أو الشباب يمرض ولا يموت، فقال الحارس السعودي وليد عبدالله إن جميع الناس يعرفون أن وليد عبدالله يمرض ولا يموت !!! quot; .
وأكمل الحمادي : quot; مع احترامي وتقديري لهؤلاء اللاعبين يجب أن نأخذ بأيديهم ، فما هي ثقافتهم ومعرفتهم، لذلك أقول إذا كان كلامي لم يعجب أحدا فبالإمكان أن لايأتوا بي محللاً ويأتوا بأي احد غيري وان حدث فلن أتضايق أو اغضب، لأني لن أجامل أو أجمل رأيي، فانا ناقد وتهمني المصلحة العامة وليست المجاملات أو تجميل الكلام، وللذين استنكروا كلامي، وكانوا يطبلون ويهللون فيكفي أن يخرج واحد فقط - والكلام للحمادي - فيقول لهم ياجماعة اصحوا، فنحن ما زلنا في عرض البحر مع وجود العواصف ولم يصف الجو حتى الآن لكي نصل لليابسة، فنحن ما زلنا في السفينة ونواجه عواصف عاتية، لذلك عندما نصل لليابسة ونتجاوز البحر بأخطاره ونصل سالمين غانمين فاحتفلوا حينها كما شئتم، ومع احترامي وتقديري لمنتخبات تايلاند وعمان أو غيرها، فنجد أن منتخب المملكة هي قامة بلد رياضيا عالية، فلو كانت هذه الأفراح حدثت في عام 1980 أو 1981 أو 1983 لكان مقبولا فنحن بلا انجازات ولا بطولات ونفرح بأي انتصار أو فوز - آنذاك - لكن من عام 1984 وحتى عام 2007 ونحن طرف ثابت في النهائي باستثناء عام 2004 في الصين والذي خرجنا فيه من الدور الأول، إلا أن في تلك الأعوام كنا إن لم نلامس الكأس ونحمله فنكون الوصيف وأصحاب المركز الثاني آسيويا قبل أن نمثل القارة الآسيوية في كأس العالم لذلك أن نبالغ بمثل هذه الأفراح أمام منتخب كتايلاند وعلى أرضنا وبين جمهورنا ومباراة هامة متبقية أمام المنتخب العماني هو أمر مبالغ فيه quot; .
وفي ختام حديثه وجه الحمادي رسالة لمن لم يعجبهم حديثه موضحا : quot; إن كلامهم مردود عليهم، فقبل المباراة كنت قد طالبت وشجعت اللاعبين على التفاني وتقديم المستوى الكبير والإخلاص لشعار الوطن، لكن مع مشاهدتي للشوط الأول شاهدنا العجب في أداء المنتخب، لذلك انتقدنا الأداء وعدم تفاعل المدرب مع مجريات المباراة واجراءه للتبديلات بسرعة، وعندما كنت أطالب المدرب بإشراك مهاجم لم اسمِّ لاعبا بعينه سواء كان هذا اللاعب من الشباب أو اللاعب من الهلال أو اللاعب من الاتحاد حتى لايقال إن الاختيارات جاءت على طريقة زيد وعبيد , حتى انه عندما حدث ماحدث مع نهاية المباراة من لاعبي منتخبنا الوطني انتقدت اللاعبين الذين تدخلوا للرد على الاحتكاك من قبل لاعبي منتخب تايلاند، فهذا أسامة المولد من الاتحاد ونواف العابد من الهلال وحسن معاذ واحمد عطيف من الشباب ورغم ذلك انتقدتهم جميعا، ولم يكن نقدي للاعب بحد ذاته حتى يقال إني أجامل اللاعب الفلاني لأنه لاعب النادي العلاني، لذلك عندما أتحدث عن المنتخب فانا أتحدث بحرقة، فمنتخب كمنتخب تايلاند جميع عقود لاعبيه لا تصل الى مبلغ 20 مليون دولار بينما نحن الجهاز الفني لوحده 100 مليون ريال، كما أن الخطأ الذي حدث بين اللاعبين السعوديين المدافع أسامة هوساوي والحارس وليد عبدالله كاد يكلف المنتخب السعودي ثمن التأهل باهظا ومن لاعبين تصل قيمة عقدهماإلى50 مليون ريال لوحدهما الاثنين فقط بقيمة عقود لاعبي المنتخب التايلاندي كاملة، ثم نقوم بالفرح والمبالغة بالفرح بهذا الانتصار، وربما ادعو الجميع لمراجعة حال رياضتنا السعودية من خلال البطولة الخليجية الأولى للألعاب الخليجية في البحرين عندما احتل المنتخب الكويتي المركز الأول في البطولة ومنتخبنا تواجد في المركز الأخير بثلاث ميداليات فقط quot; .
تجدر الإشارة إلى أن الإعلامي صالح الحمادي انتقد عبر الاستوديو التحليلي لمباراة المنتخب السعودي والمنتخب التايلاندي أداء المنتخب السعودي والمستوى الذي ظهر من خلاله في المباراة وتأخر المدرب الهولندي فرانك ريكارد بإجراء التبديلات الهجومية، قبل أن يبادر بالانتقاد للأجهزة الإدارية والفنية والجماهيرية واللاعبين للفرحة التي وصفها بالمبالغ فيها - على حد قوله - .