على بعد أقل من شهر عن إنتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم المقررة في الفاتح يونيو بزيوريخ السويسرية يجتهد المرشحان الرئيس الحالي السويسري جوزيف سيب بلاتر والقطري محمد بن همام في حشد التأييد من قبل الاتحادات الوطنية لحصد اكبر عدد ممكن من الأصوات.

وقد أعلنت الكثير منالاتحادات الأهلية أو القارية مبكراً عن موقفها النهائي من الفارسين على غرار الاتحادات الأوروبية التي دعمت بلاتر باستثناء الاتحاد الانكليزي الذي قرر الوقوف في وجهه انتقاماً منه على حرمانه الانكليز من تنظيم نهائيات مونديال عام 2018و الاتحادات العربية التي أعلنت من خلال الإتحاد العربي الوقوف وراء المرشح العربي وإتحادات أمريكا الشمالية التي ستصوت للسويسري.

غير أن المتتبعين يرون أن الرجلان يدركان جيدا أن الأصوات كلها سواسية خلال الانتخابات ولا فرق بين صوت وآخر بغض النظر عن انتمائه القاري والعبرة في الأخير بالنتيجة النهائية لذلك فإنهما يراهنانعلى كسب أصوات قارتيّ أفريقيا وآسيا اللتانتمتلكان أكثر من نصف عدد الأصوات الإجمالية المقدرة بـ208 و بالتالي فإن حصول أي مرشح على أصواتالقارتين يضمن له الفوز برئاسة اكبر هيئة كروية في العالم.

ولأجل ذلك فان بن همام و بلاتر سيركزان في حملتهما الانتخابيتين خلال ما تبقى من أيام على التواجد بشكل مكثف في القارة الصفراء و القارة السمراء لأن رؤساء اتحاداتها يحتاجون إلى إقناع من نوع خاص يعتمد بالأساس على الامتيازات المادية والعينية التيبإمكان أي مرشح تقديمها عاجلا و ليسآجلاً و مدى الالتزام بوعوده.

وتتجه الأصوات الأسيويةلتصب في خانة القطري بن همام أو على الأقل أغلبها لقدرته على التأثيرعلى رؤساء الاتحادات هناك بحكم انه رئيس الاتحاد القاري هناك منذ العام 2002 ومعرفته الجيدة بكل أسرار وخبايا القارة خاصة أن المرشح العربي ضمن أصوات الاتحادات العربية وأصوات اتحاد شرق آسيا الذي أعلن في وقت سابق عن دعمه له.

وتبقى الأصوات الأفريقية هي الفيصل الحقيقي بين المتسابقين و ليست هذه المرة الأولى التي تحسم فيها أفريقيا في انتخابات الفيفا فبلاتر نفسه فاز على السويدي لينارت جوهانس عام 1998 و على الكاميروني نفسه عيسى حياتو عام 2002 بفضل الأصوات الأفريقية الـ57 أي أكثر من ربع الأصوات.

ونظريا فان أفريقيا تتجه لتقف هذه المرة مع المرشح الجديد لرئاسة الفيفا فبن همام ضمن على الأقل الأصوات العربية خاصة الصوتين الجزائري والمصري اللذان لهما تأثير قوي على باقي الاتحاداتبفضل النفوذ الذي يمتلكهكل من محمد روراوة و هاني أبو ريدة عضوا تنفيذية الفيفا .

كما أن بن همام تربطه علاقة جيدة ومتميزة مع رئيس الاتحاد الإفريقي الكاميروني عيسى حياتو في وقت ساءت العلاقة بين الأخير و بلاتر على خلفيةالاتهامات التي طالتعضوي الفيفا السابقين المالي والعاجي وإتهامهما بتلقي رشوة .

غير أن بلاتر لم يقل كلمته بعد في أفريقيا ويطالبها برد الجميل بعدما منحها شرف تنظيم نهائيات كاس العالم لأول مرة في جنوب أفريقيا العام المنصرم وحافظ على مقاعدها الخمسةفي النهائيات المقبلة في البرازيل عام 2014 ويراهن بلاترعلى علاقته الطيبة مع اتحاد جنوب أفريقيا لإقناع الأفارقة بالتصويت له أو على الأقلالاتحادات الأنجلوسكسونية.