منذ أن أعلن القطري محمد بن همام عن قرار ترشحه لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي في نهاية شهر آذار المنصرم ضد الرئيس الحالي السويسري سيب جوزيف بلاتر فضل الكشف عنالأسلحة التي ستساعده على كسب معركته ضد بلاتر وإزاحته من على هرم أعلى هيئة كروية في العالم ليكون أول عربييتبوأ هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد عام 1904.

وكل سلاح يريد من ورائه بن همامإيصال رسالة غير مشفرةلمنافسه ولرؤساء الاتحادات الوطنية الذين سيختارون بينهماخلال الجمعية العمومية العادية ال61 التي ستقام في مدينة زوريخ بسويسرا في الفاتح يونيو المقبل .

السلاح الأول الذي يراهن عليه بن همام هو المال لكونه عصب الحياة في كرة القدم و في أي ميدانآخر وبإمكانه أن يزيح أي عراقيل قد تعترض سبيله فقد تعهد بن همام برفع قيمة المساعدات التي قدمها الفيفا للاتحادات الوطنية من ربع مليون دولار إلى نصف مليون و رسالة بن همام في هذا الشأن واضحة وضوح الشمس.

وتتضمن رسالة بن همام عنصرين الأوليتعلقبالمستهدفينمنهذه الزيادة المغريةبالنسبة لهم وغالبيتهم ينتمونمن الاتحاداتالأسيوية والإفريقية الفقيرة التي ستلعب دورا فاصلا في الانتخابات والتي يعلم الجميع أنها تمنح صوتها لمن يدفع لها أكثر بغض النظر عن فصله وأصله لأنها تعاني أزمة مالية خانقة خاصة أن القطريتعهدبزيادة هذه المساعدة مع مرور سنوات بقائه على عرش الفيفا.

أما العنصر الثاني فهو أن بن همام يريد أن يكشف حقيقة هامة مفادها أن الفيفا يحقق سنويا أرباحاطائلة لكن رئيسه بلاتر لا يوزع منها إلا الفتاتبينما لا احد يعرف أين تذهب البقية من الأموال ومن يأخذ النصيب الاكبر مما يؤكد ضمنيا الاتهامات الموجهة للفيفا بالفساد المالي و تورط بلاتير شخصيا في هذا الفساد و بالتالي فان بن همام و دون أن يعلن فهو يشكك في ذمة صديق الأمس.

أما السلاح الثاني فهو الدعوة إلى التغيير والتي استخدمها بن همام كثيرا في خطابه خلال حملته الانتخابية وهي الدعوة التي تتضمن عدة محاور لكن أهمها يتعلق بتعهده بإشراك الجميع في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم كرة القدم العالمية خاصة في ما يخص اختيار المنظمين للبطولات الدولية التي يشرف عليها الفيفا على غرار كاس العالم لمختلف الفئات السنية ورسالته أيضا مكشوفة مفادها أن بلاتر و على مدار 13 سنة جعل من الفيفا و كأنها مزرعته الخاصة يتصرف فيها كما يشاءمن خلال الانفراد باتخاذ القرارات الحاسمة و المصيرية دون استشارة أي طرف من الأطراف التي يفترض أن تشاركهفي إدارة شؤون الكرة العالمية بما فيهم أعضاء المكتب التنفيذي الذين يعتبرون بيادق في أيدي بلاتر باستثناء القلة منهم.

فبن همام يغري الاتحادات الوطنية بإعادة الاعتبار للكونغرس العام لكونه الوحيد الذي يمثل الجميع و توسيع الهيئة التنفيذية برفع أعضائها إلى 40 عضوا و المستهدفين من هذا التوسيع هم أيضا الأفارقة والأسيويين الذين يعتبرونأقليةفي تمثيلهم الحالي في المكتب التنفيذي رغم أن عددهم اكبر بكثير مقارنة بأوروبا و أمريكا.

أما السلاح الثالث فهو احترام المنافس الذي ليس سوى صديق و حليف الأمس و هو ما تجلى واضحاعندما قال بان حظوظه متساوية مع حظوظ الرئيس الحالي ورفضه استخدام أسلوب التجريح و إلقاء التهم الجاهزة وما أكثرها ورسالة بن همامهي انهيعرف جيدا بأنه كان عراب بلاتر في انتخابات العام 2002 التي اكتسح فيهاالأخير منافسه الكاميروني عيسى حياتو بأغلبية ساحقة و الكل يعلم الدور المهم الذي لعبه بن همام آنذاك كما أن رئيس الاتحاد الأسيوي متأكد بان منافسه لا يزال يتوفر على الكثير من الأوراق الرابحة و من مفاتيح اللعب التي قد تمكنه من تحقيق انتصار جديد و هو الذي سبق له أن تفوق على مرشح أوروبا السويدي لينارت جوها نسن عام 1998 خاصة أن بن همام فقد بعض الأسهم منذ انتخابات الكونغرس الأسيوي في ماليزيا 2009 و تأكد ذلك خلال انتخابات الدوحة في كانون الثاني 2011 عندما خسر رهانه على الكوري تشونغ في وقت أن بلاتر ورغم كل الهزات التي تعرض لها الفيفا بقي صامدا. فهل يزيحه التسونامي القادم من الشرق ؟