أطلق محمد بن همام الجمعة رصاصته الأولى لحملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم عندما طالب رسمياً منع المرشحين من استخدام أموال الفيفا وموارده لكسب التأييد الشخصي. وفيما قدم القطري رسمياً رسالته لترشيح نفسه لرئاسة الفيفا مع الموعد النهائي في 1 نيسان/أبريل، فإنه حثّ جيروم فالكه، الأمين العام لفيفا، على مراقبة عملية الانتخابات عن كثب.
مع التكاليف المترتبة على الحملة العالمية التي قد تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات، فإن رئيس الاتحاد الآسيوي يجد أنه من الصعوبة أن يبقى المدراء التنفيذيون والموظفون في الفيفا محايدين.
وهو متحمس لعدم استخدام موارد الاتحاد الدولي أو الوقت الذي سيستخدمه الموظفون لدعم حملة الرئيس الحالي سيب بلاتر.
وفي الأيام التي سبقت إعلان بن همام ترشيحه قبل أكثر من أسبوعين، سافر بلاتر إلى قلب معقل رئيس الاتحاد الآسيوي، حيث توجه إلى تيمور الشرقية وبورما ولاوس في مهمات رسمية لفيفا لتعزيز مشاريع التنمية في تلك المناطق.
ومن المرجح أن تكون إلى جانب تلك الزيارات المشروعة خطط لتعزيز حملته الانتخابية. ولكن إذا تم دفع مصاريف من قبل الفيفا لأي زيارات من دون واجب رسمي منذ الآن وحتى يوم الانتخابات في 1 حزيران/يونيو، ومع غرض واحد وهو الضغط من أجل التصويت، فإنه قد يشكل انتهاكاً للواجب الائتماني بموجب قانون الفيفا للأخلاق.
ومن غير المرجح أن يقدم بن همام شكوى إلى لجنة الأخلاق. ولكن بما أن الفيفا يخضع إلى القوانين السويسرية، فإنه من المفهوم أن يقدم بن همام شكواه إلى الشرطة السويسرية، إذا كانت لديه مخاوف محددة بشأن سلوك المرشحين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية.
وبما أن القطري قادر تماماً على تمويل حملته الانتخابية، فإنه يقال أيضاً إنه سيحصل على دعم تشونغ مونغ جون، نائب رئيس الفيفا، سليل عائلة هيونداي الثرية جداً، والذي سيتنحّى عن منصبه في مطلع حزيران، بعدما فشل في تأمين إعادة انتخابه في اللجنة التنفيذية.
وفي حين يمكن لمحمد بن همام القيام بحملته من دون الاعتبار للتكاليف تقريباً، فإن موارد بلاتر محدودة أكثر. ومن غير المعروفإن كانسيتمتع بأي دعم لوجستي من مصادر خارجية.
وفي الواقع، اعتمد بلاتر عند الفوز بولايته الأولى لرئاسة الفيفا قبل 13 عاماً على الرعاية المباشرة من بن همام، الذي تحدث كثيراً عن مساعدته لبلاتر لأنه quot;كان الأجدر في الميدان من الآخرين الذين كانوا يجلسون وراء مكاتبهمquot;.
وعندما سُئل بلاتر عن ميزانية حملته الانتخابية وكيفية دعمها وهل هناك الدعم المالي أو اللوجستي من طرف آخر، رد الفيفا بالقول: quot;يؤكد رئيس الفيفا ترشيحه، ولا يرغب في الإدلاء بالمزيد من المعلومات في هذا الوقت. وسننشر أي معلومات أخرى محتملة بعد اختتام اجراءات الترشيح التي اغلقت اليوم (1 نيسان)quot;.
وأسئلة محدودة أخرى حول ما هو خط سير بلاتر للرئاسة من الآن وحتى 1 حزيران، وأي من البلدان التي سيزورها لأغراض الدعاية الانتخابية، وعما إذا كان أي ممثل للاتحادات الوطنية الذي سيصل إلى مقر الفيفا في زيوريخ من دون أن تدفع له نفقاته الخاصة؟ وبالمثل لم تتم الإجابة عليها.
وأيّد كل من اليمن وسريلانكا وتايلاند ترشيح بن همام لانتخابات الرئاسة. ويأمل القطري في كسب تأييد ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عندما أجاب عن سؤال حول الموضوع: quot;أنا لن أكذب وأقول انني لست في صدد الحديث مع ميشيل بشأن احتمال التعاون في المستقبل. أنا لا أقول، وبكل صراحة، انني لن أفعل ذلك، ولكن دعونا ننتظر ونرىquot;.
وخطط رئيس الاتحاد الآسيوي للقاء الاتحاد الانكليزي لكرة القدم خلال الشهر الحالي، والأخير أنكر أنه حسم موقفه لدعم بن همام عندما قال إن هذه المسألة لم يتم مناقشتها رسمياً، بعدما ذكرت مصادر في مجلس إدارته أنها ستؤيد أي منافس لبلاتر. وهناك اجتماع مقرر للقطري مع جاك وارنر، رئيس الكونكاكاف المثير للجدل الذي يرأس كتلة مؤثرة من 37 صوتاً.
تكتم أروقة الفيفا
عندما كتب محمد بن همام رسالة إلى الأمين العام لفيفا جيروم فالكه، طالباً فيها أن يراقب عن كثب أنشطة الأفراد في الفيفا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، فمن المرجح أنه كان يدور في تفكيره معظم أعضاء quot;المكتب التنفيذي للرئيسquot;.
يبيّن مخطط هيكل الموظفين لفيفا أن هذا الجزء من النشاط يقع تحت السيطرة المباشرة لسيب بلاتر لكونه رئيساً للاتحاد. فلا توجد عليه رقابة من فالكه أو أي عضو آخر في اللجنة التنفيذية، بل هو تحت سيادة بلاتر الشخصية. ويقود زمام المبادرة لهذا المكتب كريستين ماريا بوتا، كريستين سالزمان سابقاً، التي كانت مساعدة شخصية لبلاتر. وفي النهاية، دور فالكه كأمين عام يجعله quot;الشرطي الواقعيquot; في سباق الرئاسة، ولديه 4 مساعدين مثله من دون أن يكون لهم أي وجود كبير في المخطط الانسيابي.
إذن، كم عدد الأشخاص الذين يوظفهم الفيفا في مكتب الرئيس مباشرة؟ وما هو عملهم وما هي تفاصيل وظائفهم بالتحديد؟ أجاب الفيفا بكل بساطة: quot;كمسألة مبدأ، الفيفا لا يكشف عن المعلومات الداخلية في ما يتعلق بموظفيهquot;.
لكن مصدراً واحداً مطلعاً على الهياكل الداخلية لفيفا قال إن المكتب ينظم زيارات الضيوف ووجبات الغداء وسفريات بلاتر المتعلقة بقضاياه الرسمية والشخصية على حد سواء. وهذا مجرد نوع من الشيء الذي يدعي بن همام مخاوفه بشأنها.
وبما أن هذا المصدر لا يعرف حجم الميزانية السنوية للمكتب، فإن السؤال توجه إلى الفيفا. وكان هناك سؤال آخر أيضاً حول ما هو الغرض من هذه الميزانية وماذا تخدم وفي أي حقل تظهر في التقرير السنوي لفيفا؟ أجاب الاتحاد الدولي: quot;ينشر الفيفا الأرقام طوعاً ووفقاً لمعايير المحاسبة الدولية. هذه العملية ليست إلزامية للجمعيات، ولكن تم عرضها من قبل الفيفا في 2003 لأسباب تتعلق بالشفافية، ويرجى الإحاطة علماً بأن الفيفا لا يقدم أي تفاصيل أخرىquot;.
بلاتر يتوجه إلى لندن
سيصل بلاتر إلى لندن يوم الاثنين، في أول زيارة له منذ أكثر من ستة أشهر تقريباً، وذلك عندما أعطى تقريراً متوهجاً عن استضافة انكلترا لنهائيات كأس العالم 2018 (ويفترض بعد ذلك أنه صوّت لمصلحة روسيا). وسيتناول طعام الغداء في استاد ويمبلي (مقر الاتحاد الانكليزي لكرة القدم) مع رئيس الاتحاد ديفيد بيرنشتاين والرئيس التنفيذي اليكس هون.
وسيقوم الفيفا بدفع نفقات هذه السفرية لكون زيارة بلاتر هذه تندرج تحت قيامه بواجبات رسمية تتعلق بالاتحاد الدولي. وبعد ذلك سيحضر اجتماع الجمعية العامة للاتحادات الوطنية الأولمبية الصيفية، وسيحشر نفسه في مأدبة الغداء التي سيقيمها الاتحاد الانكليزي لكرة القدم لهذه المناسبة، ومما لا شك فيه ستكون هناك بعض الضغوط المشروعة لانتخابه وسط اجتماعات رسمية مع اللجنة الأولمبية الدولية.
التعليقات