مع بدء العد التنازلي لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي المزمع إقامتها على هامش الجمعية العمومية التي ستقام في مدينة زوريخ السويسرية في الفتاح يونيو يزداد الترقب لمعرفة حظوظ المرشحين الرئيس الحالي المنتهية ولايته السويسري جوزيف سيب بلاتر والقطريرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام.

ويزداد معه الشغف بمعرفة سعيد الحظ قبل إجراء الانتخابات من خلال معرفةمؤيدي هذا المرشح أو ذاك و يعتبر محمد روراوةرئيس الاتحاد الجزائري وعضو تنفيذية الفيفا والكاف واحد من أبرز مؤيدي القطري بن همام لخلافة بلاتر على رأس أكبر هيئة كروية في العالم وهو الخبر الذي أكده بن همام شخصياً مؤخراًحيث أثنى علىروراوة كمؤيد قوي لهفي حملته الإنتخابية و تأييد روراوة لبن همام ليس غريبا و لكن تفرضه جملة من الأسباب الموضوعية.

أولاها القرار الذي اتخذه الإتحاد العربي لكرة القدم مؤخراً والقاضيبتأييد مطلق للمرشح القطريمن منطلق قومي عربيلأن بن همام في الأول و في الأخير هومرشح و ممثل للعرب جميعا و بالتالي فعلى جميع الإتحادات العربية ومنها الاتحاد الجزائري الإلتزام بهذا القرارتماما مثلما تقوم به إتحادات قارية أو إقليمية أخرى لدعم هذا المرشح أو ذاك كما فعل الإتحاد الأوروبي باستثناء انكلترا الذي فضل تأييد بلاترومن مصلحة العرب أن ينجح بن همام في مسعاه خاصة أن روراوة هو النائب الأول لرئيس الإتحاد العربيوعضو تنفيذيته و رئيس لجنة مسابقاته بالتالي فمن غير المعقول أن يخرج عن قراراته.

أما ثاني الأسباب فهو العلاقة الجيدة والمتميزة التي تربط الجزائر بقطر في السنوات الاخيرة و على جميع الاصعدة بما فيها الصعيد الرياضي طبعا و هو ما تجلى فيكثير من المظاهربداية بتأييد الجزائر لى غرار جميع البلدان العربيةلتنظيم قطر لمونديال 2022 و أيضا إبرام الفافإتفاقية مع المستشفى القطرييتكفل بموجبها الأخير بمعالجة اللاعبين الدوليين الجزائريين فضلاً عن الزيارات المتكررة للمدربين و اللاعبين و المسئولين الجزائريين للعاصمة الدوحة .

و تجلى أيضاً في قبول روراوة نفسه الوساطة القطرية من قبل بن همام نفسه في الخلاف الجزائري المصري في أغسطس المنصرم و لقاء الصلح الذي تم بين روراوة و نظيره المصري سمير زاهر في الدوحة و لو لم يكن لبن همام تأثير ايجابي على روراوة ما قبل الأخير بتلك المصالحة.

السبب الآخريتمثل في العلاقة الشخصية الجيدة التي تربط روراوة ببن همام الذي ساندهللوصول إلى المكتب التنفيذي للفيفا في الانتخابات التي جرت في السودان شهر شباط الأخير وبالتالي فمن واجب روراوة رد الجميل من أجل استمرار تلك العلاقة في الاتجاه الصحيح الذي يعود بالفائدة على الرجلين خاصة أن طموحات روراوة لم تصل سقفها بعها والرجل يسعى لخلافةالكاميروني عيسى حياتو المريضفي رئاسة الاتحاد الإفريقيو بالتاليفتصويت روراوة لبن همام يدخل في إطار الترتيبات الانتخابية المتعارف عليها بين المرشحين و المصوتين.

السبب الآخير وهوالعلاقة الفاترة التي تربط الإتحاد الدولي بالاتحاد الجزائري منذ تولي بلاتر رئاسته خلفا للبرازيلي جواو هافلانج فرغم أن الاتحاد الجزائري لعب دوراً محورياًوهاماً في إقناع الاتحادات الإفريقية بمنح أصواتها لبلاتر في انتخابات يونيو عام 1998 إلا أن الأمور تغيرت بعدها حيث صوت الاتحاد الجزائري وكان على رأسه روراوة لصالحعيسى حياتو في الانتخابات الموالية التي جرت في اليابان عام 2002 ضد بلاتر و ساءت أكثربعد تهديد الفيفا بتجميد عضوية الجزائر أواخر عام 2005 على خلفية تدخل الوزارة الوصية فيشؤون الاتحاد و من هنا يمكن القول أن حتى التوجه السياسي للجزائر يصبفي مصلحة المرشح العربي في ظل العلاقات السياسية الجيدة التي تربط الحكومتين .