هاجم كارل هاينز رومينيغه، رئيس رابطة الأندية الأوروبية، الفساد المستشري في أروقة الفيفا مطالباً بحدوث ثورة على مستوى الأندية ومعلناً لصحيفة quot;ذي غارديانquot; البريطانية أنه لا يمكن quot;أن نقبل بعد الآن حتمية تبعيتنا لأشخاص لا يتسمون بالجدية، لذا فقد حانت لحظة التدخل، وحان وقت الديموقراطية والشفافية والتوازن الصحيح في أسرة كرة القدمquot;.

وفي الوقت الذي دعا أسطورة بايرن ميونيخ أنه سيمنح الفيفا فرصة ترتيب بيته، بعدما هدد بإستعداده للقيام بـquot;ثورةquot; التي اعتبرها الطريق الوحيد للوصول إلى حل، قال عضواً في الرابطة المذكورة للصحيفة ذاتها يوم الخميس: quot;أن حقيقة هذا الصخب والصراخ عن الوضع الحالي هي علامة واضحة على أننا قريبون جداً من نقطة الانهيار. لدينا مذكرة تفاهم مع يويفا التي تنتهي مدتها في 2014، وبعد ذلك التاريخ فإننا لم نعد نضطر إلى احترام قوانين الفيفا ولوائح يويفا، وسنكون غير ملزمين بالمشاركة في منافساتهماquot;.

وعلى رغم أن لدى الرابطة قاعدة عريضة التي تمثل في 197 نادياً أوروبياً، إلا أن لدى 9 منها على وجه الخصوص مصالح في دفع هذه الأجندة إلى حيز التنفيذ. ولكن عندما اتصلت quot;ذي غارديانquot; بالأندية الانكليزية الأربع الكبرى لمعرفة وجهة نظرها بشأن هذه المسألة فإنها امتنعت عن التعليق، فيما قال مديراً تنفيذياً لأحدها: quot;مالياً، هناك الكثير من الإمكانات المحتملة التي لم تتحقق في عالم كرة القدم بعدquot;.

وللكرة الانكليزية تجربة على مدى السنوات العشرين الماضية منذ أن انشقت مجموعة من أندية الصدارة وانسحبت من دوري كرة القدم لتشكل الدوري الممتاز (وإن كان ذلك تحت رعاية اتحاد كرة القدم)، وحققت أرباحاً بشكل استثنائي في اللعبة المحلية وأصبحت صقوراً داخل رابطة الأندية الأوروبية لدفعها بتطبيق نسخة طبق الأصل على المستوى الأوروبي.

ومع تفاصيل الخلاف المستمر بين الأندية من جهة وبين الفيفا ويويفا من جهة أخرى، فهناك الدافع المالي المهيمن. فقد رأت الأندية أنها تخسر الكثير من الأموال كل عام والمستفيد الوحيد هم اللاعبين والفيفا، فلذلك بدأت تفكر الآن بأنه سوف لن تسمح بتكرار ذلك بعد 2014.
وهنا 6 أسئلة أساسية حول لماذا ومدى إمكانية الأندية النخبة بإخراج مسرحية الثورة الأوروبية.

من هي الأندية المشتركة؟

هي أكبر علامة تجارية في عالم كرة القدم التي تقود هذا البرنامج. وفي ما بينهم فقد فاز بايرن ميونيخ وريال مدريد وانترناسيونال وميلان ومانشستر يونايتد وليفربول وبرشلونة بما مجموعه 36 بطولة لكأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، أي ما يقرب من ثلثي مجموع البطولتين.

يضاف إلى ذلك ارسنال وتشلسي، اللذين، على رغم عدم فوزهما بلقب أوروبي، إلا أنهما يتباهيان بأن لديهما أنصاراً في كل انحاء العالم الذي من شأنهم أن يساعدوا في دفع عائدات المنافسة.

وهناك أيضاً دعوات إلى أسماء كبيرة أخرى من مختلف أنحاء أوروبا مثل يوفنتوس وروما واياكس وبورتو ومرسيليا، وعددا آخر وربما مانشستر سيتي أيضاً.

لماذا يريدون الطلاق؟

الجواب المختصر والمفيد هو: المال، الذي هو ضخم جداً.

لقد ظهرت سلالة جديد من أصحاب الأندية التي لا ترى أن ملكيتها للأصول الرياضية هي للنشاطات الخيرية.

فالأشخاص مثل سيلفيو برلوسكوني استخدم ملكيته للنادي لرفع أجندة سياسية شعبية، أو رومان ابراموفيتش الذي يحاول رفع مكانته في غنائم الممتلكات في ما وراء البحار. وكلاهما خسر أموالاً ضخمة لدعم أنديتهما. ولكن أصحاب الأعمال الأميركيين الذين بدأوا يدخلون سوق كرة القدم مع سيطرة عائلة غليزر على مانشستر يونايتد في 2005 يستخدمون الامتيازات الرياضية الخاصة بهم لتوليد النقد، لأنهم يعتبرون أنه من الجنون نزف الأموال في الجزء العلوي من الرياضة الأكثر شعبية في العالم.

كيف سيكون الانفصال واقعاً؟

قانوناً، يحق لهم الانفصال عن الهياكل القائمة لكرة القدم في 2014، عندما تنتهي مدة الاتفاق الحالي بين الأندية ويويفا، حيث أن دوري أبطال أوروبا هو الذي يدير لعبة الأندية الأكثر ربحاً.

عيون الجماهير تتابع ليونيل ميسي وواين روني وفرناندو توريس أينما ذهبوا. ومع اهتمام المشجعين يأتي دولار الرعاة وحقوق البث التلفزيوني، كما وجد الفيفا الانفجار في ايراداته على مدى العقد ونصف العقد الماضي.

ففي عام 1997 كانت عائداته السنوية بأكملها 22.5 مليون دولار، وبحلول 2009 في المرحلة نفسها من دورة نهائيات كأس العالم، لأنه كان أيضاً قبل عام من إقامة البطولة، فقد ولّد الفيفا بليون دولار. ومع هذا المبلغ من المال المخصص بينها، فإنه يمكن للأندية أن تجعل كل شيء يحدث.

كيف ستحدث عملية الانفصال؟

من المرجح أن يكون تعظيم العائدات وتوفير دخلاً آمناً لتلك الأندية المشتركة والتأهل للبطولات مقيداً. على رغم أن دوري مغلق ربما لا يمكن أن يلعب دوراً جيداً مع الجماهير الأوروبية التي تعشق أسلوب الترقية والهبوط. وقد يكون اللعب بنظام خروج المغلوب للحصول على مكان واحد نوعاً من quot;الرشوةquot; التي تهدف إليه الأندية حتى تفلت من العقاب.

وعلى غرار دوري أبطال أوروبا، فإنه من المحتمل أن تقام المنافسات في منتصف الأسبوع.

في حين يقوم ريال مدريد وبرشلونة بالفعل بمشاركة فريق ثانٍ لهما في دوري درجات أدنى. لذا فإن الأندية الكبرى الأخرى ستأمل بتوظيف فريق ثاني بسبب التزاماتها في الدوري المحلي.

وفي الوقت الذي لا يرغب المسؤولون على المنافسات المحلية بانفصال الأندية النخبة، ولكنه من غير المرجح أن يقولون لهم إنهم لا يستطيعون المشاركة في المسابقات التقليدية، بما أن دخلهم مقيد بتلك المدافع الضخمة.

ماذا عن المباريات الدولية وكأس العالم؟

يمكن القول إن أكبر quot;وجع رأسquot; للأندية هو تقويم جدول المباريات الدولية. فقد غضب أرباب عمل الأندية بسبب إقامة المباريات الدولية الودية مطلع آب/اغسطس، نظراً إلى أنه ينبغي عليهم التخلي عن لاعبيهم بالضبط في الوقت الذي يريدون تنظيم مباريات دورية خاصة بهم: الجولات المربحة خارج البلاد قبل انطلاق الموسم.

إذا شارك 20 نادياً في بطولة محددة وراسخة، فضلاً عن استحداث مسابقة خروج المغلوب في نهاية الموسم على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة، فإنه سوف لن يكون هناك مجالاً لكبار اللاعبين للمشاركة في البطولات الدولية مرة كل سنتين. وهذه، بكل وضوح، ستكون المنطقة الأكثر حساسة لخطط أندية النخبة. ولكن قد يخف تأثيرها من خلال جمع الأندية للاعبيها في بطولة منفصلة ترتدي القميص الدولي، ولكن من دون تدخل الفيفا.

لماذا اختلف المشهد هذه المرة؟

خسرت الأندية بالفعل هذا المسار من قبل عندما كان فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، مستعداً لقيادة حركة G14. وأشارت الوثيقة الاستراتيجية التي وضعت في 2007 من قبل ثوماس كورث، المدير العام للرابطة في ذلك الوقت، إلى quot;انفصال مجموعة من أعلى مستويات المهنة عن كل المستويات الدنيا المتبقية، إذا اتفقت عليها الأنديةquot;.

وتلاشت خطورة التهديد بعدما تعهد يويفا بتوزيع حصة أكبر للأندية من دخل دوري أبطال أوروبا. ولكنه عبر عن أسفه بأنه لم يتحدث مع الفيفا في ذلك الوقت.

وفي لحظة ضعف المنظمة الدولية شعرت الأندية أن الفرصة قد حانت من جديد. ومع وصول مالكين من الولايات المتحدة وتوجيهات يويفا لقواعد اللعب المالي النظيف وإنعدام الربحية في الأندية، فقد خلقت كل هذه الأشياء مجتمعة كتلة حاسمة وحرجة.