يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم صراعاً جديداً مع الأندية الأوروبية الرائدة بسبب خططه لإضافة 5 تواريخ لمباريات دولية ودية في تقويم عالم كرة القدم المزدحم بالفعل.

علم أن الفيفا أجرى مناقشات داخل أروقته بشأن ادراج 5 مباريات دولية ودية إضافية في المواسم التي لا تقام فيها نهائيات كأس العالم والبطولات الأوروبية. وهذا يعني أن العدد الإجمالي للمباريات الدولية سيرتفع من 12 إلى 17 مباراة.

ومن دون احتساب احتمال إعادة مباراة نهائي كأس الاتحاد الانكليزي، فهذا التغيير يعني أن أي لاعب انكليزي، الذي يشارك في كل مباريات منتخب بلاده وناديه الذي يتأهل إلى نهائي البطولات المحلية ودوري أبطال أوروبا، سيلعب 86 مباراة في موسم واحد.

وفي الوقت الذي لم تضم مناقشات الفيفا الأندية التي ستتأثر مواعيد مبارياتها بسبب هذا التغيير والتي تستعد الآن لصد ما تعتبره quot;سخيفاً واستيلاء الفيفا للأرضquot;، أكد السير ديف ريتشاردز، رئيس رابطة دوري كرة القدم الأوروبي للمحترفين التي تضم ما مجموعه 30 دوري محلي في كل أنحاء أوروبا، أن الرابطة وضعت خطة الفيفا في صدارة جدول أعمالها عندما تعقد جمعيتها العمومية اجتماعها في 8 تموز/يوليو المقبل. فيما قال رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة ايمانويل ماسيدو دي ميديروس: quot;بعد انتهاء انشغال الفيفا مع القضايا الداخلية الخاصة به، وخصوصاً الانتخابات الرئاسية، نعتقد بأنه آن الأوان ليمضي قدماً في اجراء محادثات مع اتحادات الدوري الوطنية التي ستواجه عواقب وخيمة من القرار الذي سيتخذه، فالاتحادات الوطنية هي خبز وزبدة كرة القدم، وأعضاؤنا يمثلون ألف نادٍquot;.

وتعتقد الأندية الأوروبية الكبرى، التي تشكل رابطة الأندية الأوروبية، والتي ولّدت بعد حل quot;مجموعة الـ14quot;، الأندية الرائدة التي كانت تضغط لإقامة دوري خاص بها، بأن هناك مباريات كثيرة بالفعل في جدول مواعيد المباريات الدولية. وقررت أيضاً محاربة أي اقتراحات بهذا الشأن. في الوقت الذي دعت شخصية بارزة في الرابطة، سبق لناديه أن فاز بدوري أبطال أوروبا، خطة الفيفا بأنها quot;غبية وسخيفةquot;، وتساءل مستغرباً ما إذا كانت المنتخبات الوطنية تحتاج لأكثر من 12 مباراة في عام واحد.

وهناك افتراض من أن أكبر المستفيدين من هذه الخطة ستكون اتحادات الدول الأوروبية الصغيرة، حيث من المتوقع أن تجذب المزيد من الدخل من حقوق البث التلفزيوني وصفقة رعاية الحقوق التي اتفقت عليها في العام الماضي.

واشتكت رابطة الأندية الأوروبية أيضاً من أن الخطة كانت مدفوعة من خلال الهياكل السياسية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من دون التشاور مع الأندية. فيما نفى الفيفا أنه كانت هناك خطط راسخة لبحث زيادة 40 في المئة في عدد المباريات الدولية، ولكنه أكد أن المحادثات تمت بهذا الخصوص، حيث سبق أن ناقش في البداية ستة من المديرين التنفيذيين مع الأمين العام لفيفا هذه المسألة.

ومن المرجح أن يعقد اجتماعاً آخر في الخريف المقبل لإجراء مناقشات أولية لوضع جدول المباريات الدولية بعد عام 2014. وأي قرار سيتخذه اجتماع لجنة الاقتراحات سيضعه أمام اللجنة التنفيذية لفيفا للمزيد من المناقشة ثم التصديق عليه في نهاية المطاف. علماً أنه لم يشارك أي ممثل للأندية أو الاتحادات الوطنية في اجتماع لجنتي الاقتراحات والتصديق. ولكن، كما يدعي المتحدث باسم الفيفا، سيتم النظر في وجهات نظر الأندية في عملية صنع القرار، وكذلك في تثبيت الجداول المختلفة لمواعيد المباريات للأندية والاتحادات المحلية في أجزاء مختلفة من العالم.

وكثيراً ما أُتهم الفيفا أنه لا يأخذ في الاعتبار الأندية التي تستخدم لاعبين دوليين. ففي مؤتمر الجمعية الوطنية لفيفا الذي انعقد في زيوريخ في 1 حزيران/يونيو، قدم ماركوس كاتنير، نائب الأمين العام، عرضاً موضحاً عن أن نهائيات كأس العالم الأخيرة ولدّت 3.7 بليون دولار لفيفا، وتم دفع 40 مليون دولار من هذا المبلغ للأندية كتعويض لاستخدام لاعبيها خلال البطولة التي استمرت شهراً كاملاً، أي أن كل نادٍ تسلم 100 ألف دولار في المتوسط.

وستواجه الأندية والاتحادات الوطنية منظمة سيب بلاتر للسعي في الحصول على مناصب هادفة ومؤثرة داخل الهياكل الإدارية لفيفا، التي تريد المشاركة في المناقشات بطريقة بناءة وشاملة، فيما لخص مصدر من داخل رابطة الأندية الأوروبية مزاج الأندية بقوله: quot;لقد ضاقت ذرعاً وسئمتquot;!