لم تتسبب حالة الجمود الطارئة التي اصابت كرة القدم اليمنية ومسابقاتها الموسمية الحالية في عدم استمرار ابرز النقاد والصحافيين الرياضيين في اشهر الاصدارات المتخصصة بمواصلة معاركهم الورقية والمتزامنة مع توهج الثورة الشبابية السلمية.

وعلى مدى شهر كامل افردت أسبوعية quot;الرياضةquot; الأوسع انتشاراً باليمن, حيزاً كبيراً في 4 من أعدادها الأخيرة لموضوع الفساد الخفي في الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي انكشف اخيراً قبيل تزكية السويسري جوزيف بلاتر لولاية رابعة بعد انسحاب القطري محمد بن همام عن المنافسة في الانتخابات الأخيرة على منصب رئيس الفيفا.

وفي هذا الشأن , لفت قاسم عامر مدير تحرير صحيفة quot;الرياضةquot; الى ما قال انه انفراداً للمطبوعة اليمنية التي يعمل ضمن هيئة تحريرها , بتوقعها لخطوة انسحاب بن همام عن المنافسة على زعامة الفيفا , مضيفاً ان ما كان غير متوقع هو ان يتم ايقاف المرشح القطري عن كافة مهامة باتحاد الكرة الآسيوي وتعيين رئيس مؤقت بدلاً عنه .

وتابع عامر في تقريره التحليلي الموسع : بل ووصل الامر الى اذلال سمعة وكرامة بن همام بمنعه من حضور المؤتمر الانتخابي .. , مشيراً الى انه برغم ما وصفه بتباكي بن همام الا انه نجح ومعه بلاتر في تحقيق استضافة قطر مقابل التنازل عن المنافسة .. فكرامته وسمعته لاتساوي شيئاً مقابل دفن ملف فساد الاستضافة القطرية !!

وفي حين اورد الناقد اليمني المخضرم عوض بامدهف بسطور عموده المنشور في أخر أعداد quot;الرياضةquot; حيث جاء متضمناً ما جاء في حوار مع صديقه الرياضي : ياعزيزي .. ان تلك الصورة الزاهية والايجابية التي ظهر بها كيان الفيفا استطاعت الحفاظ على احترام وتقدير اهل البيت الكروي الفسيح للفيفا , لكن دوام الحال من المحال .

وواصل : منذ ان ابتلى الله المستديرة الدولية وكيانها الكبير الفيفا في غفلة من الزمن بذلك المهرج السويسري المدعو بلاتر انقلب الحال والوضع رأساً على عقب فقد تحول هذا الكيان المحترم القوي الى بؤرة من الفساد المخزي لتفوح منه الروائح النتنة للفضائح وتغليب المصالح الذاتية الضيقة , وهكذا تحول الفيفا الى سوق للنخاسة .

خلص مدير التحرير قاسم عامر الى ما يلي : هاهو بلاتر الرئيس بالتزكية للمرة الرابعة ليصل اجمالي الفترات الى 16 عاماً بما فيها القادمة التي سيكذب خلالها مطالباً باصلاح الفيفا من الداخل , متسائلاً : أين كان هو طوال فترات الرئاسة الثلاث الماضية حتى يقوم بهذا الاصلاح المزعوم , واصفاً السويسري باحد صناع الفساد .

بينما اكتفى الناقد الرياضي احمد الظامري بتخصيص فقرة للتعليق في عموده الأسبوعي على توابع انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي الفيفا بذات الصحيفة الرياضية : انسحاب القطري بن همام من منافسة السويسري جوزيف بلاتر مقابل عدم فتح ملف قطر لمونديال كأس العالم لكرة القدم في عام 2022م , وكأننا شاهدنا فيلم quot; اللعب مع الكبار quot; .

غير ان قذائف مدير التحرير لأسبوعية الرياضة لم تتوقف في التساقط على الرئيس العجوز لامبراطورية الفيفا متهماً اياه برئاسة الفساد الذي اكد انه لن ينتهي عند ملفات استضافة روسيا وقطر لمونديال 2018 و 2022م , بل قد يفتح ملفات فساد جديدة وليس فقط في إسناد الاستضافة وستصل لكافة مجالات العمل بالاتحاد الدولي .

ولن يقتصر الامر على فساد الفيفا والاتحادات القارية بل سيصل , بحسب ما يعتقده الناقد اليمني قاسم عامر , الى بعض الاتحادات الأهلية والتي تشكل علاقاتها مع الفيفا ورؤساء الاتحادات القارية مصالح شخصية تختفي وتستتر برياضة كرة القدم , قبل ان يورد تساؤل عن مقدرة القوى الاوروبية في كشف جوانب الفساد وتصحيح المسار.

وكان أعلن عن الاعتزام رسمياً لمنح الصوت اليمني في انتخابات رئاسة الفيفا مطلع الشهر الجاري لمصلحة القطري محمد بن همام الذي تربطه علاقة قوية مع رئيس اتحاد الكرة المحلي الشيخ احمد العيسي قبل ان يرفع الحرج عن الاخير بالقرار المفاجئ لانسحاب المرشح القطري على خلفية التوتر السياسي الحاصل في علاقات اليمن وقطر.