إعترفت إتحادات كرويّة في أميركا الشمالية والوسطى بتلقي مبالغ مالية أثناء إجتماع القطري محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي بأعضاء إتحاد الكونكاكاف في مايو/أيار الماضي، ليصبح موقف بن همام صعباً في ظل التطورات الأخيرة، رغم نفيه بشكل قاطع الإتهامات الموجهة إليه، مؤكداً في الوقت نفسه تكفله بمصاريف الإجتماع والإقامة فقط.


طرأت تطورات متلاحقة في قضية إيقاف القطري محمد بن همام والتريندادي جاك وارنر بعد إعتراف إتحادات تابعة للكونكاكاف بتلقي مبالغ مالية من القطري على هامش الإجتماع الذي عقده معهم خلال الشهر الماضي في سباق الإنتخابات الرئاسية للإتحاد الدولي لكرة القدم.

ووفقاً لوكالة الأنباء الإسبانية، أقرّ إتحاد بورتوريكو لكرة القدم بالحصول على أموال نقداً أثناء الإجتماع الشهير، عارضاً في الوقت نفسه إعادة الأموال، فيما أكد الإتحاد الكروي لجزر الباهاما تلقيه عروضاً مالية، لكنه لم يقبلها.

في السياق نفسه، نفى الإتحاد الجامايكي أن يكون قد تلقى أية مبالغ مالية من القطري بن همام في الإجتماع المشار إليه، والذي أدى لاحقاً إلى إيقاف بن همام والتريندادي جاك وارنر، إضافة إلى عضوين آخرين بأمر من لجنة الأخلاق التابعة للفيفا.

وكان السكرتير العام لإتحاد الكونكاكاف الأميركي تشاك بلايزر قدم بلاغاً، ذكر فيه دفع مبالغ مالية من بن همام لمن حضر الإجتماع الذي عقده القطري بأعضاء اتحادات أميركا الشمالية والوسطى.

ونفى بن همام بشكل قاطع دفع رشى مالية في الإجتماع، مؤكداً تكفله فقط بمصاريف الإجتماع والإقامة فقط.

على ضوء إيقافه من قبل لجنة الأخلاق، قرر القطري الإنسحاب من سباق الإنتخابات الرئاسية للفيفا فاسحاً المجال لإعادة إنتخاب السويسري جوزيف بلاتر بولاية رابعة على رأس الفيفا.

وفاز بلاتر بغالبية ساحقة في إنتخابات الفيفا، التي جرت في الأول من الشهر الجاري، حيث حصل على 186 صوتاً من أصل 203.

ولا تزال توابع إيقاف التريندادي جاك وانر عن ممارسة عمله الرياضي مستمرة، حيثقررت غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم إيقاف ليزل اوستن الرئيس المؤقت للاتحاد بسبب quot;انتهاكات محتملةquot; للوائح.

يتولى الهندوراسي ألفريدو هاويت رئاسة إتحاد الكونكاكاف بشكل مؤقت، بعد إيقاف ليزل أوستن، الذي خلف جاك وانر الموقوف من قبل لجنة الأخلاق في الفيفا في قضية الرشى الشهيرة.

في سياق مشابه، قالت صحيفة quot;الدايلي تلغرافquot; البريطانية إن لويس فريح، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، إف بي آي، يجري تحقيقاً مستقلاً بعدما كُِّلف بذلك في الأسبوع الماضي، ويباشر الآن مهام عمله تحت إشراف لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد ظهور شهود جدد، تحدثوا في إفادات عن أنه بمقدورهم دعم هذه الاتهامات التي تتعلق ببن همام وجاك وارنر.

وأفادت الصحيفة بأنه ومنذ أن بدأ فريح التحقيقات في الأسبوع الماضي، بادر بالاتصال به عدد من الاتحادات الوطنية، التي كانت حاضرة في هذا الاجتماع في ترينيداد، حيث عُرِض هناك، كما قيل، مبلغ قدره مليون دولار (600 ألف إسترليني) في صورة رشى.

وعلمت الصحيفة أيضاً أن فريح، قد بدأ في مقابلة الشهود الذين حضروا اجتماع الاتحاد الكاريبي لكرة القدم، بما في ذلك هؤلاء الأشخاص الذين أدلوا بتصريحات، وأقسموا اليمين على شهادات في التحقيق الأصلي، الذي أمر به عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا الأميركي، تشاك بليزر.

وقد أقدم الشهود الجدد على تلك الخطوة، بعدما حذر بليزر أعضاء الاتحاد الكاريبي لكرة القدم في مطلع هذا الأسبوع بأن يعيدوا أي أموال، ربما عُرِضت عليهم، وإلا فسيحقق معهم.

ويمر الفيفا حالياً بمرحلة من أصعب مراحله على الإطلاق، بعد قضايا الفساد التي كشفتها صحيفة quot;صنداي تايمزquot; الإنكليزية، والتي أشارت إلى حالات رشوة صاحبت التصويت على إستضافة مونديالي 2018 و2022، إضافة إلى تصريحات رئيس الإتحاد الإنكليزي السابق اللورد تريسمان في البرلمان البريطاني، وتتعلق أيضاً بقضايا فساد ورشوة في أكبر منظمة رياضية على مستوى العالم.