أثار موضوعاً واحداً ظهر في صحيفة quot;دايلي ميلquot; البريطانية قبل أقل من أسبوعين رد فعل فريد، إذ نشرت فيه رغبة محاولة مانشستر يونايتد انتزاع سمير نصري من قبضة مانشستر سيتي. وجاء هذا التعسف من كلا المعسكرين خلال القنوات الطبيعية لوسائل الإعلام الاجتماعية الحديثة في هذا العام. وكانت المرة الوحيدة التي بدا أنصار الناديين متحدين.

انتشرت شرارة رد الفعل، ويمكن افتراض أيضاً سوء المعاملة، فقط لسبب بسيط هو خوف المشجعين من أن تجري الصفقة خارج المناورات المعتادة من قبل أشرس خصومهم للكراهية المتبادلة لخسارتهم أي شيء، ناهيك عن مباراة تنافسية في كرة القدم.

وفي الوقت التي ألهبت الملصقات الاستفزازية ونبذ السير اليكس فيرغسون بالقول إن مانشستر سيتي سوف لن يكون مصدر ازعاج إلا قليلاً، فإنه يمكن أن تكون المنافسة بين القوة العظمى في كرة القدم أكثر كثافة من أي شيء ظهر في الدوري الممتاز حتى الآن.

ولفترة طويلة من عهد فيرغسون لم يكن الستيزن حتى على رادار الشياطين الحمر. وفي مرحلة واحدة وخلال الموسم 1998/1999 عندما فاز الثاني بالثلاثية كان الأول يلعب في دوري أقل بدرجتين.

ومع ذلك أصبح مانشستر سيتي الآن المنافس الأكثر تقليداً لمانشستر يونايتد. وسوف لن يكون التركيز كثيراً على زيارة تشلسي لأولد ترافورد في 18 الجاري أو الرحلة الشياطين الحمر إلى ليفربول في 15 تشرين الأول/اكتوبر المقبل، بل على دربي مانشستر الذي يأتي بعد ثمانية أيام في أولد ترافورد.

تلك المباراة التي ستقدم تقييماً أكثر دقة عن كيفية المقارنة بين أداء الفريقين وبين ما تم القيام به في مباراة الدرع الخيرية.

وقد يظهر تشلسي كمنافس ثالث في المعركة من أجل الفوز بلقب الدوري الممتاز، ولكن دلائل المباريات القليلة الأولى من الموسم الحالي تشير إلى أنها ستكون مباشرة بين الجارين في مانشستر، لأن هناك شيئاً بدأ بالفعل يلفت انتباه مانشستر سيتي.

وهناك شعوراً من القلق بين الجماهير في مانشستر، فضلاً عن الإثارة، لأن السيتزن أخذ المعركة إلى عتبة أولد ترافورد. ويتساءل المعسكران منذ الآن عما إذا كان لديهما ما يكفي ليقودا التحدي، إذا قاما بقياس مستوى لاعب للاعب على أرض الملعب، وما إذا كان سحق ارسنال 8-2 في أولد ترافورد يصل إلى أداء أفضل أو أسوأ من فوز مانشستر سيتي 5-1 على توتنهام في وايت هارت لين.

وتجرأ روبرتو مانشيني بالإيحاء أن الفريق الوحيد الذي يلعب كرة القدم مثل السيتزن هو برشلونة، إلا أن صوته بدا كأنه التمني، حتى لو كان قوله مجرد مزحة على الأرجح. ولكن بيب غوارديولا وصف مانشستر سيتي بأنه فريق quot;رهيبquot; الذي سيتحدى في دوري أبطال أوروبا وكذلك الدوري الممتاز هذا الموسم. ويبدو أن تشكيلة مانشستر سيتي من الصعب أن تخطأ مدعومة بمجموعة قوية كما في أي مكان آخر من أوروبا.

والناديان رائعين في التقدم إلى الأمام، وهما منظمين بتطبيق أسلوب 4-4-2 التقليدي. فقد فكك الشياطين الحمر دفاع ارسنال مع مجموعة مذهلة من العروض والسرعة والمهارة. وكان آشلي يونغ وناني ممتازين على الجناحين، فيما تطورت الشراكة القاتلة بين واين روني وداني ويلبيك في الهجوم.

وفي روني وجد مانشستر يونايتد أن أروع لاعبه عاد إلى أفضل حالاته، الذي وضع أداءه البائس في نهائيات كأس العالم 2010 والكلام التافه برحيله من النادي وراءه، حيث كان مستبداً وقوة مدمرة عند تسجيله quot;الهاتريكquot; في مرمى ارسنال.

وعلى الجانب الآخر، في quot;استاد الإماراتquot; فلدى مانشستر سيتي أسلحة الدمار الخاصة به، خصوصاً بوصول سيرجيو أغويرو، الذي يبدو أنه تصرف كحافز للمزيد من التوسع وأبدى طموحاً جيداً، فيما تحمل إدين دزيكو بداية حياة صعبة في الدوري الممتاز عندما انتقل من فولفسبورغ بمبلغ 27 مليون جنيه استرليني في كانون الثاني/يناير الماضي. ويبدو البوسني الدولي الآن في مركز قلب الهجوم كأي نجم في العالم، فيما يشكل طوله 6 أقدام و4 بوصات كابوساً لأي مدافع.

ومع دعم اغويرو وديفيد سيلفا ونصري له، فإن دزيكو لا يستطيع أن يطلب أكثر من ذلك، فهم يزودونه بكل الذخائر التي يحتاجها.

وكل هذه الأشياء تؤكد كم مانشستر سيتي جيداً، حتى عندما يكافح كارلوس تيفيز من أجل ترك مقاعد البدلاء - التي يحتلها ماريو بالوتيلي أيضاً - والنزول إلى أرض الملعب. وكان تيفيز الجائزة الثمينة لمانشستر سيتي الذي أبعده عن أولد ترافورد مقابل مبلغ ضخم، وحتى لو بقي في quot;استاد الإماراتquot;، فإنه لم يعد من بين الأطراف الرئيسية.

أما في خط الوسط، فكلا الطرفين يملكان لاعبين أقوياء. فيرغسون اشترى بشكل جيد مرة أخرى وجنّد فيل جونز (19 عاماً) الذي كان أداءه رائعاً، ولو كان قد وقع عقده باعتباره البديل الجاهز لريو فرديناند ونيمانيا فيديتش.

وعند المنافسة للحصول على مكان في تشكيلة الشياطين الحمر، أصبح جونز بسرعة منافساً خطيراً، كما جوني إيفانز وكريس سمالينج، على رغم أن الأخير كان رائعاً في مركز الظهير الأيمن في الأسابيع الأخيرة.

وفي مانشستر سيتي هناك أيضاً مدافعين مميزين، فميكا ريتشاردز لا يقل أهمية عن سمالينج في مركز الظهير الأيمن، بينما يظهر الكابتن الجديد فينسنت كومباني ممتازاً في قلب الدفاع وجوليون ليسكوت قوي أيضاً.

أما إذا تم النظر إلى حارسا المرمى، فإن مانشيني يشعر أكثر أماناً. ولكن على رغم أن ديفيد دي خيا كان جيداً أمام ارسنال عندما أنقذ ركلة جزاء من بين لحظات عدة واعدة، إلا أن الاسباني البالغ الـ20 عاماً معرض للخطأ، مثل سماحه لجهد ثيو والكوت من تسلل الكرة بين ساقيه. وإذا ترك الأمر لأي مراقب لاختيار أحدهما فإنه حتماً سيفضل جو هارت حارس مرمى الستيزن.

أما في وسط الملعب، فقد يكون لدى مانشستر سيتي ميزة طفيفة أيضاً. في المنطقة حيث في الكثير من الأحيان تفوز الفرق أو تخسر. فيما كان توم كليفيرلي واندرسون رائعين لمانشستر يونايتد.

وربما الذين يتم التشكيك في قدرتهما للصمود أمام يايا توريه ونايجل دي يونغ سيشيرون إلى الشوط الثاني من مباراة الدرع الخيرية. ولكن مايزال يمثل خط وسط مانشستر سيتي قوياً، وإذا اختار المرء فريقاً من بين لاعبي الناديين، فإنه من الصعب تجاهل توريه ودي يونغ.

أما الاختيار من باقي أعضاء الفريقين فقد يكون أكثر تعقيداً، على سبيل المثال محاولة اختيار لاعبين لخط الهجوم من روني واغويرو ودزيكو. وربما من السهل اختيار هارت في حراسة المرمى وكومباني وسيلفا بالإضافة إلى باتريس ايفرا وسمالينج.

ولكن للمرة الأولى، وبالتأكيد في عهد فيرغسون، قد يقوم المرء في نهاية المطاف باختيار اللاعبين الذين يرتدون القمصان الزرق أكثر من الحمر. على الأقل حتى نرى كيف سيتسر الأمور عندما يتقابل الفريقان في 23 تشرين الأول المقبل.