ذهبت ابرز الصحف الرياضية المستقلة في اليمن الى ما يمكن وصفها باستراحة محارب ما أزعج الكثير من قراءها رغم ادراكهم لتوقفها الاضطراري عن الصدور في وقت اختفت خلاله ايضاً ملاحق الرياضة الى جانب تقليص عدد الصفحات الرياضية بالصحف الرسمية اليومية لأسباب بواعثها توابع الحال المضطرب الذي لازال يسود البلاد في مختلف جوانبها الحياتية .

وفي حين لم يتضح بشكل جلي ما إذا كانت صحيفة quot; الملعبquot; المستقلة ستعاود الصدور بعد توقفها الاخير خلال رمضان الماضي , غير ان مصدر مطلع كشف لـquot;ايلافquot; ان هيئة تحرير الصحيفة الرياضية المتخصصة الصادرة في العاصمة الاقتصادية عدن ستحسم إقرار معاودة الصدور او مواصلة التوقف قبل الإبلاغ بذلك الى الجهات الحكومية المعنية خلال الايام القليلة المقبلة .

ويأتي ذلك بعدما كان تسبب مقال نشرته أسبوعية quot; الملعبquot; تحت عنوان ( اتحاد الكرة بوصفه جريئاً خوفاً من مراكز القوى) في قيام نقطة تفتيش أمنية باحتجاز نسخ من اعداد الصحيفة والمخصصة للبيع في العاصمة صنعاء ومنعت توزيعها فور رؤيتها لصورتي أحمد علي عبدالله صالح ويحيى محمد عبدالله صالح في الغلاف وداخل العدد رقم 36 الصادر نهاية شهر يوليو الفائت .

بينما توقفت صحيفة quot;سبورتquot; المتخصصة عن الصدور منذ بداية شهر فبراير للعام الجاري , وبحسب ما اكده لـquot;ايلافquot; رئيس تحريرها فؤاد قاسم فان quot;سبورتquot; الورقية التي تصدر اسبوعياً في العاصمة اليمنية صنعاء عن إحدى المؤسسات الإعلامية الخاصة , لن تعاود الصدور من جديد الا بعد نجاح اهداف الثورة الشبابية والشعبية السلمية المستمرة منذ نحو سبعة شهور .

ولفت الصحافي الرياضي فؤاد قاسم الى ان اندلاع الثورات العربية في بلدان أخرى اكثر تطوراً من اليمن انعكس على خطط الانشطة الرياضية وعلى الاصدارات الصحفية فتسبب في تجميدها حتى استكملت اهداف الثوار بإسقاط نظامي تونس ومصر , ومستغرباً من محاولة المعنيين اليمنيين تجاهل ذلك بالإصرار على اقامة المنافسات الرياضية في ظروف غير ملائمة .

ويعتبر رئيس تحرير quot;سبورتquot; اليمنية من اوائل المنضمين الى ائتلاف الرياضيين الاحرار في ساحة التغيير بصنعاء على اثر اندلاع الثورة السلمية المطالبة باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح, ومفضلاً التوقف مؤقتاً عن العمل الصحفي الرياضي لكنه لم يغفل الاشارة الى مبررات لايمكن تجاهلها للتوقف عن الصدور كارتفاع أسعار الورق وكلفة الطباعة .

ويشار الى انه لم تمر إلا أيام قليلة على مواجهة تلفزيونية بين رئيس اتحاد الكرة اليمني الشيخ احمد العيسي مدير بطولة خليجي 20 ورئيس تحرير صحيفة quot;سبورتquot; ، حتى تعرض منزل فؤاد قاسم لمحاولة للحرق من قبل مجهولين في 26 ديسمبر 2010م مستهدفين حياة أسرة الصحافي الجريء الذي كان حينها متواجداً في مقر عمله الرسمي بوكالة الانباء اليمنية .

وحينها دانت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين اليمنيين ما تعرض له منزل رئيس تحرير quot;سبورتquot; مستنكرة الواقعة التي تحمل بصمات عمل مدبر بعد ايام من المواجهة التلفزيونية بين الشيخ العيسي وفؤاد قاسم والذي حمل اتحاد اللعبة مسئولية إخفاق المنتخب ببطولة خليجي 20 ، مستغرباً من خطوة إقالة المدرب الكرواتي ستريشكو وتحميله مع اللاعبين مسئولية الفشل .

كما دانت لجنة الحريات الصحافية في نهاية شهر يوليو الماضي , مصادرة نقطة امنية لعدد صحيفة quot;الملعبquot; ومنع توزيعه بالعاصمة صنعاء , فيما اشار رئيس تحريرها سامي الكاف الى ان مسألة الاحتجاز مرتبطة بالأجواء التي تعيشها الصحافة اليمنية ووصفها بانها لاتعدو عن كونها عملية تقطع من جهات امنية , ومعتقداً ان تلك الجهات ليس لها علاقة بمصادرة الصحف .

وأكد رئيس تحرير أسبوعية quot;الملعبquot; أن ما حدث من مصادرة لاعداد الصحيفة تعد سابقة خطيرة , منوهاً quot; لـquot;إيلافquot; بان المقال الرياضي البحت الذي ترافق معه صورتين كاريكاتوريتين لكل من نجل الرئيس ونجل ابن أخيه لم يتضمن ما يستدعي مصادرته من قبل جهات امنية لاتملك في الاساس حق القيام بذلك حتى على افتراض وجود اي مخالفة للقانون بمواد العدد الأخير .