لجأت الجهات المعنية بلعبة كرة القدم في اليمن إلى وسيلة الإغراء بالمال في محاولة منها لإثناء معظم الأندية المحلية عن قرار منع فرقها - لمبررات أمنية ومالية - من خوض ما تبقى من مواجهات بدور الإياب الحاسم لبطولة الدوري الكروي المتعثر والذي تسببت الحلقات المملة المتواصلة لمسلسل تأجيل مبارياته ومن ثم معاودتها الى اصابة الجميع بحالة من الاستياء الشديد .

وفي الثاني من شهر يوليو الجاري كان مقرراً عودة منافسات بطولة الدرع الكروية في أخر مراحلها الحاسمة قبيل التعرف على هوية الفرق الابطال والهابطين بالموسم اليمني التاسع عشر لكن اتحاد اللعبة اليمني عاد وأعلن عن موعد جديد لاستئناف الست المراحل الأخيرة لدور الاياب في وقت ستكون فيه الثورة الشعبية السلمية المندلعة في البلاد قد دخلت شهرها السادس .

وحسبما أكدته لـquot;ايلافquot; مصادر متطابقة في الاتحاد المعني وفي أندية محلية فقد اقر بالإجماع استئناف دوري كرة القدم في السابع من يوليو الجاري وفقاً للآلية التي تقضي بإقامة المباريات بالنظام الموجه وبطريقة مضغوطة , وذلك خلال اجتماع ترأسه الامين العام الدكتور حميد شيباني وبحضور عدد من أعضاء لجنة المسابقات العليا ومندوبين عن أندية الدرجة الأولى في اليمن .

وفي حين طرح خلال الاجتماع الذي انعقد نهاية الأسبوع الفائت ثلاثة مقترحات أولها أن يستمر الدوري وفق الآلية السابقة او أن يقام بشكل موجه بحيث يخوض الفريق جميع مبارياته مع الفرق التي يتواجد في محافظتها ، والمقترح الثالث إقامة الدوري بطريقة التصفية بحيث تنهي الفرق مبارياتها في إطار كل محافظة ثم تنتقل لخوض المباريات أمام الفرق في المحافظات الأخرى .

لفت مصدر في لجنة المسابقات الى إنه رغم اجماع المجتمعين على اقرار المقترح الثاني الا ان ما حفز مندوبي الأندية للقبول بعيداً عن التهديد بقرار التهبيط الى دوري الدرجة الثانية , كان اقرار وزارة الشباب والرياضة واتحاد اللعبة صرف مبلغ مليون وخمسمائة ألف ريال لكل ناد كتعويض لفترة توقف الدوري وما رافقه من خسائر الأندية في دفع مرتبات اللاعبين والمدربين .

كما اكد مصدر مسؤول في مجلس ادارة احد أندية صنعاء لـquot;إيلافquot; على أسهام الاغراءات المالية في اقناع الاندية بعيداً عن تدارس المخاطر الامنية , ومستدركاً بانه ربما تم التعويل على طلب السفر جواً للفرق المتنافسة خلال تنقلها بين المحافظات بالاضافة الى منحها حق إشراك ستة لاعبين هواة محليين على أن تنتهي فترة التسجيل قبل موعد اليوم الأول لاستئناف الدوري .

وخلال الاجتماع الكروي الأخير جدد التأكيد على إقرار تهبيط فريقي حسان أبين ورشيد تعز وإلغاء جميع نتائجهما في الدوري , فيما كان قصف لسلاح الجو اليمني يطال جوانب من الملعب الرسمي لفريق حسان الابيني خلال معارك محتدمة منذ أسابيع بين القوات الحكومية وجماعات إرهابية مسلحة بحسب ما نقلته مواقع إخبارية عن مصادر محلية في زنجبار عاصمة المحافظة الساحلية .

بينما استبعد اعلامي رياضي في محافظة تعز قيام نادي الرشيد بالمحافظة بأي خطوات تصعيدية اورفع شكوى الى الاتحادين الآسيوي والفيفا على اثر اقرار تهبيط فريقه الى مصاف دوري الدرجة الثانية , لافتاً الى ان الرشيد كان طالب في رسالة رسمية بالغاء الدوري لتبرير تغيب فريقه عن مباراتي المرحلتين التاسعة عشرة والعشرين من دور الاياب لبطولة الدوري للموسم الحالي .

ويشار الى ان رسالة مجلس إدارة الرشيد ، بررت مطالبتها بالإلغاء الى عدم تمكن الفريق من الاستمرار في التمارين نظرا للأوضاع القائمة في محافظة تعز ، وعدم توفر الوقود للباص(الحافلة) الخاص بالنادي، وتعذر تجميع اللاعبين من مناطق سكنهم بسبب قطع الطرق في بعض الشوارع الرئيسة بالمدينة إضافة إلى سفر اللاعبين الأجانب، وسفر المحترفين المحليين إلى محافظاتهم .

ونوهت رسالة نادي الرشيد تعز الى الاتحاد اليمني لكرة القدم والتي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منها الى عدم توفر الملاعب الرسمية لإقامة التمارين واعتذار أسر اللاعبين وأقربائهم وعدم السماح لأبنائهم بالمشاركة في التمارين والسفر للمباريات لخشيتهم على أبنائهم قبل ان تختتم الرسالة الى القول : quot;الجو العام في البلد لا يساعد على تهيئة الفريق للمشاركة في الدوريquot;.