مضى نحو نصف قرن على بروز أفضل تجربة احترافية في اليمن لنجم كرة قدم والذي لعب وأجاد وتألق ضمن صفوف فريق نادي الزمالك المصري خلال عقد الستينيات الماضي , لتظل تجربة المهاجم اليمني الراحل علي محسن المريسي غير المسبوقة هي الاستثناء الرياضي اللافت ضمن ما اشتهرت به كروياً البلاد التي عرفت اللعبة الشعبية الأولى مطلع القرن الـعشرين , رغم ما تلاها من محاولات محدودة غير مكتملة لتصدير المواهب اليمنية الى الملاعب الخليجية والعربية .

وفي الآونة الأخيرة , برز اسم ايمن الهاجري مهاجم فريق شعب اب والمنتخب اليمني الأول لكرة القدم الذي انضم - رغم صغر سنة وحداثة فترة مشاركته بمباريات التصفيات المونديالية الأخيرة - الى قائمة الأسماء اليمنية التي تحاول جاهدة شق طريقها الى ملاعب الاحتراف الخارجي وتجاوز فشل البداية المتمثل بالتوقف إزاء عروض مبدئية فقط لم يتخطها في فترات سابقة إلا قلة من نجوم اليمن لعل أبرزهم خالد عفارة وعلي النونو وسالم سعيد وسالم عوض .

وتأكد لـquot;إيلافquot; وفقاً لمصادر وثيقة الإطلاع , أن الوسط الكروي في اليمن لازال يفتقد نهائياً الى التواجد الرسمي لوكلاء أعمال للاعبين ومدربين محترفين من ذوي الجنسية اليمنية , في حين يتواجد بعض من يوصفون بالوسطاء المنحصر عملهم غالباً في مهمة جلب لاعبين أفارقة للانضمام الى الفرق المحلية لكنهم لايهتموا بالترويج لاحتراف اللاعب اليمني , ومن هؤلاء الوسطاء السوداني عاطف واليمنيين المدرب علي باشا واللاعبين السابقين طاهر محسن وحسن رشدي .

من جانبه قال مستشار اتحاد اللعبة اليمني حسام السنباني quot;نحن نعاني من أزمة ثقافة احتراف ولازلنا بعيدين عن تطبيقهquot; , مضيفاً: اللاعب في اليمن المعروف واقعياً بالهواية في المستوى والعقلية والأنضباط فيصاب بالصدمة حينما يتطلع للدخول في عالم الاحتراف لكونه غير مؤهل لذلك , وما يعزز ذلك ان المهاجم ايمن الهاجري الذي يتوقع تلقيه قريباً عرضاً رسمياً للاحتراف في صفوف تراكتور الإيراني اعترف من جانبه لـquot;إيلافquot; انه لا يستعين بوكيل لاعبين محترفين .

وفيما نفى المهاجم الهاجري بصحة تلقيه عرضين رسميين من اربيل العراقي وتراكتور الايراني , تساءل المستشار السنباني في تصريح لـquot;إيلافquot; عن ما وراء فشل تجارب احترافية للاعبين يمنيين قائلاً: لماذا أنهيت بسرعة التجربة الاحترفية لمهاجم فريق حسان جمال العولقي في الدوري البحريني لكرة القدم ومثلها ايضاً للمدافع حمادة الوادي لاعب فريق التلال والذي لم يستقر طويلاً في اللعب مع احد فرق الاندية الاردنية قبل عودته بشكل ملتبس الى اليمن .

كما لفت مستشار الاتحاد اليمني لكرة القدم الى استمرار إشكالية عدم وجود وكلاء أعمال للاعبين ومدربين محترفين من ذوي الجنسية اليمنية في البلاد على الأغلب, منوهاً بجهود فردية لمدربين عرب ومسؤولين كرويين وإعلاميين رياضيين في اليمن كانت أسهمت في إنجاح صفقات احتراف لاعبين يمنيين في صفوف فرق مصرية ولبنانية وبحرينية ومن أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر المدرب العراقي هاتف شمران والدكتور حميد شيباني والإعلامي خالد السودي .

ورغم ان نجوم نجوم كرة القدم اليمنية المهاجم الدولي علي النونو خاض العديد من التجارب الاحترافية الخارجية المتفاوتة المدة والبروز سواء في صفوف فرق المصري البورسعيدي او المريخ السوداني او تشرين السوري من دون الاستعانة بوكيل أعمال رسمي , إلا انه كان لاستضافة اليمن لمنافسات بطولة خليجي عشرين الماضية الدور الفعلي في حدوث اتفاق بين مهاجم المنتخب اليمني علاء الصاصي مع السعودي صالح الداوود ليكون وكيل أعمال اللاعب في خطوة غير مسبوقة .

وفي هذا السياق نفى مصدر مقرب من الصاصي لـquot;إيلافquot; صحة الإنباء التي تحدثت مؤخراً عن قرب انتقاله من فريق هلال الحديدة للعب مع احد الفرق البحرينية اثر فشل احترافه بصفوف فريق الظفرة الهابط الى دوري المظاليم في الموسم الإماراتي المقبل , ليضاف ذلك الى خطوات مماثلة فاشلة لاحتراف الصاصي خارج اليمن والتي سبقتها مفاوضات غير مثمرة قبل سنوات مع نادي البحرين البحريني، بعد النصيحة التي تلقاها النادي البحريني من المدرب العراقي هاتف شمران .

ويشار الى انه جرى تخليد أفضل لاعب محترف يمني علي محسن المريسي باختياره لاعب القرن بالبلاد في استفتاء رسمي عام 2000م وهو ما وثق حقيقة اعتباره اشهر لاعب بتاريخ الكرة اليمنية فضلاً عن انه انجح محترف عربي لعب مع فريق الزمالك بعدما بدأت شهرته اثر خوضه نهائي كأس مصر أمام الأهلي عام 1958م وقد سجل احد هدفي الفوز الزملكاوي بينما بلغ ذروة تألقه مطلع الستينات عندما حقق لقب هداف الدوري المصري أعوام 1960م، 1961م، 1962م .

وكان المريسي بدأ ممارسة الكرة في نادي الغزال في عدن الذي حمل لاحقا أسم نادي الشعب ثم الميناء قبل أن يذهب للدراسة في مصر عام 1950م ويرجع الى المدرب المصري محمد قنديل الفضل في اكتشاف الهداف اليمني وضمه لقلعة الزمالك عام 1956م قبل أن يلعب الى جوار حمادة أمام ومحمود الجوهري وتميز بقدرته الفائقة على المراوغة والتسديد الهوائي وانتقل الى جوار ربه يوم 26 نوفمبر 1993م في العاصمة صنعاء التي أطلق اسمه على اكبر ستاداتها الدولية .