أصبح لاعبو بلدان شمال أفريقيا مثار اهتمام متزايد من قبل الأندية الخليجيّة بفضل العروض التي تنهال عليهم طوال الموسم سواء تعلق الأمر باللاعبين المشهورين عالميّاً أو حتى اليافعين الذين يشقون طريقهم نحو النجوميّة.ولا يقتصر هذا الإهتمام على اللاعبين فقط بل يتعداه إلى المدربين أيضاً.

____________________________________________________________________________

حاج عيسى يمضي عقده مع ادارة القادسية الكويتي

على عكس أندية الكويت والإماراتالتي لا تزال بوصلتها متجهة أكثر نحو اللاعب الأوروبيواللاتيني والأفريقي و بدرجة أقل أندية السعوديةفإن قطر تعتمد بشكل كبير في السنوات الأخيرةعلى الكفاءات القادمة من شمال أفريقيابل إن هناك اتجاها قطريا لجلب لاعبين يافعين.

و يبدو أن وجود 15 لاعباً من الجزائر والمغرب سيلعبون الموسم الحالي في دوري المحترفين القطري ما هو سوى تمهيد لإنشاء جسر يربط مواهب هذين البلدين بقطر في ظل سياسة الإهمال التي يتبعها المسؤولون عن الكرة سواء في الجزائر أو في المغرب في هذا المجال.

وإذا كانت أهداف أندية الكويت والإمارات وحتى السعوديةآنية ولا تتعدى الظفر ببطولة محلية أو قاريةفإن أندية قطر أهدافها بعيدة المدى و قد لا تظهر إلا بعد سنوات.

ورغم أن الاهتمام الخليجي بلاعبي شمال أفريقياليس وليد اليوم بل يعود لسنوات ماضية إلا انه زاد بشكل لافت هذا العام خاصة بالنسبة إلى الجزائر والمغرب وبدرجة أقل تونس وحتى ليبيا مقابل تراجع الاهتمام بلاعبي مصر الذين ظلوا لسنوات يحتكرون التواجد الأجنبي العربي في الدوريات الخليجية.

و لم يقتصر أيضاً هذا الاهتمام بنجوم المنتخبات الثلاثة الذين يلعبون في أوروبا بل أصبحت هناك عيون خليجيةخاصة السعودية منها و القطريةتتابع مباريات الدوري الجزائري والمغربيعن كثب لرصد العصافير النادرة تمهيدا لاصطيادها في نهاية الموسم ونقلها إلى الخليج للاستفادة منها محلياً و خليجياً وآسيوياً في مختلف البطولات والمسابقاتوربما حتى لتجنيسها لتوظيفها في المنتخبات الوطنية .

وبرأي المتتبعين لهذه الظاهرة فان الاهتمام الخليجي المتزايد بنجوم أندية ومنتخبات شمال أفريقيا المحليين مرده دوافع عديدة بعضها فني بحت والآخر مادي صرف ، و يبدو أن كل طرف وجد ضالته في الطرف الآخر والمنفعةالفنية المادية متبادلة بينهما.

فبالنسبة إلى الأندية الخليجية وفي ظل معاناة العديد منها من الأزمة المالية وجدت نفسها غير مستعدة للاستمرار في جلب نجوم عالميين مثلما كان يحدث في التسعيناتفي وقت تبقى المطالب المادية للاعبين العرب معقولة ومقدور عليها والأمر نفسه ينطبق على أندية شمال إفريقيا التي تعاني مادياً وتستنجد بتصدير نجومها لفك الاختناق المالي الذي تمر به كما أن تجربة الأندية الخليجيةمع اللاعبين النجوم القادمين من أوروبا وأميركا الجنوبية كانت في الغالب فاشلة فنيا بسبب تقدمهم في السن فهم لا يأتون إلى الخليج إلا بعد أنيصلوا أرذل أعمارهم الرياضية وأكثر من ذلك فهي تضطر إلى تسريحهم مجاناً بينما أصبح بإمكانها انتداب لاعبين عرب في ريعان شبابهممستغلة الظروف الصعبة التي يمرون بها مع فرقهم والاستفادة منهم أطول فترة ممكنة بدليل أن جلهم يمضون على عقود لا تقل عن الموسمين الرياضيين فضلا عن نجاح الكثير من التجارب كما يساهم اللاعب العربي الأجنبي في جلب الجمهور من أبناء جاليته، أما بالنسبة إلى اللاعبين القادمين من المغرب العربي فإن الخليج لم يكن حلاً اختيارياً بل اضطراري في ظل العزوف الأوروبي عن اللاعب العربي الذي شحت في وجهه العروض الاحترافية القادمة من القارة العجوز فوجد الحل في القبول بالعروض القادمة من واحة الخليج التي تضمن لهم أيضاوضعا اجتماعياً مريحاً لا تضمنه لهم أنديتهم الأصلية و بات شعارهم هم عمرة خليجية أفضل بكثير من حج أوروبي .

وما ساعد لاعبي شمال أفريقيا على الاحتراف في الخليج هو وجود عدد كبير من مواطنيهم يعملون هناك منذ مدةفي مجال التدريب فكانوا بمثابة وسطاء بينهم و بين الأندية فقلما نجد ناديا خليجي يدربهمدرب جزائري أو مغربي أو تونسي أو مصري إلا ويضم في تشكيلته لاعبا من الجنسية نفسها وهو أمر موجود في جميع أنحاء العالم كما أن وكلاء اللاعبين أصبحوا يبحثون عن عروض لموكليهم في الخليج بدلا من أوروبا لإدراكهم بأن عائداتهم من أي صفقة ستكون اكبر.

وبنظرة بسيطة على تجارب هؤلاء اللاعبين في الخليج يتضح لنا أن اللاعب المغربي يبقى الأكثر طلبا من قبلالأندية هناكلدرجة أن إدارة نادي العين أبرمتإتفاقاً مع نظيرتها لنادي الرجاء البيضاوي للاستفادة منلاعبي فئاته السنية ربما لسرعة تأقلمه مع الأجواء هناك و تمكن الكثير من اللاعبين المغاربة في فرض أنفسهم مقابل إخفاق عدد من الجزائريين في احترافهم بالخليج على غرار تجربة المدافع عادل معيزة و إبراهيم زافور وآخرين كما أن اللاعب الجزائري يفضل إمضاء عقد لا تزيد مدته عن الموسم الواحد و هو ما يرفضه النادي الخليجي.

الجديد هذه الصائفة هم أن لاعبي شمال إفريقيا وجدوا منافسة شرسة من قبل أشقائهم المحترفين في أوروبا الذين ضاقت بهم السبل فاضطروا إلى الانتقال إلى الخليج .

وشهد الميركاتو الصيفي الذي أقفلت أبوابه نهاية شهر أغسطس الماضي انتقال العديد من اللاعبين والمدربين من شمال إفريقيا إلى الخليج فمن الدوري الجزائري انتقل أربعة لاعبين سينضمون إلى أسماء مثل عبد المالك زياية و حاج بوقاشاللذين سبقوهم إلى هناك قبل أكثر من عام فضلاً عن القادمين من أوروبا خاصة خماسي المنتخب الوطني بوقرة ويحيى و بلحاج ومغني وزياني .

وأبرزهم نجم وفاق سطيف باجيو العرب لزهر حاج عيسى الذي فقد الأمل في الاحتراف في أوروبا فانتقل إلى القادسية الكويتي الذي نجح في خطفه بعد محاولات فاشلة من قبل أندية قطرية وسعودية حاولت معه مرارا و تكرارا ذلك مقابل أكثر من 500 ألف دولار.

وفي الدوري السعودي سيلعب مدافعان جزائريان هما سفيان حركات في القادسية والقادم من مولودية الجزائر فريد شكلام القادم من اتحاد العاصمة والذي سيلعب لنجرانبينما انضم مواطنهم محمد مقداد إلى نادي كلباء الإماراتي.

و من المدربين نجد عامر منسولفي الوحدة الإماراتي حيث يتولى الإشراف على الفئات السنية وياسين بن طلعة الذي يعمل في الجهاز الفني لنادي الوصل الإماراتي رفقة الأرجنتيني مارادونا كمدرب للحراس وأسماء أخرى لم تحظ بالاهتمام الإعلاميبينما يبقى جمال بلماضي الاسم الأبرزبالنسبة إلى المدربين الجزائريينبعدما قاد نادي لخويا إلى التتويج ببطولة الدوري القطري الموسم المنصرم .

و في سلطنة عمان سيكون هناك التقني محمد بلعرج مدربا لناديالنصر من الدرجة الثانية.

ومن المغرب كان مهاجم الرجاء البيضاوي محسن متولي صاحب أغلى وأبرز الصفقات عندما أعير لموسم واحد لنادي الإمارات الإماراتي مقابل 350 ألف دولار ، وعاد المهاجم هشام أبو شروان ليمارس في الخليج عبر بوابة الأهلي القطري قادما إليه من الرجاء الذي يعتبر من أكثر الأندية تصديراً للاعبين نحو الخليج.

و في الغرافة القطري سيلعب المهاجم محمد الشيحاني القادم إليه من المغرب الفاسي مقابل 400 الف دولار ،وسيتولى حسين عموتة الذي يعد من أكفأ الأطر الوطنية في المغرب وفي أفريقيامهمة الإشراف على نادي السد القطري كمدرب عامبعدما سبق له أن مارس في قطر كلاعب قبل سنوات، و بدوره سيتولى سعيد شيبا تدريب نادي قطر .

ومن أهم الأسماء التونسية في الخليج نجد المدرب المخضرم لطفي البنزرتي الذي اختير للإدارة التقنية لنادي الخريطيات القطري في وقت لا يزال اللاعب التونسي يحبذ الاستمرار في تونس مع النجم والترجي والإفريقي ، أو الاحتراف في أوروبابدلاً من الانتقال إلى أندية عربية أخرى .