تمكن متوسط الميدان الهجومي الدولي الجزائري سفيان فيغولي من فرض نفسه نجماً جديداً لنادي فالنسيا الإسباني بعدما بصم على بداية موسم أكثر من رائعة ، سواء في دوري الليغا أو في عصبة أبطال أوروبا ،بأهدافه الحاسمة الكثيرة التي سجلها أو التي صنعها لنجومه خاصة أمام العملاق البفاري بايرن ميونيخ ، مما جعله حديث الصحافة المحلية و الأوروبية خاطفا النجومية من زملائه النجوم الإسبان و الأجانب في نادي الخفافيش و على رأسهم مهاجم منتخب إسبانيا روبرتو سولدادو.


ديدا ميلود - إيلاف :هذا التألق اللافت للانتباه يسعى الطرفين اللاعب الجزائري و إدارة النادي إلى استغلاله كل على طريقته الخاصة ، فالإدارة تعمل على تجديد عقده الذي ينتهي في يونيو العام 2014 لتستفيد منه من الناحية الفنية في الفترة التي سيبقى فيها مع الخفافيش و من الناحية المالية في حال تم بيعه و تفادي تسريحه مجاناً في نهاة الموسم القادم خاصة بعد العروض التي تهاطلت عليه من قبل العديد من الأندية الأوروبية على غرار يوفنتوس الإيطالي و أيضا باريس سان جيرمان و في ظل السياسة المعتمدة من قبل الأندية التي تعاني من أزمات مالية و القائمة على التعاقد مع اللاعبين المنتهية عقدوهم .

و وفقا للتقارير الواردة من بلاد الأندلس فإن إدارة فالنسيا تستعجل تجديد عقد فيغولي و المفاوضات مع وكيل أعماله على قدم و ساق للتوصل إلى إتفاق يرضي الطرفين ، و في هذا الصدد تقدمت إدارة الخفافيش عن المدير الرياضي فاسكاز بروليو بعرض مالي جديد يقوم على رفع راتب اللاعب السنوي إلى أكثر من مليون دولار مع تحديد شرط جزائي قيمته ثلاثين مليون يورو لتسريحه قبل انقضاء عقده ، و في الوقت الذي رأت فيه الإدارة الإسبانية هذا العرض مغرياً و مناسباً لبقاء اللاعب و الإقدام على توقيع عقده الجديد الذي سيمتد على أقل تقدير لثلاث سنوات أخرى بالنظر إلى صغر سن اللاعب- الذي لم يتجاوز بعد ال22 سنة - .
أما فيغولي يفضل التريث و يرى بأنه غير قلق من وضعيته الحالية لأنه يركز على الجانب الفني فقط لتطوير مستواه و الحفاظ على أدائه الراقي خاصة بعدما ساهم بسقط وافر في تأهيل فالنسيا لدور الـ 16 من المسابقة القارية مما يعني أن الحوافز المالية التي ستحصل عليها خزينة الفريق ستتضاعف كلما اقترب من الدور النهائي ، كما تشير الأخبار القادمة من هناك بإن فيغولي لم يرق له العرض المالي المقدم إليه من قبل الإدارة خاصة ما يتعلق بالراتب الشهري مقارنة بزملائه و مقارنة أيضاً بدوره في الفريق ، فدوره لا يقتصر على تسجيل الأهداف فحسب بل تعداه إلى صنعها و أهم من ذلك فانه يجيد بشكل مميز أداء الواجب الدفاعي و هي خصال فنية قلما اجتمعت في لاعب يافع تنقصه الخبرة و التجربة.
إلا أن رفض فيغولي للعرض المالي المقدم إليه عن طريق وكيل أعماله التونسي لا يعني البتة انه غير متحمس للاستمرار مع الخفافيش بل على العكس من ذلك فان يدرك جيداً بإن بقائه في الميستايا ndash; معقل النادي ndash;سيعود بالنفع عليه لأنه سيسمح له بالتدرج الفني بشكل ثابت و تدريجي بعدما اطمئن على مكانته في التشكيل الأساسي ، فعمره الحالي يفرض عليه تفادي المغامرة الانتقال إلى ناد كبير يعج بالنجوم مثل اليوفي أو البي اس جي ، و قد يخسر كل شيء في حال لم يتمكن من التأقلم مع الأجواء الجديدة و يعود إلى نقطة الصفر مثلما حدث مع الكثير من النجوم الآخرين ، فالجانب المالي يجب ألا يفرض نفسه على مفاوضاته مع مسئوليه، لكن ذلك لا يعني التفريط في حقوقه ، و هو ما يدركه الطرفين معا ، لذلك فضل اللاعب انتظار فتح سوق الانتقالات الشتوية في شهر يناير لدراسة العروض الرسمية التي قد يتوصل إليها وكيل أعماله قبل تحديد سقف مطالبه المالية مقابل تمديد العقد كما أن تركيزه منصب في المرحلة المقبلة التي تلي انتهاء مرحلة الذهاب من الدوري الإسباني على نهائيات كأس أمم إفريقيا مطلع العام 2013 و التي سيشارك فيها رفقة الخضر و بالتالي فإنه لا يريد أن ينشغل أثناء البطولة أو خلال فترة الإعداد لها بمسالة عقده مع فالنسيا لأنها من شانها أن تؤثر سلباً على أدائه في جنوب إفريقيا و هو الذي يريد أن يبصم على بطولة جيدة أمام منافسين من العيار الثقيل أبرزهم فيلة ساحل العاج عندما تكون الأضواء الإعلامية مسلطة عليه.
و قد عبر فيغولي عن رضاه بوضعيته الحالية في فالنسيا الذي يعتبره من أقوى و اعرق الأندية في إسبانيا و في القارة العجوز خاصة انه ينافس العملاقين البارسا و الريال على لقب الليغا و يشارك بشكل دوري في عصبة أبطال أوروبا ، غير أن تلك التصريحات تبقى دبلوماسية إلى حد بعيد لان أي لاعب في مكانه مطالب بتأمين مستقبله الاجتماعي و مستقبل أسرته و الفرصة التي توجد أمامه حالياً قد لا تأتي مجدداً و ما عليه سوى استغلالها للظفر بعقد يلبي رغباته.
لكن العائق الذي قد يحول بينه و بين التمديد أو على الأقل يؤجل الحسم في هذه القضية لغاية الصيف القادم هو الأزمة المالية التي يعاني منها فالنسيا و التي تسببت في تراكم ديونه التي بلغت 370 مليون يورو، تسببت ايضاً في توقف أعمال بناء الملعب الجديد الذي سيحتضن مباريات الفريق منذ عامين و التي تتطلب نحو 150 مليون يورو لإتمامها ، و بالتالي فإن إدارة الخفافيش قد لا تجد بدا آخر سوى بيع عقد الدولي الجزائري قبل انتهائه لتحقيق أكبر عائد مالي منه تساهم به في إنعاش الخزينة مثلما فعلت مع لاعبين آخرين اضطرت إلى بيعهم على غرار المهاجم الدولي دافيد فيا الذي باعته لمواطنه برشلونة.
و يبقى الأمل قائما على تقدم مستثمرين أجانب لشراء أسهم النادي إذ أعلن مؤخراً رجل أعمال من كوستاريكا يدعي ماريو الفاريز اوروزكو عن نيته في شراء النادي الذي يشجعه للمساهمة في إخراجه من المأزق المالي الذي يمر به إلا أن هذه المساعي قد تصطدم برفض عشاق النادي .