تنطلق يوم الخميس المقبل في اليابان النسخة التاسعة من كأس العالم للأندية بمشاركة النادي الأهلي المصري كممثل للكرة العربية بصفته بطل أبطال إفريقيا ، وصحيفةإيلاف و كعادتها في مثل هذه البطولات الكبرى تعيد رصد مشاركة الأندية العربية في الدورات السالفة و تقييم لنتائجها .


ديدا مليود - إيلاف : وقد سمحت البطولة التي استحدثها الإتحاد الدولي عام 2000 للأندية العربية لمنازلة أقوى الأندية العالمية خاصة بطل أوروبا و بطل أمريكا الجنوبية بشكل رسمي بعدما كان ذلك أمرا مستحيلاً لقياس المستوى الفني الحقيقي و الفارق بينها،وعرفت الدورات التسعة الماضية مشاركة تسعة أندية عربية ، خمسة آسيوية و أربعة إفريقية، و يبقى الأهلي الأكثر مشاركة في هذه البطولة بأربع مرات بحساب بطولة العام الجاري ، و أهدر العرب رفع تمثليهم لثلاث ممثلين عندما احتضنت الإمارات فعاليات البطولة حصولها على مقعد البلد المنظم عامي 2009 و 2010 ، في انتظار استغلال هذا العامل عندما يحتضن المسابقة المغرب العامين 2014 و 2015.

و تباينت نتائج العرب في هذه البطولة و لكنها تبقى في العموم سلبية مقارنة بطموحات الجمهور العربي و مقارنة أيضاً بنتائج ممثلي آسيا و إفريقيا غير العرب حيث وصل مازيمبي الكونغولي إلى الدور النهائي ، بينما تبقى أفضل نتيجة عربية هي المركز الثالث التي تحققت مرتين بفضل الأهلي في عام 2006 و هو ذات الإنجاز الذي حققه السد القطري في مشاركته الوحيدة عام 2011.

و الواقع أن نتائج الأندية العربية في هذه البطولة أكدت بأنها لا تختلف كثيرا عن نتائج المنتخبات في نهائيات كأس العالم ، و كشفت بإن الأندية و المنتخبات العربية وجهان لعملة واحدة ، لا تستفيد من تجاربها السابقة سواء كانت سلبية أو ايجابية ،و لا توظفها في تحسين نتائجها لتبقى دائما تنطلق من الصفر في كل مشاركة ، و نتائجها لا تخضع إطلاقاً لمعطيات فنية سابقة،و كشفت أيضا بان اللاعب العربي اليافع أو المخضرم لا يزال يعاني من عقدة النقص تجاه لاعب من خارج قارته ، و يحتاج إلى إعداد نفسي و ذهني لتأهيله لخوض مثل هذه المسابقات عالية المستوى.

و نال الرجاء البيضاوي المغربي و النصر السعودي شرف أول ممثلين للكرة العربية مما جعلهما يكتسبان لقب العالمي في الدورة الأولى عام في يناير الأول من الألفية الثالثة بالبرازيل و أوقعتهما القرعة في المجموعة الأولى بجانب بطل أوروبا ريال مدريد و مستضيف البطولة كورينثيانز البرازيلي ، غير أن النتائج لم تكن متطابقة مع تلك الصفة حيث خرجا معاً من البطولة مبكراً ، و خسر ممثلاً العرب من الريال الرجاء بثلاث أهداف لاثنين و النصر بثلاث أهداف لواحد ، و من البرازيلي بنفس النتيجة هدفين لصفر ، و في المواجهة العربية العربية عاد التفوق لبطل آسيا بأربعة أهداف لثلاث، و يمكن القول أن تلك البطولة كانت للنسيان بالنسبة للأندية العربية رغم إستعانة النصر بنجوم أمثال الجزائري موسى صايب .

وتزامن استئناف البطولة في اليابان عام 2005 مع تربع الأهلي المصري على عرش الكرة الإفريقية و الإتحاد السعودي على عرش الكرة الآسيوية ليحضراً معاً النسخة الثانية ، والتقيا الممثلان العربيان في الدور التمهيدي الذي يسبق التحاق ممثل أوروبا و أمريكا الجنوبية في دربي عربي خالص كانت الأفضلية فيه تبدو لصالح الأهلي الذي وصل حينها إلى 55 مباراة بدون هزيمة ، لكن الاتحاد خطف تأشيرة الترشح للدور النصف النهائي بعدما فاز بهدف قاتل حمل توقيع محمد نور ، ليصعد لمواجهة العملاق البرازيلي ساو باولو الذي استخدم خبرته و مهارة نجومه لتجاوز زملاء محمد نور ثلاث أهداف لاثنين،وأهدر الاتحاد فرصة احتلال المركز الثالث بعدما خسر من ديبورتيفو سابريسا من كوستاريكا بثلاث أهداف لاثنين ، كما أهدر الأهلي المصري فرصة احتلال الصف الخامس بعدما انهزم من سيدني الأسترالي بهدفين لواحد .

و بدا واضحاً من خلال نتائج هذه البطولة أن الأندية العربية تفتقر للتجربة التي تسمح لها بمسايرة إيقاع المباريات و تتلقى أهداف مفاجأة و في أوقات مباغتة تؤثر على معنويات اللاعبين.

و في الدورة الموالية في كانون الأول 2006 عاد الأهلي لأجواء البطولة بعدما واصل تزعمه للكرة الإفريقية لينال شرف أول ناد يشارك في البطولة مرتين متتاليتين ،في حين غاب عرب آسيا عنها بعدما خطف منهم جونبوك الكوري الجنوبي دوري الأبطال ، و شهدت هذه النسخة تألقا لافتاً للأهلي و قدم أداء رائعا أنسى عشاقه نكسة المشاركة الأولى ، حيث تمكن زملاء النجم محمد أبوتريكة من تجاوز نادي أوكلاند سيتي من زيلندة الجديدة بهدفين لصفر ، ليصعدوا إلى المربع الذهبي مع كبار العالم لتضعهم القرعة في مواجهة غير متكافئة مع إنترناسيونالي البرازيلي ، لكنهم ابلوا البلاء الحسن ليخسروا بشق الأنفس بهدفين لهدف ، غير أن الأهلي استدرك تلك الخسارة بإنتصار على أمريكا المكسيكي بثنائية مقابل هدف واحد سمحت له باعتلاء المركز الثالث، و أهم من ذلك نال نجمه أمير الكرة العربية أبو تريكة جائزة هداف البطولة بعدما سجل ثلاث أهداف متبوعا بزميله الانغولي فلافيو برصيد هدفين ، ليتفوق أبو تريكة بذلك على مهاجمين كبار شاركوا في البطولة على غرار ايتو ورونالينهو من برشلونة ليكتشف العالم بأسره قيمة الأهلي كواحد من عظماء الأندية ليس في قارته فحسب بل في العالم ككل .

وفي الدورة الموالية التي نظمتها أيضا العاصمة طوكيو في ديسمبر 2007 اقتصر التمثيل العربي على بطل إفريقيا ممثلاً في نادي النجم الساحلي التونسي للمرة الأولى في تاريخه ، و بدا و كان أبناء سوسة استفادوا معنوياً من مشاركة الأهلي ، و راهنوا على أن تكون نتائجهم في اليابان شبيهة بنتائج الأهلي خاصة أنهم أزاحوه من هرم القارة السمراء ، و بالفعل حققوا ما طمحوا إليه ، إذ أحرزوا بطاقة التأهل إلى الدور قبل النهائي بعدما تغلبوا على باتشوكا المكسيكي بهدف لصفر ليقابلوا العملاق الأرجنتيني بوكا جونيور ليخسروا منه بسذاجة بهدف قاتل ، ليلعبوا على المركز الثالث الذي أضاعوه بعدما خسروا أمام اوراوا الياباني بركلات الترجيح بعدما تعادلا بهدفين لمثلهما في مباراة كان زملاء الشرميطي و المثلوثي الطرف الأفضل فيها.

و عاد الأهلي المصري للأجواء العالمية في الطبعة الموالية بطوكيو أيضا في ديسمبر 2008 بعدما تربع على عرش إفريقيا ، ليكون أول ناد يشارك في البطولة لثالث مرة ، و في هذه الدورة اقتصر التمثيل العربي أيضا على ناد واحد بعدما استمر إخفاق الأندية العربية في دوري أبطال آسيا الذي ذهب لنادي غامبا اوزاكا الياباني ، و كان الجميع يتوقعان يحقق الأهلي مفاجأة من العيار الثقيل كان يصل للمباراة النهائية بحكم انه أصبح يتمتع بخبرة هامة و لاعبوه بلغوا مرحلة النضج التي تسمح لهم بمجاراة منافسيهم مهما علت كعوبهم ، لكن الرياح اليابانية جرت بما لا تشتهيه السفن المصرية و العربية حيث خرج أشبال المدرب البرتغالي مانويل جوزي مبكراً ، فرغم تقدمهم في النتيجة أمام باتوشكا المكسيكي في الدور الربع النهائي بهدف إلا أن أبناء الازتيكا عادوا في النتيجة و احتكما الفريقان للوقت الإضافي الذي انحاز لباتشوكا بأربعة أهداف لاثنين ، و في المباراة على المرتبة الخامسة خسر الأهلي أمام اديلاييد الاسترالي بهدف وحيد بعدما قدم واحدة من أسوء مبارياته.

و في الدورة الموالية عام 2009 كادت الكرة العربية أن تغيب عنها لولا إسناد الفيفا تنظيمها للإمارات ، لينال نادي الأهلي بطل الدوري الإماراتي مقعد النادي المستضيف ، بعدما ظفر مازيمبي الكونغولي بأبطال إفريقيا ، و بوهان ستيلار الكوري الجنوبي أبطال آسيا ،وودع الأهلي المنافسة مبكراً بعدما خسر أمام أوكلاند سيتي من زيلندة الجديدة في الدور التمهيدي قبل الربع النهائي بهدفين لصفر دون أن يستفيد من عاملي الأرض الجمهور اللذان صبا في مصلحة برشلونة و نجمه الأرجنتيني ميسي .

و في النسخة الموالية في كانون الأول 2010 تكرر نفس المشهد تقريباً حيث اقتصر التمثيل العربي على ناد واحد هو الوحدة الإماراتي بصفته بطل دوري البلد المنظم الإمارات و ليس بطل أبطال آسيا الذي ناله سيونغهام الكوري الجنوبي ، كما غاب عرب إفريقيا بعدما واصل مازيمبي سيطرته على دوري الأبطال ، و عكس مواطنه الأهلي فان الوحدة استفاد نوعا ما من أرضه و عشاقه فتجاوز الدور التمهيدي على حساب هيكاري يونايتد بطل أبطال اقيانوسيا بثلاثية نظيفة ، لكن مغامرته العالمية توقفت في الدور الربع النهائي بعدما انهار أمام سينونغهام بأربعة أهداف لواحد ، ليحتل الصف السادس اثر تعثره أمام باتشوكا المكسيكي بأربعة أهداف لاثنين ، و خفف مهاجمه فرناندو بايانو من حدة الإقصاء بحلوله ثانيا على لائحة الهدافين بهدفين.

وعاد التمثيل العربي إلى مستواه المعهود بعدما عادت البطولة إلى طوكيو في الدورة التاسعة التي جرت العام المنصرم ، بفضل الترجي التونسي بطل إفريقيا و السد القطري بطل آسيا ، اللذان تقابلا مبكراً في الدور الربع النهائي ، و رغم نقص خبرة زملاء الجزائري نذير بلحاج مقارنة بنظرائهم التوانسة إلا أنهم بصموا على دورة رائعة تعكس المنحنى التصاعدي لقطر على الصعيد الرياضي سنة بعد اختيارها لاستضافة مونديال 2002،بعدما تمكن أشبال جورج فوساتي من حجز بطاقة التأهل إلى النصف النهائي عقب إنتصارهم على أشبال نبيل معلول بهدفين لواحد لتتاح لهم فرصة تاريخية لمواجهة عمالقة البارسا بطل أوروبا و بنجومه اللامعين و بمدره الأسطورة جوزيف غوارديولا في الدور قبل الأخير ، و خسر السد برباعية نظيفة تعكس الفارق الكبير في المستوى الفني بين الناديين ، لكن القطريين تداركوا تلك الخسارة و احتلوا المركز الثالث بعدما تفوقوا على كاشيوا الياباني بركلات الترجيح لينالوا شرف تحقيق أحسن نتيجة عربية إلى جانب الأهلي في هذه البطولة في حين استمر الترجي في تقديم عروضه المتواضعة و خسر المركز الخامس أمام مونتيراي المكسيكي بثلاث أهداف لاثنين.