أكد اللاعب العراقي الدولي السابق والمدرب حاليا يحيى علوان أن مارادونا لا يصلح لتدريب المنتخب الوطني العراقي لأنه ليس مدرباً بل وجها إعلانياً ، مشيراً إلى المنتخب يحتاج لمدرب بسيط يفهم متطلبات العراقيين ويحب التدريب ، موضحاً أن المرحلة الحالية تحتاج إلى مدرب عراقي لتعزيز الحالة النفسية للاعبين ورفع معنوياتهم بجعل الأمر حالة وطنية ، وهو ما يمكن للمدرب الأجنبي أن يحققه في الوقت الحاضر ، مشدداً على المنتخب العراقي الآن يحتاج إلى لاعبي الخبرة ،وان ما فعله زيكو هو انه تلاعب بالأمور لصالحه .
* ما تقييمك للنتيجة التي خرج بها منتخبنا من بطولة غرب آسيا الأخيرة ؟
- أنا اعتبرها بطولة عادية ولا تهم كثيراً سواء حصلنا فيها على إنجاز أو لم نحصل ، وخاصة أننا لعبنا بمنتخبنا الوطني مع منتخبات الشباب أو الرديف ، ولكن من الممكن أن تتميز بأننا نتعرف على ما نحتاجه في خطوط اللعب ، كما أنها بالنسبة لنا فرصة اكتساب الخبرة لان منتخبنا بحاجة إلى الخبرة ، وقد أكدت هذه البطولة أن منتخبنا بحاجةإلىلاعبي الخبرة في كل الخطوط ، فلا يمكن من وجهة نظر تدريبية أن نعتبر النشاط في الملعب دليلاً على التميز ، بل أننا ننظرإلىأشياء عديدة مثل أسلوب بناء الهجمة ، إيقاع اللعب، الربط بين الخطوط والزيادة العددية ، فالاداء ليس بالركض ، وفريقنا كان نشطاً داخل الملعب ولكن لا يوجد فكر باللعب ، إذ ليس للاعبين خبرة ، وقد أكدت مشاركة منتخبنا في غرب آسيا انه بحاجةإلىلاعبي الخبرة .
* ماذا تقول الرؤية التدريبية لديك لواقع ما قدمه الكادر التدريبي ؟
- من الممكن أن يصنع المدرب لاعبا ، ولكن لا يمكن للاعب أن يصنع مدرباً ، لان المدرب يصنع نفسه بنفسه ، وعليه أن يكون قمة في الموهبة والتنبؤ ويحتاج الى سنين للنضج فضلا عن دخول الدورات التدريبية والمشاركات ضمن كادر المنتخبات الوطنية ، وليس من الصحيح أن يأتي المدرب قبل يومين ويعتلي منصب المنتخب الوطني ، فهذه ليست جيدة عليه ، وهذه نصيحة أقدمها للمدربين ، فأنا مثلاً قبل أن أدرب المنتخب عملت 8 سنوات كمساعد مدرب مع المنتخب الوطني ولأكثر من 80 مباراة ما بين رسمية وتجريبيةإلىأن استطعت أن اتخذ القرار بشكل صحيح ، هذا الكلام لا يعني انه موجهإلىمدرب معين بل هو نصيحة أقدمها للآخرين لأنني مررت بتجربة ، وهناك أسماء عديدة معروفة اتجهتإلىالقمة (المنتخب الوطني) مباشرة لكنها لم تستمر طويلا لأنها استعجلت الصعود دون أن تكتسب الخبرة .
* ماذا تقول في المدرب حكيم شاكر ؟
- حكيم .. قدم ما عليه وأوصل منتخب الشبابإلىنهائيات كأس العالم ونجح ، ولكن الطريق الى القمة تحتاجإلىمدة زمنية ، تحتاجإلىالدخول مع المنتخبات المختلفة وفي فرق الدوري حتى يتحقق النجاح ، فعلى المدرب أن يكتسب الخبرة التدريبية لسنوات لا أن يأتي بدون كل هذا ليدرب المنتخب ، خذ مثلا عدنان درجال ، كان من الممكن أن يكون من أفضل المدربين ، ولكنه تسرع في تدريب المنتخب وحرمنا منه ، فهو لديه شخصية مميزة ومواصفات المدرب الناجح ، أنا أقول هذه كنصائح ، فمن يأخذ بها فهو يفهم ومن لا يأخذ بها لا يفهم .
* تناقلت الأنباء خبر عن دخول الأرجنتيني مارادونا في مفاوضات لتدريب المنتخب العراقي، ما رأيك ؟
- هذه مجرد ردود أفعال غير صحيحة ، ثم ما المبلغ الذي سيطلبه مارادونا ؟ ونحن لدينا ثلاث مباريات فقط ، وإذا كان زيكو متكبراً فكيف بمارادونا ؟ نحن نحتاجإلىالبساطة ، للمدرب الذي يحبنا ، ثم لماذا نحن نقلل من قيمة مدربنا العراقي صاحب الخبرة والوطنية ، هل هو (بعبع) ، لماذا المصريون يعتزون بالجوهري وحسن شحاتة ونحن نصغر مدربينا .
* هل يعني أن مارادونا لا يصلح لتدريب المنتخب العراقي ؟
- نعم لا يصلح ، فهو يحتاج الى وقت طويل ، ثم أن مارادونا لا يدرب !!، وإنما هو وجه إعلاني ، فالإماراتيون عندما أتوا به استفادوا وربحوا الإعلان ، أي التجارة، ومثل هذه الأخبار تقوم بها شركات من اجل الحصول على مكاسب ليس إلا ، نحن نحتاج الى مدرب يحب التدريب ويفهمنا ، ويحب كرة القدم ويحب أن يقدم فيها شيئا ، لا أن يحصل على فلوس فقط ، مارادونا لاعب ممتاز ولكنه ليس مدرباً جيداً ، وليس كل لاعب جيد مدرب جيد ، وإلا لكان بلاتيني مدرباً وزيدان وحسين سعيد واحمد راضي .
* كرابطة مدربين .. لو طلب منكم اتحاد الكرة استشارة في اختيار المدرب الجديد هل تساعدونه ؟
- إذا طلب الإتحاد منا الاستشارة فعلا فسوف نقدم له النصيحة التي تخدم الكرة العراقية وتحقق النجاح له ، لأننا هدفنا كرابطة مدربين هو خدمة الكرة العراقية ، الاتحاد لم يفاتحناإلىالآن في المدرب البديل .
* كيف ترى الحال بعد استقالة زيكو ؟
- لابد من بديل عراقي لان اللاعبين الآن لا يستقبلون المدرب الأجنبي لأنهم بحاجةإلىإستعداد نفسي ، أي هناك جوانب نفسية كبيرة في مسألة استقطاب مدرب أجنبي ، لان تغيير المدربين ليست سهلة ، لذلك أرى المنتخب الآن بحاجةإلىخبرات مدربين عراقيين ، يراعون الجانب النفسي ، وهذا يمكن أن يحققه مدرب عراقي وليس أجنبياً ، لأن المدرب الأجنبي عندما يجيءإلىبغداد سيقرأ وضعه ويرى إنجاح نفسه على عكس المدرب العراقي الذي سيتجه باتجاه وطني كبير في هذا المجال ، لذلك نرى في اغلب الأحيان في حالة تغيير المدرب عند اغلب الاتحادات ، سوى دول الخليج بشكل خاص أو الدول العربية بشكل عام ، تتجهإلىالمدرب الوطني ، لمراعاة الحالة النفسية لدى اللاعبين ومراعاة تصليح الأمور باستغلال تكليف مدرب وطني ، ومن ثم الحديث عن حب الوطن وتكبير الحالة في نفوس اللاعبين ، ايتكبير الوضع النفسي في داخلهم ، وهذا ما لايستطيعه المدرب الأجنبي ، لان المدرب الأجنبي يستطيع أن يصنع فريقا على طول مدة ستراتيجية كبيرة تمتد الى سنة أو سنتين وهنا قد يحقق هذا الجانب ، ولكن في هذه الفترة يجب أن يكون هناك مدرب عراقي صاحب خبرة وليس مجرد مدرب .
* ما الأخطاء التي وقع فيها زيكو ولا تغتفر له ؟
- برأي الشخصي أن زيكو تلاعب بالأمور لصالحه ، مثلا عدم تواجده مع الفريق لفترة طويلة، مثلا عدم حضوره لمشاهدة مباريات الدوري العراقي ، ترك الفريق بعد كل مباراة مباشرة لتنفيذ ارتباطات أخرى، ما معناه أن فكره ليس مع المنتخب العراقي ، والنتائج التي حققها زيكو تعتبر نتائج ضعيفة بالنسبة لنا ، وهدفه وقتي ، مثلما يقال أنها (مقامرة) ، يعني انه يأتي بهؤلاء الله عسى أن تتحقق له نتيجة معينة، فأعتقد انه يجب أن هناك ترتيب والتزام ، يجب أن يكون هناك أسلوب تنظيمي للتدريب ، أن يكون هناك ارتباط للمدرب بالدولة ، أي منه حب المدرب للدولة ، وحب المدرب للاعبين ، وإظهار براعتهم والتواصل النفسي معه بشكل كبير وحل مشاكلهم ، وذلك يأتي حين يكون المدرب قريبا منهم ، وعليه أيضا متابعة الدوري وجعل المنافسة بين اللاعبين حينما يختار مجموعة من لاعبي الدوري وربطهم بالمنتخب بشكل مستمر حتى يكون هناك أمل لكل اللاعبين في الدوري بأن يكون لديهم هدف هو الوصول الى المنتخب ، وهذه العوامل كلها غير موجود .
* هل يجرؤ مدرب عراقي من إبعاد اللاعبين الكبار من صفوف المنتخب واستبدالهم بشباب؟
- أولا .. لماذا لم يعمل على إبعادهم منذ البداية ، وإذن الفكرة ليست فكرة إبعاد لاعبين ، وكان المفروض أن عليه من أن تسلم المهمة أن يقول أنني سأتهيأ لتصفيات كأس العالم ويطالب بكذا وكذا وكذا ، وهؤلاء اللاعبين أريدهم وهؤلاء لا أريدهم ، فلماذا اعتمد عليهم وانتقل من المرحلة الأولى الى الثانية واعتمد عليهم ؟ ، زيكو .. لعب على أوراق استغلها لصالحه ، فمثلا أن ينجح في هذه المباراة أو لا ينجح في غيرها ، فمشت لديه ، مثلا مباراتنا مع اليابان ، على الرغم من أن البعض يعد النتيجة جيدة إلا أننا خسرنا المباراة ، نحن الآن ليس هدفنا التجديد بل كسب ثلاث نقاط من اليابان ، فحين يأتي المدرب ويقول انه جدد ، فهل نحن أتينا بك لتجدد أم لتوصلناإلىكأس العالم ؟ هذا هو الهدف وليس التجديد في المنتخب، والغريب أن نسمع من البعض أن المدرب جاءنا بلاعبين جدد ، طيب .. لماذا يأتي بهم المدرب ، لماذا لا تأتون بهم انتم ، وانتم أهل المسؤولية .
* هل تعتقد أن دورة خليجي 21 ستكون مفترق طرق لعدد من لاعبي المنتخب ؟
- المفروض أن نستغل هذه البطولة لصالحنا ولخدمة المباريات الثلاث الباقية من تصفيات كأس العالم ، مع استراليا وعمان واليابان ، فلا بد أن نهيأ فريقا متكاملا ومقتنعين به ، سواء كان اللاعبون من الشباب أو توليفة من الشباب والآخرين ، وبوجود مدرب ثابت ، مدرب يتابع الفريق ، وليس كما زيكو الذي مشكلته أن لديه علاقات ارتباط خارج الفريق العراقي ، فلا نريد مدربا أجنبيا يعمل الحالة نفسها ، يلعب مباراة ويغادر الى بلده ، ويأتي قبل المباراة بفترة قصيرة ، ولا يستطيع أن يأتي الى العراق ، فتكون المشكلة قائمة ، أنا قلت أن على الاتحاد أن يجد له حلا في هذا المجال .
* كيف ترى واقع الدوري العراقي ؟
- انه جيد في الوقت الحاضر ، ولكننا في الكثير من الأحيان نجد ان المعرفة الخططية في الإدارة تنقصنا ، وهذه مشكلة تدريب الاندية وليس المنتخبات الوطنية فقط ، نحتاج الى هذا المفهوم الذي نحن بعيدون عنه بصراحة .
* اتسمت نتائج اغلب الفرق الجماهيرية الخلل في المدربين ام الإدارات ؟
- حتى في اختيار المدربين هناك ضغوطات على الأندية ، وهناك لاعبون اختيروا للعب في بعض الأندية والإدارات غير مقتنعة بهم ، وهناك مدربون دربوا أندية حتى الإدارة غير مقتنعة بهم ، هناك ضغوطات خارجية ، أي هناك ضغوط تسلط على إدارة هذا النادي أو ذاك من خارج الإدارة وهي مسيطرة على بعض الآراء والأفكار ،وهي من تختار اللاعبين أو المدربين .
التعليقات