تلاحقت الأحداث والتطورات عقب مجزرة بورسعيد مساء الأربعاء حيث أصدر رئيس الحكومة المصريّة كمال الجنزوري عدة قرارات منها إقالة رئيس إتحاد الكرة وأعضائه وإحالتهم على التحقيق وسط أنباء عن فسخ البرتغالي مانويل جوزيه عقده مع النادي الأهلي وعودته إلى البرتغال.
ربما لم يجد كثير من المصريين وسيلة يعبرون بها عن مشاهد quot;الدم والنارquot; التي تسابقت مختلف القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحف العالمية على إبرازها فور إطلاق الحكم فهيم عمر صافرة انتهاء مباراة النادي الأهلي القاهري ونظيره المصري البورسعيدي ضمن فعاليات الدوري المصري الممتاز لموسم 2011/ 2012، سوى البكاء المقترن بالصدمة، جراء النتيجة الكارثية التي تمخضت عنها أعمال العنف التي شنها بعض من جماهير النادي المصري ضد أنصار الأحمر ولاعبيه.
محصلة القتلى تجاوزت السبعين والمصابين تجاوزت أعدادهم الألف مصاب .. هذه ليس كما يبدو للبعض نتاج معركة أو تظاهرة حاشدة أو حتى خناق بين عائلتين، بل هي نتاج لحالة انفلات أمني شهدتها مباراة في كرة القدم. بالطبع الفجيعة كارثية ومأسوية، ويطول الحديث عن ملابساتها وأسبابها وتداعياتها، لكن الأمر المهم الآن، وفقاً لتأكيدات كثير من المواطنين والمسؤولين والمهتمين بأمن ومستقبل هذا البلد، هو أن يتم تحديد الجهات المسؤولة عن تلك الواقعة الدموية ومحاسبتهم بأشد العقاب.
وفي ما يتعلق بآخر المستجدات، وفور وصول بعثة لاعبي وبعض مشجعي النادي الأهلي في تمام الساعة الواحدة والربع من صباح اليوم الخميس على متن طائرة عسكرية في مطار شرق القاهرة، حيث كان في استقبالهم المشير محمد حسين طنطاوي وبعض من قيادات المجلس العسكري وكذلك حسن حمدي، رئيس النادي، بدأت تتسرب أخبار من داخل جنبات النادي تتحدث عن طلب المدير الفني البرتغالي، مانويل جوزيه، فسخ تعاقده والرحيل عن القلعة الحمراء، نتيجة الظرف غير المسبوق الذي تعرض له يوم أمس داخل الغرف الخاصة بنادي المصري، وسط حصار المشجعين وقوات الأمن، حيث كاد ن يفتك به لولا تدخل رجل الأعمال ورئيس النادي المصري، كامل أبو علي، في الوقت المناسب من أجل حمايته عقب انتهاء اللقاء.
فيما احتشد الآلاف من أهالي وأصدقاء وجيران مشجعي النادي الأهلي الذين استقلوا القطار من بورسعيد في طريقة إلى القاهرة، داخل محطة مصر، في انتظارهم من أجل الاطمئنان إليهم، ومشاطرتهم الظرف النفسي السيئ الذي تعرضوا له. وقد وصل القطار بالفعل في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وسط دعوات للقيام بمسيرات داخل ميدان التحرير وأخرى باتجاه مقر وزارة الداخلية.
في حين قام بعض الرياضيين، في مقدمتهم حارس الأهلي السابق والإعلامي الشهير، أحمد شوبير، وكابتن حلمي طولان، مدرب نادي اتحاد الشرطة، وكابتن أحمد حسن، نجم مصر ونادي الزمالك، بقيادة مسيرة جماهير آخذة في الازدياد حالياً داخل ميدان سفنكس ( في منطقة المهندسين ) من أجل التضامن مع ضحايا أحداث الأمس.
وفي ظل تسارع الأحداث وتلاحق وتيرتها على المستويين الشعبي والرسمي، أعلن قبل قليل دكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء، عن عدة قرارات، خلال الكلمة التي ألقاها أمام الجلسة الطارئة التي عقدها اليوم مجلس الشعب خصيصاً لمناقشة أحداث المباراة الكارثية، جاء في مقدمتها إقالة محافظ بورسعيد وإيقاف مدير الأمن ومدير المباحث وتحويلهم للتحقيق وإقالة أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وتحويلهم إلى التحقيق.
وفور الإعلان عن تلك القرارات، ضجت قاعة مجلس الشعب بالأصوات والاعتراضات من جانب بعض النواب، الذين كانوا يرون ضرورة في أن تشمل تلك القرارات قرارا آخر بإقالة اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وتحويله هو الآخر إلى التحقيق.
بيد أن قرار حل مجلس إدارة الاتحاد قد يحدث مشكلة داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم، لأنه يرفض تدخل الحكومات في عمل الاتحادات الأهلية وذلك من منطلق أنه يعتبر أن تلك الاتحادات تابعة له وليس للدولة، وهو ما قد يؤدي إلى وقف النشاط الكروي في مصر.
وفي غضون ذلك، نسبت تقارير صحافية إلى الدكتور إحسان كميل، رئيس مصلحة الطب الشرعي، تصريحات قال فيها إن الكشف الظاهري على 51 جثة من ضحايا مذبحة بورسعيد يشير إلى أن أسباب الوفاة quot;غامضةquot;، مضيفاً أن هناك آثار طلقات نارية في بعض الجثث كما أنه توجد طعنات بأسلحة بيضاء. وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه النيابة صباح اليوم عن عثورها على فوارغ طلقات نارية داخل إستاد النادي المصري.
التعليقات