عندما يتعلق الأمر ببطولة الأمم الأوروبية، فلدى كريستيانو رونالدو قضية لم تنته بعد ،حيث ستكون قد مرت ثماني سنوات هذا الصيف عندما ذرف المهاجم دموعاً مريرة على أرض quot;استوديو دا لوزquot; بعدما عانت البرتغال صدمة الخسارة على أرضها أمام اليونان في نهائي يورو 2004.

ويأمل رونالدو أن يمحي الذاكرة في يوم الأحد 1 تموز في المباراة النهائية ليورو 2012 التي ستقام في كييف التي تعبد أكثر من 250 ميلاً عن لشبونة، بعدما شهدت البرتغال في تلك الفترة اعتزال جيلاً ذهبياً من اللاعبين بما في ذلك لويس فيغو ومانويل روي كوستا وبيدرو باوليتا.

وعلى رغم أن المهاجم البرتغالي (27 عاماً) يعتبر بالفعل شخصية تتمتع بشعبية كبيرة في وطنه، إلا أن بطولة هذا الصيف هي فرصة لنجم ريال مدريد لتأكيد موقفه على أنه واحداً من بين العظماء في البرتغال.

ومع مجموعة صعبة تنتظر لاعبي المدرب باولو بينتو، حيث سيواجه منتخب البرتغال المرشح المفضل لإحراز اللقب المانيا وهولندا والعدو الدائم الدنمارك. وسيكون مكسباً للبرتغال إذا تأهلت إلى الدور الثماني. وكما هو الحال دائماً، فإنها ستسعى جاهدة للحصول على أقصى حد من أداء رونالدو.

ويتوقع أنصار البرتغال أداء ضعيف لمنتخب بلادهم هذه المرة، نظراً إلى كفاحه في حملات التأهيل الأخيرة وأداؤه السيئ في نهائيات كأس العالم 2010. فالمحصول الحالي لا يعتبر من الجيل الذهبي، ولكن لديه الورقة الرابحة في رونالدو الذي ينتعش على المستوى الدولي.

وتحت إدارة بينتو أصبح رونالدو بعيداً جداً عن الشخصية التعيسة التي هربت من أرض الملعب بمجرد هزيمة البرتغال أمام جاره الاسباني في كيب تاون قبل عامين وخروجه من كأس العالم.

وبينما كان رونالدو قد عمل مع مدرب نهائيات كأس العالم كارلوس كيروش في مانشستر يونايتد، إلا أن العلاقة بينهما كانت فاترة في البرتغال ولم تتحسن، حيث أن التكتيكات الدفاعية من المساعد السابق للسير اليكس فيرغسون قد عزلت رونالدو وأحبطته.

ولم يكن تعيين بينتو في تشرين الأول 2010 هذياناً عالمياً. وقد أيد رونالدو علناً هذه الخطوة التي عززت موقف المدرب بشكل كبير.
وبعد أن كان قد سجل هدفين فقط في غضون عامين مع منتخب البرتغال تحت إدارة كيروش، هز رونالدو شباك المنافسين 9 مرات في مبارياته الـ11 الأولى تحت قيادة بينتو. الشيء الذي يعكس عن كثب صيغة النسبة الممتازة في تسجيل الأهداف لناديه. ويبدو أن رونالدو أكثر سعادة الآن بعدما احتفظ بمنصب كابتن بلاده.

ويعرف الثنائي بعضهما بعضاً لمدة من الوقت، إذ كان بينتو من كبار المحترفين في سبورتينغ لشبونة عندما تخرج رونالدو من أكاديمية النادي.

وبعدما ترأس أكاديمية سبورتينغ ثم مدرباً للفريق الأول، فإن بينتو يعرف الداخل والخارج في النادي الذي لايزال قريباً إلى قلب رونالدو.

وبما أن بينتو يعتبر براغماتياً، فإنه سيلعب بقدر ما يستطيع على نقاط القوة عند رونالدو التي يقدمها لناديه.وعلى رغم أن شن الهجمات المرتدة لم يكن لها طعماً لبعض التقليديين في ريال مدريد، إلا أنها تناسب قوة رونالدو وسرعته تماماً. وهذا ما فعله منذ أيامه في مانشستر يونايتد، ويمكن أن ينجح في ذلك مع منتخب البرتغال هذا الصيف.

وهناك علامات في النادي الملكي على أن رونالدو وجد بعض الابداعات في مواطنه فابيو كوينتراو، حيث يمكن القول ان الظهير الأيسر السابق في بنفيكا هو أهم لاعب برتغالي ينافس رونالدو.

ويعتبر الثنائي صديقان حميمان خارج الملعب، والشراكة الوليدة كانت واضحة بالفعل في نهائي كأس العالم الأخيرة التي اقيمت في جنوب افريقيا، فقد كان أداؤهما مجتمعاً مذهلاً أمام كوريا الشمالية الذي أقلق البرازيل قبل أيام.

وبعد مرور سنتان، فالأمل هو أن البرتغال يمكنها أخيراً الاعتماد على يورو 2012 مع رونالدو الذي لديه علاقة خاصة.

وكانت يورو 2004 قوية وتجربة تكوينية بالنسبة إلى رونالدو عندما كان مراهقاً بعدما أكمل للتو موسمه الأول مع مانشستر يونايتد. وقيل الكثير عن قوة رونالدو حتى ذلك الحين عندما أبطل مفعوله آشلي كول في الدور ربع النهائي كمدافع رئيسي لانكلترا.

وتفوقت البرتغال مع المدرب آنذاك لويز فيليبي سكولاي بواسطة المهاجم المتوهج في ذلك الشهر. فقد كان أداء رونالدو، الفخور بشدة ببلده، رائعاً كأي لاعب آخر منافس.

وربما كانت هناك قصة مماثلة بعد أربع سنوات في سويسرا، البلد الذي لديه 200 ألف برتغالي مغترب. ولكن الكرنفال لم يصل إلى حد بعيد، فقد حاصرت أجواء من التوتر مخيم منتخب البرتغال وتسربت أنباء في منتصف البطولة على تحرك وشيك لسكولاري إلى تشلسي.

وكان رونالدو نفسه مصدراً لإهتمام أكبر، فمع عودته المفعمة بالنشاط من فوز مانشستر يونايتد بلقب دوري أبطال أوروبا في موسكو، فإن التكهنات حول مستقبله كانت فياضة مع ريال مدريد اليائس للاستحواذ عليه.

وأصبح الشاب الفوار نجماً عالمياً، مرافقة مع كل الاحصاءات. في حين قطعت المانيا احتفالات البرتغال في الدور ربع النهائي.

وهذا الصيف قد يوفر أسعد السياق حيث يبدو أن المهاجم الدولي قد تعافى بسرعة نسبياً من خيبة أمل للإقصاء من الدور قبل نهائي لدوري أبطال أوروبا مهدراً ركلة جزاء ترجيحية. ويذهب رونالدو إلى يورو 2012 مع الميدالية الفائزة بلقب الدوري الاسباني. أما التساؤلات في كانون الثاني الماضي حول مستقبله في اسبانيا فقد أكل عليها الدهر وشرب.

والفكرة القائلة بأن رونالدو بحاجة إلى تغيير سلوكه، هي أنين في غير محله، خصوصاً مع وجود مدرب وسواس وملتزم جداً. ومع ذلك فإن تحسن أداء المهاجم البرتغالي هي طبيعية، حيث أنه لم يكن قانعاً أبداً وهو دائماً على استعداد للتطور.

والتاريخ هو الآن في متناول اليد. فإذا وصلت البرتغال إلى الدور نصف النهائي ولعب رونالدو كل مبارياته من الآن وحتى ذلك الحين، فإنه سيتخطى روي كوستا على أنه الثالث الأكثر مشاركة مع منتخب بلاده.

ومع أن البرتغال ليست المرشحة المفضلة للفوز بلقب يورو 2012، ولكن هذا التدريج النهائي للبطولة مع 16 منتخباً فقط قد يمنحها الفرصة. ومن شأن وثبة بسرعة البرق للحصول على الكأس قد تكون مجرد أسلوب كريستيانو رونالدو.

رونالدو مع البرتغال
ـ شارك للمرة الأولى ضد كازاخستان في آب 2003 وكان في الـ18 عاماً.
ـ كان عضواً في منتخب البرتغال الذي تأهل إلى المباراة النهائية على أرضه في يورو 2004.
ـ سجل هدفه الدولي الأول في مرمى اليونان في يورو 2004.
ـ لعب لمنتخب البرتغال في أولمبياد 2004 ويورو 2008 ونهائيات كأس العالم لعامي 2006 و2010.
ـ يحمل حالياً شارة كابتن البرتغال مع 88 مباراة دولية و32 هدفاً.

مواعيد مباريات البرتغال في المجموعة الثانية
9 حزيران، ضد المانيا في لفيف.
13 حزيران، ضد الدنمارك في لفيف.
17 حزيران، ضد هولندا في خاركيف.