تزامن حلول شهر رمضان المبارك هذا العام مع موعد إنطلاق دورة الألعاب الأوليمبية (لندن 2012)، مما أثار عاصفة من الجدل بمختلف الدول العربية حول أحقيةالرياضيين المشاركين في المنافسات في الإفطار والامتناع عن الصوم للحيلولة دون تعرضهم لإنهاك جسدي يعوقهم عن درب الميداليات.
تمتد ايام شهر رمضان الكريم، الذي بدأ يوم 20 الماضي، حتى 20 أغسطس المقبل، ليتوافق مع فعاليات دورة لندن التي تنطلق رسميا 27 يوليو ويسدل الستار عنها في 12 أغسطس.
وتباينت الآراء حول منح رخصة شرعية للرياضيين المسلمين تبيح لهم الافطار، نظرا لصعوبة التدرب واللعب في ظل الامتناع عن الطعام والشراب.
ففي المغرب، أجازت هيئة الافتاء بالمجلس العلمي الأعلى إفطار الرياضيين المشاركين في دورة (لندن 2012) حيث أصدرت فتوى تعطي رخصة للاعبين تغنيهم عن الصيام.
واستندت الفتوى على رخصة شرعية ترتبط بالسفر، وقد تم بحث القضية بناء على طلب من فريق الدراجات الأوليمبي الذي يشكو من صعوبة الصوم اثناء التدريبات والمنافسات.
وفي مصر، أجاز مفتي الديار علي جمعة، الإفطار في شهر رمضان للاعبات واللاعبين المشاركين في الأولمبياد ايضا، موضحا أن الله منح رخصة الإفطار في حالة السفر أو المرض طبقا للنص القرآني quot;فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخرquot;.
وبرر المفتي فتواه بطول عدد ساعات الصيام في بريطانيا، موضحا أنه quot;لا يجوز أن يصوم الشخص أكثر من 18 ساعةquot;، على حد تعبيره.
كما نصح جمعة من يرغب في الصوم من أعضاء البعثة المصرية بالالتزام بصوم 16 ساعة، من الساعة الثانية والنصف فجرا وحتى الساعة السادسة والنصف مساء، وهو ما يوافق توقيت مكة، الذي يرجع اليه العلماء وقت الاختلاف حول عدد ساعات الصيام.
وأكد المفتي أنه لا علاقة للرياضة بهذه الرخصة، لأنه لو أقيمت البطولة في مصر ما جاز الإفطار، ولكن الرخصة ممنوحة لأن الجميع سيكون على سفر.
وبالانتقال الى المملكة العربية السعودية، فقد أوضح رئيس لجنتها الأوليمبية خالد الدخيل في تصريحاتأن مسألة الافطار متروكة للاعب ومدربه، لكن من وجهة نظره الشخصية، فإنه يرى أن السفر يعفي الرياضيين عن الصوم.
وبالمثل أكد متحدث باسم اللجنة الأردنية أن الرياضيين أنفسهم هم من يملكون حرية مواصلة الصيام او الاستفادة من رخصة الافطار للسفر.
والحقيقة أنه في كل عام ومع دخول شهر الصوم تثار قضية إفطار الصائمين سواء من اللاعبين المحترفين في دول أوروبية او الرياضيين المشاركين في بطولات قارية او دولية كالدورة الاولمبية، لكن استقر علماء ومشايخ الدين الإسلامي على إباحة الافطار، باعتبار الرياضة نوعا من العمل الذي يحقق مصلحة الفرد ويخدم الوطن، كما يتطلب مجهودا بدنيا شاقا.
- آخر تحديث :
التعليقات