مرّ العام 2012 وهو يحمل على عاتقه العديد من الإخفاقات الرياضية العراقية ، ولم يتمكن الرياضيون العراقيون إلا في حالات نادرة التحليق في فضاءات الفوز الجميل ، وخاصة في لعبة كرة القدم .


عبدالجبار العتابي - إيلاف: فكان العام المنقضي قد شهد عدم حصول كرة القدم العراقية على أي لقب وخاب مسعاها في الحصول على كأس أو وسام على الرغم من الميزانية الضخمة التي تخصص للاتحاد العراقي لكرة القدم الذي عاش العديد من المشاكل منها مشكلة المعترضين على نتائج إنتخاباته التي لازالت قضيتها في محكمة (كاس) الدولية للنظر فيها ، فضلا عن إشكالات المنتخب الوطني الأول وفشل الاتحاد في اختيار المدرب المناسب ، فيما لازالت الرياضة العراقية تعاني من عدم وجود البنية التحتية للتدريب وإقامة البطولات ، ومثلما لازالت وزارة الشباب والرياضة غافلة عما يحدث ، فأن اللجنة الأولمبية العراقية هي الأخرى نائمة في مسرات السفر والترفيه والتحضيرات للانتخابات المقبلة .

ولابد أولا من الإشارة إلى أن الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية سمى الرباعي كرار محمد جواد أفضل رياضي في العراق لعام 2012 بعد حصوله على ثلاث ميداليات وتحطيمه رقمين عالميين برفع الأثقال لفئة الشباب ، فيما تم اختيار مهاجم منتخب الشباب مهند عبد الرحيم الفائز بجائزة أفضل لاعب شاب على مستوى القارة الآسيوية كأفضل لاعب كرة قدم للعام .

فقد شهدت الكرة العراقية فشل العراق في الحصول على أية بطولة ، على الرغم من وصول فرقه إلى المباريات النهائية لأربع بطولات ، وان كانت العزاء للبعض وصول منتخباً الناشئين والشباب إلى نهائيات كأس العالم التي ستجري عام 2013 ، كما حدث لفريق أربيل الذي تأهلإلىنهائي كأس الاتحاد الآسيوي بعد نتائج جيدة في الأدوار الأولى ليلاقي الكويت على أرضه وبين جماهيره , ولكنه خسر النهائي بشكل قاسي حينما انهزم بأربعة أهداف نظيفة ,فيما خسر منتخب الناشئين نهائي كأس العرب أمام المنتخب التونسي على الرغم من المستوى الجيد الذي ظهر به ، وفعل الأمر ذاته منتخب الشباب خلال مشاركته في بطولة كأس العرب الثانية لكرة القدم التي احتضنها الأردن في شهر تموز / يوليو ، وخرج من المرحلة الأولى ، كما خسر منتخب الشباب الذي لم يستطع مدربه حكيم شاكر من الحفاظ على هدف الفوز الذي سجل في نهائي أمم آسيا للشباب ، ليسجل الفريق الكوري الجنوبي التعادل في الدقيقة 92 من المباراة ومن ثم الفوز بفارق الركلات من نقطة الجزاء الترجيحية ، وضياع البطولة من الأيدي العراقية التي كانت متلهفة لحمل الكأس .

وجاءت المنتخب الوطني الأول ليضع خاتمة سيئة جداً للمشاركات العراقية حينما فقد بطولة غربي آسيا بعد أن وصل المباراة النهائية مع منتخب سوريا حينما خسرها بهدف نظيف، بعد أن فشل المدرب حكيم شاكر أيضاً ، بعد أن كافأه اتحاد الكرة العراقي بقيادة المنتخب في هذه البطولة، في إدارة الشوط الثاني من المباراة بالشكل الذي يؤديإلىالفوز .

وكان المنتخب العراقي بقيادة زيكو قد اخفق في الوصولإلىالمباراة النهائية لكأس العرب الذي استضافه المملكة العربية السعودية واكتفى بالمركز الثالث .

واخفق في ذات السياق المنتخب الأولمبي في التأهلإلىأولمبياد لندن بعد أن عده الإتحاد الدولي خاسراً مباراته أمام الإمارات بثلاثة أهداف نظيفة رغم فوزه فيها بهدفين دون رد، لإشراكه اللاعب فيصل جاسم رغم حصوله على إنذارين وكان المنتخب جمع نقطة واحدة عبر التعادل مع الإمارات في المباراة الأولى والخسارة من أوزبكستان، ليترك هذا الحدث تداعيات كثيرة نتج عنها إقالة المدرب راضي شنيشل والمدير الإداري جبار هاشم ومعاقبة اللاعب فيصل جاسم.

وكان ﻓﺮﻳﻖ ﻧﺎدي أرﺑﯿﻞ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم قد فاز ﺑﻠﻘﺐ دوري اﻟﻨﺨﺒﺔ العراقي للموسم 2011 /2012 ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ،بعد أن تم تنظيم الدوري لأول مرة خلال السنوات التسع الماضية على نظام الدوري لمجموعة واحدة .

وشهد العام إنطلاق دوري الكرة في الـ19 من تشرين الأول / أكتوبر وفق نظام الدوري العام وليس المجموعات وتم تقليص عدد الفرق إلى 18 فريقاً، كذلك فإن إعادة تنظيم بطولة كأس العراق بعد سبات طويل دام سنوات عديدة حيث انطلق الدور الأول من البطولة خلال شهر أيلول / سبتمبر

وشهد عام 2012 لقاء تاريخياً بين المنتخب الوطني العراقي ونظيره البرازيلي الذي أقيم برعاية إحدى شركات التسويق في مدينة مالمو السويدية في شهر تشرين الثاني /نوفمبر ، وإنتهت المباراة بفوز المنتخب البرازيلي بستة أهداف نظيفة تناوب على تسجيلها كل من أوسكار وسجل هدفين وكاكا وهالك ونيمار ولوكاس، وهي المباراة الأولى بين المنتخبين على صعيد المنتخب الأول.

كما شهد العام العديد من المشاكل للكرة العراقية التي من أبرزها ماحدث من مدرب المنتخب الوطني الأول البرازيلي زيكو و التي انتهت بتقديم إستقالته ، وعلى الرغم من عدم وضوح الصورة في هذه الإشكالات، إلا أن ماتم تداوله أنالمشاكل بسبب غموض العقد المبرم بينه وبين إتحاد الكرة .

وقاد زيكو المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلةإلىكأس العالم ، وهو الآن يحتل حالياً المركز الثالث في المجموعة بعد اليابان واستراليا ، بعد الفوز الأخير الذي حققه على الأردن بهدف يتيم ، فيما خسر أمام اليابان واستراليا وتعادل مع عُمان والأردن ، ولم يستطع تقديم المستوى الثابت ، وزيكو في كل مباراة كان يثير لغطا كبيراً ، وتعرضإلىانتقادات حادة من قبل أهل اللعبة ، خاصة بعد أن ابعد اللاعبين (الكبار) من صفوف المنتخب واستعان بلاعبين شباب.

وعلى الرغم من النتائج السيئة إلا أن ما تجدر الإشارة إليه هو بروز لاعبين شباب على مستوى جيد من النجومية واثبتوا قدرة كبيرة في التألق ، ومن هؤلاء : جلال حسن وأحمد إبراهيم وعلي عدنان وسيف سلمان وأحمد ياسين ووليد سالم وحمادي أحمد .

كما تجدرالاشارةإلىحارس مرمى المنتخب العراقي نور صبري الذي استطاع أن يستعيد بريقه السابق ويتفوق على نفسه ويكون النجم المميز لعام 2012 ، حينما ذاد عن مرماه ببسالة في العديد من البطولات لاسيما منها المباراة الودية مع المنتخب البرازيلي الذي تغلب على المنتخب العراقي بستة أهداف نظيفة .

كما اختير المهاجم أمجد راضي في قائمة أفضل عشرة لاعبين آسيويين، حينما احتل المركز الثامن في ترتيب أفضل عشرة لاعبين في القارة الآسيوية لعام 2012 بحسب موقع (ESPNFC Soccer) المتخصص بشؤون كرة القدم العالمية ، جاء بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في إيصال فريقه (أربيل) إلى المركز الثاني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2012 فضلاً عن اختياره كهداف لهذه البطولة خلف اللاعب الإماراتي عمر عبد الرحمن الذي جاء في المركز الأول.

وأكدت المشاركة العراقية في دورة الألعاب الأولمبية بنسختها الثلاثين والتي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن، على البون الشاسع بين الرياضة العراقية والعالم ، فعلى الرغم من أن المشاركة العراقية كانت بثمانية متسابقين فقط وبالبطاقة المجانية ، في فعاليات ألعاب القوى والسباحة والرماية والقوس والسهم ورفع الأثقال والملاكمة والمصارعة، إلا أن غالبيتهم خرج من الأدوار الأولى في الألعاب بعد تحقيقهم نتائج مخيبة للآمال.

لكن اللافت للانتباه فعلاً هو ما حققه الرباعي الشاب كرار محمد ، الذي يعد أول الرباعيين العراقيين الذين حطموا رقماً عالمياً، ففي مشاركته ببطولة العالم للناشئين التي جرت في سلوفاكيا في أيلول / سبتمبر ، رفع كرار محمد 143 كغم، محطماً الرقم العالمي السابق برفع الأثقال لفئة وزن 69 كغم، المسجل باسم رباع روسي وقدره 142كغم، ليحرز بذلك المركز الأول في البطولة التي يشارك فيها خيرة رباعي العالم.

أما في الرياضات الأخرى ، فليس هنالك ما يسر كثيراً على الرغم من بعض النتائج الجيدة، فقد حققت المصارعة العراقية بواسطة المنتخب الوطني للشباب المركز الأول في بطولة العرب التي جرت في السعودية خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر، بفعاليتي المصارعة الحرة والرومانية وكذلك المركز الثاني في بطولة العرب التي احتضنتها مصر خلال شهر أيلول / سبتمبر حيث خسر أمام المنتخب المصري بفارق نقطة واحدة ـ

وفي السلة حقق نادي دهوك الفوز بالمركز الثالث في بطولة أندية غربي آسيا ،وفي ألعاب القوى أحرز المنتخب الوطني للناشئين المركز الأول في بطولة غربي آسيا التي جرت خلال شهر أيار / مايو في بيروت فضلا على مشاركة العداء عدنان طعيس في بطولة الجراند الآسيوي وإحرازه وسامين ذهبيين وكذلك إحراز العداءين دانة حسين وكرار عبد الزهرة وعمار مكي الأوسمة الذهبية، فيما اعتبر اتحاد البليارد الفوز في المركز الأول لبطولة العرب بالسنوكر الأبرز عندما تغلب المنتخب الوطني في البطولة التي جرت في دبي خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر فضلا على المشاركة في منافسات بطولة العالم التي جرت في بلغاريا خلال شهر كانون الأول رغم أن لاعبي المنتخب الوطني خرجا من الدور الثاني للبطولة بعد مشاركة أفضل لاعبي المنتخبات المتقدمة في البطولة.

فيما أحرز منتخب المواي تاي المركز الثالث آسيويا في البطولة التي جرت في تايلاند خلال شهر تموز / يوليو كما تم اختيار لاعب المنتخب علي ساهر أفضل لاعب لإحرازه أربعة أوسمة ذهبية في البطولات المختلفة.

وفي التجذيف حقق المنتخب الوطني الفوز بالمركز الثاني ببطولة العرب بالكاياك التي جرت في تونس خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر حيث أحرز وساما ذهبياً وستة أوسمة فضية وبرونزيتين، كما حقق نتائج جيدة في بطولة العرب في مصر خلال شهر كانون الثاني عبر إحراز وسام ذهبي وخمسة فضية وبرونزيتين، وفي كرة اليد أحرز منتخب الناشئين المركز الثاني في منافسات بطولة تيرامو التي أقيمت في إيطاليا خلال شهر تموز / يوليو بمشاركة 120 منتخبا وتمكنت المبارزة من تحقيق نتائج جيدة على الصعيد الآسيوي حيث فازت بلقب بطولة غربي آسيا للفتيان التي أقيمت في لبنان خلال شهر كانون الأول/ديسمبر بإحرازه سبعة أوسمة ذهبية، فيما تأهل المنتخب الوطني للكيك بوكسنغ إلى المباراة النهائية للبطولة الآسيوية المقامة في الهند.