تشهد كأس الامم الافريقية التاسعة والعشرون لكرة القدم التي تستضيف جنوب افريقيا نهائياتها من 19 كانون الثاني/يناير الى 10 شباط/فبراير، غياب عدد من المنتخبات البارزة وعودة اخرى كانت غائبة وقدوم منتخبات تشارك لاول مرة.
وبعد تحولات كبيرة في نظام اقامة البطولة بين سنوات فردية وزوجية وارتفاع في عدد المنتخبات المشاركة من 4 الى 8 ثم استقر على 16 في دورة عام 1998 في بوركينا فاسو، قرر الاتحاد الافريقي للعبة اقامة نهائيات المسابقة القارية في السنوات الفردية لكي لا تأتي مع الاعوام الزوجية التي تقام فيها كأس العالم.
وكانت المباشرة بهذا النظام فورية بعد الانتهاء من نسخة 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية دون ترك اي مساحة زمنية لتقام البطولة المقبلة في العام التالي وفي جنوب افريقيا بدلا من ليبيا التي تعيش اوضاعا سيئة بسبب الحرب.
واقيمت التصفيات ايضا بنظام جديد تداركا للوقت فشاركت في الدور التمهيدي الذي اقيم في كانون الثاني/يناير المنتخبات الاربعة الادنى تصنيفا، وتأهل الى الدور الاول منتخبا سيشيل (دون ان يلعب لانسحاب سوازيلاند) وساو تومي وبرانسيب (على حساب ليسوتو).
وشارك في الدور الاول الذي اقيم ايضا من مباراتي ذهاب واياب 28 منتخبا، وكان المصري، حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب (7 اخرها عام 2010)، الضحية الابرز على الاطلاق حيث فشل في التأهل الى النهائيات للمرة الثانية على التوالي بخروجه على يد جمهورية افريقيا الوسطى.
وتأهل الى الدور الثاني الاخير 14 منتخبا انضمت الى المنتخبات ال16 التي شاركت في نهائيات امم افريقيا 2012.
وهذه المرة الاولى منذ 1968 التي تغيب فيها مصر عن نسختين متتاليتين بعد ان توجت 3 مرات متتالية (2006 و2008 و2010) بقيادة المدرب حسن شحاتة الذي ترك مكانه للاميركي بوب برادلي، واقر الاخير بمسؤولية الجهاز الفني عن خروج منتخب الفراعنة من الدور الاول بخسارته 2-3 ذهابا في الاسكندرية وتعادله ايابا 1-1.
وكشف برادلي أن اداء اللاعبين في مباراة الذهاب لم يكن على المستوى المتوقع خاصة من لاعبين كبار أصحاب خبرة طويلة في الملاعب الافريقية، وساهم عدم التوفيق وحالة الاستهتار والاسترخاء في تعزيز الثقة لدى المنافس.
واضاف quot;هناك شوط آخر في الإياب سنعمل على تصحيح الاخطاء فيه وسنقاتل من أجل التأهل وعندما يصبح الأمر بهذا الشكل يجب أن نقاتل بضراوة لإنقاذ الأمر بعقيدة المحاربينquot;، لكنه فشل بعد ان اكتفى بالتعادل الذي كان بمثابة هزيمة تاريخية للمنتخب المصري.
اما الغائب الاكبر الثاني عن هذه النهائيات وللمرة الثانية على التوالي ايضا فهي الكاميرون (4 القاب)، التي خرجت بقيادة نجمها صامويل ايتو على يد الرأس الاخضر المغمورة بعد خسارتها في ذهاب الدور الثاني صفر-2 في برايا وفوزها ايابا 2-1.
تجدر الاشارة الى ان الرأس الاخضر، الوافد الجديد الوحيد الى النهائيات، حصلت على استقلالها عن البرتغال عام 1975 وكانت مباراتها الاولى كدولة مستقلة عام 1979 ضد غينيا بيساو (صفر-3 وديا)، وهي لم تنضم الى الاتحاد الدولي (فيفا) قبل عام 1986 ولم تشارك في تصفيات كأس العالم قبل نسخة 2002 وفي تصفيات كأس امم افريقيا قبل 1994، علما بان هناك الكثير من اللاعبين المتحدرين منها ودافعوا او يدافعون عن الوان منتخبات اوروبية مثل لويس ناني (البرتغال) وهنريك لارسون (السويد).
ويشرف على الرأس الاخضر حاليا المدرب لوسيو انطونيس الذي خلف البرتغالي جواو دي ديوس في تموز/يوليو 2010، ويتكون منتخب الجزيرة الصغيرة (حوالي 4 الاف كلم مربع فقط) بغالبيته من لاعبين محترفين في البرتغال، وقد تخطى في الدور الاول نظيره من مدغشقر 4-صفر ذهابا و3-1 ايابا.
ولم تكن القرعة منصفة مع منتخب السنغال المرعب فخاض الدور الثاني بطريقة سيئة امام ساحل العاج وخسر ذهابا 2-4 وايابا 2-صفر، قبل ان تتوقف المباراة بسبب اعمال الشغب التي قام بها انصاره فاعتمد الاتحاد الافريقي النتيجة كما هي.
وتغيب ايضا ليبيا والسودان وبوتسوانا وغينيا اضافة الى صاحبي الضيافة للنسخة السابقة الغابون وغينيا الاستوائية.
وعادت الى المشهد القاري كل من نيجيريا وجنوب افريقيا والكونغو الديموقراطية والجزائر وتوغو واثيوبيا، والاخيرة بعد غياب 30 عاما.
ووزعت المنتخبات ال16 المتأهلة الى النهائيات على اربعة مستويات فجاءت جنوب افريقيا وغانا وزامبيا وساحل العاج في الاول، ومالي وتونس وانغولا ونيجيريا في الثاني، والجزائر وبوركينا فاسو والمغرب والنيجر في الثالث، وتوغو والرأس الاخضر وجمهورية الكونغو الديمقراطية واثيوبيا في المستوى الرابع.
وتضم المجموعة الاولى جنوب افريقيا المضيفة وانغولا والمغرب والرأس الاخضر، والثانية غانا ومالي والنيجر والكونغو الديموقراطية، والثالثة زامبيا حاملة اللقب ونيجيريا وبوركينا فاسو واثيوبيا، والرابعة التي وصفت بquot;الحديديةquot;، ساحل العاج وتونس والجزائر وتوغو.
ولن تكون مهمة المنتخبين التونسي والجزائري سهلة في سعيهما الى الظفر باللقب القاري الثاني في تاريخهما، لانهما سيصطدمان بقوة ساحل العاج المدججة بالنجوم في مقدمتها ديدييه دروغبا ويايا توريه وجيرفينيو وسالومون كالو وسياكا تيينيه وديدييه زوكورا، والذين ستكون الكأس القارية الحالية فرصتهم الاخيرة لفك النحس الذي لازمهم في النسخ الاخيرة واحراز اللقب الثاني.
واحرزت ساحل العاج اللقب مرة واحدة في تاريخها وذلك عندما استضافت البطولة على ارضها عام 1992 بركلات الترجيح، لكن منتخب بلادها يحظى باحترام كبير على الدوام.
وكان المنتخب العاجي قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب لكنه خسر النهائي مرتين عام 2006 امام مصر، ومطلع العام الماضي امام زامبيا، وبالتالي فهو يسعى الى التتويج باللقب القاري مطلع العام الحالي.
يذكر انها المرة الثانية على التوالي التي تقع فيها تونس في مواجهة منتخب عربي في النهائيات بعدما وقعت في مجموعة المغرب والغابون والنيجر في نسخة 2012 ونجحت في بلوغ ربع النهائي قبل ان تخرج على يد غانا.
من جهته، لن تكون مهمة المنتخب المغربي سهلة امام اصحاب الارض الذين يسعون الى استغلال استضافتهم للكأس القارية للمرة الثانية في تاريخهم والاولى منذ 17 عاما، للتتويج بها للمرة الثانية ايضا وعلى ارضهم بعد الاولى عام 1996.
وسيسعى اسود الاطلس بقيادة مدربهم المحلي رشيد الطاوسي الى محو خيبة امل نسخة الغابون وغينيا الاستوائية بقيادة البلجيكي اريك غريتس عندما خرجوا من الدور الاول.
ولن تكون جنوب افريقيا العقبة الوحيدة امام المغرب حيث سيصطدم بالرأس الاخضر، فيما تشتد المنافسة في المجموعة الثالثة مع عودة نيجيريا بعد غيابها عن النسخة الاخيرة، كما في الثانية حيث اوقعت القرعة غانا في مواجهة مالي للمرة الثانية على التوالي.
التعليقات