يتقاضى لاعبو و مدرب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي رواتب خيالية منذ أن أصبحت ملكية النادي للقطريين الذين أغدقوا على الفريق بأموال طائلة لجعله من صفوة الأندية الأوروبية ، أجور تفوق كثيرا تلك التي يحصل عليها لاعبو و مدربو بقية أندية الدوري الفرنسي .


ديدا ميلود - إيلاف : فالقيمة الإجمالية التي تدفعها خزينة المال القطرية للاعبي النادي و مدربه الإيطالي كارلو انشلوني شهرياً تصل إلى ثمانية ملايين يورو ، و تضاف إلى هذه الأرقام مبالغ أخرى تخص أفراد الطاقم الفني و الطبي و منح الانتصارات و غيرها .

و إذا كان تقاضي لاعبي النادي الباريسي لأجور عالية أمر عاد بالنظر إلى الميزانية الضخمة التي رصدها القطريون لتحويله الى أقوى و أفضل الأندية في أوروبا و العالم و بالنظر أيضا إلى الأسماء الثقيلة التي تم انتدابها فان اللافت في هذه الأجور هو التفاوت الكبير بين تلك التي ينالها بعضهم والتي تتجاوز النصف مليونيوروكحد أدنى و بين تلك التي يحصل عليها بقية اللاعبين و التي لا تتعدى الربع مليونيورو.

والثمانية ملايين توزع بطريقة غير عادلة على 27 فرداً بما فيهم المدرب الإيطالي أنشيلوتي ، فالراتب الشهري للمهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش يصل إلى مليون و 375يوروأي انه يأخذ سنويا 14 مليونيوروو هي تقريبا قيمة الميزانية العامة لعدة أندية فرنسية وهو أول لاعب في تاريخ الدوري الفرنسي يحصل على هذا الراتب الشهري الفلكي ، بينما ينال المدافع البرازيلي تياغو سيلفا 780 ألفيوروو ينال المهاجم الأرجنتيني ايزكيال لافيتزي 415 ألفيوروو مقابل هؤلاء نجد حوالي 15 لاعب تقاضون مبالغأقل بكثير من هذه الأرقام ، فاللاعب اليافع الإيطالي ماركو فيراتي يتقاضى 105 ألف يورو شهريا أي أن ما يحصل عليه فيراتي في سنة يناله السويدي في شهر واحد بل و هناك من هم اقل من فيراتي على غرار بيغي ليوندولا الذي يقبض 100 ألف اورو و سيكا تيني الذي ينال 70 ألفيورو، في حين يصل راتب المدرب انشيلوتيإلىنصف مليونيورو.

و قد يقول الكثير بإن رواتب اللاعبين عادية لأنها تخضع لمعايير فنية و تجارية موضوعية و لا يمكن أن تكون متساوية بالنظر إلى اختلاف ادوار اللاعبين في المستطيل الأخضر ، فابراهيموفيتش له دور هام في الفريق سواء في صناعة الأهداف أو في تسجيلها و عندما يتعرض الفريق لخسارة أو إقصاء فان أصابع المسؤولية تشير إليه مباشرة دون غيره من اللاعبين خاصة إذا لم يقدم أداء مقبولا أو أهدر هدفاً محققا ، كما أن دوره يتعدى المستطيل الأخضر فشهرته و شعبيته تجلبان للنادي عقوداً شهرية بالملايين كافية لمنحه كل اللاعبين أجورهم أي أن اللاعب الذي ينال حسب ما يدره على النادي من أموال و من نتائج فنية ، عكس اللاعبين أصحاب الأدوار الثانوية من البدلاء مثلا أو اللاعبين غير المؤثرين في نتائج الفريق.
غير أن هناك وجهة نظر أخرى تؤكد بإن اتساع الفوارق بين أجور اللاعبين له سلبيات على استقرار النادي و على نتائجه لأنه سيدفع العدد منهمإلىمطالبة إدارتهم برفع رواتبهم هم أيضا و قد يلجؤونإلىمساومتها و ابتزاها بالرحيل في حال لم تستجب لمطالبهم التي يرونها شرعية خاصة انه في الكثير من الأحيان أن اللاعبين أصحاب الرواتب الضخمة لا يقدمون مردوداً فنيا جيدا يوازي الأموال التي يحصلون عليها في وقت تجد لاعبا مغمورا بلا شهرة يبصم على مباريات جيدة ، إضافة الى أن المدرب نفسه لا يكترث كثيرا للجانب المالي عند اختياره للتشكيل الأساسي الذي سيلعب به مباراة رسمية بقدر مراعاته لجاهزية اللاعب في التمارين و الجميع يعلم بإن النجوم في الغالب يتكاسلون في التدريبات .
كما أن التباين الكبير في الأجور قد يؤديإلىحدوث غيرة بين الأغنياء و الفقراء لدرجة تدفع الفقراءإلىالتكاسل و الى بذل مجهود حسب الراتب و تجدهم يبررون مواقفهم هذه بأنه مثلما نختلف في الأجور نختلف أيضا في الأداء البدني داخل الملعب و مما يزيد من حدة الغيرة السلبية هو أن اللاعبين الفقراء يشعرون بظلم من إدارتهم و من الإعلام و من الجمهور حيث لا يعاملون بنفس المعاملة التي يعامل بها النجوم الأثرياء.
و يلاحظ الاستقبال الأسطوري الذي حظي به النجم الإنكليزي دافيد بيكهام رغم انه فنيا لن يقدن أي إضافة لزملائه أو للفريق في وقت نجد أن لاعبين يبلون البلاء الحسن دون أن ينتبه إليهم احد على غرار الحارس سالفاتوري سيريغو.
و تبقى الإشارةإلىأمر هام في أجور نجوم ألبي أس جي و يتعلق بالقانون الذي سيطبق على أصحاب الثروات العالية و المجبرين على دفع ضريبة قيمتها 75 في المائة من دخل صاحبها و التي من شانها أن تحجم مستقبلا اللاعبين على المجيءإلىفرنسا مما قد يصطدم مع مشروع القطريين في النادي و قد يدفعهمإلىالانسحاب.