يعتبر ملعب نادي برشلونة الكامب نو "Camp Nou" من ابرز معالم المدينة ومن أكبر ملاعب أوروبا بسعة تقارب التسعة والتسعين الف متفرج .
وصمم ملعب " الكامب نو " من قبل ثلاثة مهندسين معماريين: فرانسيسك ميتخانس ميرو، جوزيب سوتيراس ماوري و لورينزو غارثيا باربون ، وبعد ثلاثة سنوات من العمل المتواصل افتتح الملعب في الرابع والعشرين من ايلول عام 1957.
وإذا ما كان حاضر ملعب الكامب نو مثير بإنجازات فريق برشلونه التي لا تحصى فإن ماضي ذلك الملعب لا يقل اثارة عن الحاضر! على سبيل المثال فإن الأسم الرسمي للملعب منذ الافتتاح وحتى العام 2000 كان "Estadi del FC Barcelona " لكن الأسم الشعبي الذي استساغته الجماهير هو "الكامب نو" أي الأرض الجديدة هو الذي اشتهر أكثر من الأسم الأول، وحينما اجري استفتاء في العام 2000 للمفاضلة بين الأسم الرسمي والأسم الشعبي فضّل الجمهور الخيار الثاني على حساب الأسم الآخر، مما اجبر الإدارة على إستبدال أسم النادي بشكل رسمي بناءا على طلب الجمهور الكتلوني.
الاثارة والجدل لا تقتصر على أسم النادي بل تتعدى إلى ابعد من ذلك بكثير، لقد ارتبط هذا النادي بالسياسة بشكل غريب حتى أصبح هو السياسة بعينها ، فالشعارات السياسية الداعية للانفصال عن إسبانيا تنتعش هناك، والتعبير عن الذات يتجسد هناك من خلال التغلب على النادي الملكي الذي كانت ترعاه السلطات الإسبانية بشكل علني، ولان الجنرال الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو يعرف تماما سلاح كرة القدم بالنسبة للكتلونيين الذين يجيدون استخدامه بشكل ملفت للنظر من خلال ملعب الكامب نو، لذلك قرر ان يوجه ضربة قاسية لذلك السلاح، حيث قام بقصف مقر النادي بالطائرات في السادس عشر من آذار عام 1936، اثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت لثلاثة أعوام " 1936- 1939".
مضافا إلى جميع ما تقدم فان ما ربط كرة القدم بالسياسة في كاتلونيا هو قرار سياسي آخر من فرانكو حينما منع التحدث والتعامل باللغة الكاتلونية، الاستثناء الوحيد من تلك القاعدة مكان واحد، وهو ملعب المدينة الشهير "الكامب نو"، مما جعل الجماهير تذهب إلى هناك بجموع غفيرة ليس فقط من اجل متابعة مباريات نادي برشلونه فحسب، بل ايضا من اجل الحصول على فرصة الحديث باللغة الأم حفاظا على ركن مهم من اركان الهوية الكتلونية .
وفي الملعب الشهير كان الكتلونيون يثرثرون كثيراً فقط حبا في اللغة قبل الحسابات الآخرى. لذلك وغيره يعد معقل برشلونة " ملعب الكامب نو " رمزا من رموز الهوية الكتالونية والكفاح المتواصل للاقليم من أجل الاعتراف باستقلاله.
الملعب من حيث المنشآت والتصميم والعمران يعد تحفة فنية بكل ما تعني الكلمة من معنى، فبالإضافة إلى أرضيته الأنيقة التي يبلغ طولها 105 مترا ويبلغ عرضها 68 مترا، ومدرجاته المهيبة التي تسع لقرابة التسع وتسعين شخصا ، فإنه يضم ايضا جملة من المنشآت والمرافق الحيوية هناك مرافق خاصة للإعلام سواء تلك الموجودة في ممر اللاعبين أو اماكن خاصة في اعلى الملعب مقصورات مخصصة للإعلاميين إضافة طبعا إلى كابينات التعليق ، &وكل تلك المرافق مجهزة بما يلزم من تكنلوجيا، غرف الملابس مجهزة بشكل رائع ومرافق الملعب من الداخل بأحلى حلة .&
كما أن هناك المنطقة الفنية الخاصة بتجهيز اللاعبين بدنياً وفنياً ومعالجة الإصابات الخاصة، وصالة الشرف VIP، ومركز طبي وصيدلية في النادي، وجمعيـة لاعبـي برشلـونة السابقيـن، ومركز نادي برشلونة للتوثيق و الدراسات.&
كما يتبع الكامب نو ملعب صغير مجاور للمعلب الأساسي وساحتان آخريتان للتدريب، إضافة إلى مدرسة " اللاماسيا " التي تزود النادي باللاعبين الشباب المتميزين وفيها نشأ ميسي، انييستا، تشافي. كما يوجد في النادي أيضا روضـة الأطفـال لرعاية اطفال المشتركين في النادي اثناء حضور المباريات، كما أن هناك ايضا المتجر الرسمي لنادي برشلونه "FC BOTIGA MEGASTORE".
لقد احتضن هذا الملعب العديد من الاحداث الرياضية المحلية والدولية من اهمها حفلي الافتتاح والاختتام لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1992.
التعليقات