الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة هو الأوفر حظًا لترؤس فيفا، يوصف بأنه الأقدر على تنظيف غسيل فيفا الوسخ. فهل هذا صحيح؟ غارديان البريطانية تحاول الاجابة.
&
حين احتاج سيب بلاتر، رئيس فيفا المخلوع، إلى معين له في مهمة نقل كأس العالم 2022 التي تنظمها إلى فصل الشتاء، عرف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن ليس له إلا &الرئيس البحريني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، فعينه رئيسًا لفريق عمل شهورًا قبل ان يتوصل إلى النتيجة المحتومة.
&
فرصة سانحة
&
الشيخ سلمان، الهادىء الرصين، صار واحدًا من الشخصيات المؤثرة في المنطقة، والذي صعد سلم المناصب من دون أن يلاحظه أحد. والآن، الشيخ سلمان هو الأوفر حظًا ليقود عالم كرة القدم خارج أزمة غير مسبوقة يمر بها الاتحاد الدولي.
&
فالشيخ سلمان (49 عامًا) يحشد الدعم من أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية وأفريقيا، لذا ثمة فرصة ذهبية سانحة ليصبح أول رئيس آسيوي لفيفا فيحل في شباط (فبراير) المقبل محل بلاتر المخلوع من منصبه بسبب تورطه في فضائح مالية عصفت بفيفا.
&
وقد تضافت فرصه مع خروج بلاتر، وتوقيف لجنة الاخلاق في الاتحاد منافسه ميشيل بلاتيني وأمين عام فيفا جيروم فالكي عن العمل مدة 90 يوما. وهو سيتوجه الاثنين القادم إلى زوريخ لاجراء محادثات مع كبار الاتحاد قبل أن يعلن ترشيحه. ولا شك في أنه سيسم ترشيحه هذا بسمة "الرجل الذي يمكنه تنظيف غسيل فيفا الوسخ"، بحسب صحيفة غارديان البريطانية.
&
ويلفت مؤيدو الشيخ سلمان أن صار رئيسًا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 2013 فقط، وفي العام نفسه انضم إلى اللجنة التنفيذية لفيفا. لذا، لم تصبه لوثة الرشاوى والاختلاسات المالية.
&
ليس تغييرًا
&
حين رأس الشيخ سلمان الاتحاد الآسيوي، قدم خطابًا فيه الكثير من السمات التي تشي بما يمكن توقعه من حملته لرئاسة فيفا. قال حينها: "عليك أن تكون جزءًا من حوار شفاف عادل ومنفتخ، من خلال تنظيف الماضي، وفتح صفحة جديدة للمستقبل، واستعادة الشفافية والنزاهة". انها الكلمات التي يتفوه بها مسؤولو فيفا ونادرا تجد طريقها إلى الواقع.
&
وفي طريقه إلى تأمين 33 صوتًا من 46 المطلوبة ليتبوأ أحد المواقع الأكثر نفوذا في عالم كرة القدم، نال صوتي بلاتيني وبلاتر اللذين دعما ترشيحه، وهذا كاف لتقويض أي ادعاء بأنه صوت التغيير في الاتحاد، بحسب غارديان. فقبل أربع سنوات، خسر الشيخ سلمان بفارق ضئيل أمام محمد بن همام، في صراعهما على المقعد الآسيوي في اللجنة التنفيذية بفيفا.
&
إلا أن حملة الشيخ سلمان خرجت عن السيطرة، حين قال ماسنده الدكتور تشونغ مونغ-جوون، الذي أوقفته لجنة الاخلاق في فيفا الاسبوع الماضي ست سنوات عن التعاطي بأي مسألة متصلة بكرة القدم، إن القطير بن همام "مختل عقليًا"، وحين رد بن همام عليه وهدده بقطع رأسه، ولو نفى الجانبان حصول ذلك.
&
رجل الصبّاح
&
تقول غارديان إن الفوضى سادت الاتحاد الآسيوي، أحد محركات نمو لعبة كرة القدم، منذ إخراج بن همام من مملكة فيفا، لأنه تجرأ على منافسة بلاتر على رئاسة الاتحاد. فقد اتهم بتقديم الرشاوى عبر جاك وارنر لمسؤولين في الاتحاد الكاريبي لكرة القدم، وبتشغيل صندوق حجمه خمسة ملايين دولار من مكتبه في الاتحاد الآسيوي، ليتم إحراجه فإخراجه من الساحة الكروية في عام 2011، وسط دوامة من المزاعم والمزاعم المضادة.
&
حصل انحراف عن المسار المرسوم في العامين التاليين، بسبب القيادة غير المستقرة للصيني تشانغ جيلونغ، قبل أن يتدخل بلاتيني وبلاتر ليتأكدوا من فوز رجلهم. إلا أن ثمة يد ملكية أخرى أدت دورًا في ترأس الشيخ سلمان الاتحاد الآسيو لكرة القدم. فقد تلقته حملته دعمًا قويًا من الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، الذي يكتسب قوية متزايدة على الحلبة الرياضية العالمية، متنقلًا مع حراسه، ومحافظًا على تجعيد شعره المنسدل على الكتفين، بانيًا قاعدته الصلبة في العالم الاولمبي حليفًا رئيسًا لتوماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية. والصباح مؤيد بارز لبلاتر، لكن قبل سقوطه في أيار (مايو)، التقى مع بلاتيني في نهائي دوري ابطال اوروبا، ووعده بدعم المنطقة الآسيوية إذا ترشح للرئاسة، ومعه والشيخ سلمان، على الرغم من ترشح الأمير الأردني علي بن الحسين من الأردن. لكن، مع فشل بلاتيني في إيراد تفسير مقنع لحصوله على 1,35 مليون جنيه استرليني من بلاتر بعد تسع سنوات من توقفه عن العمل معه، انسحب من التنافس على رئاسة فيفا، وبدأ الشيخان البحث في خطة بديلة. ومع بحث الاتحاد الاوروبي لكرة القدم عن بديلهم لزعيمهم الفرنسي، تضاعفت فرص الشيخ سلمان.
&
قمع تظاهرات؟
&
بحسب غارديان، إن المهمة الأكبر التي تنتظر الشيخ سلمان ليست تأمين الأصوات الكافية من 209 اتحادات للفوز برئاسة فيفا، إنما إقناع العالم أجمع بأنه دم جديد يضخ في شرايين الاتحاد الدولي لكرة القدم.
&
فترؤسه الاتحاد في بلاده منذ عام 2002 وحضوره في بطولات فيفا أمّنا له موقعًا مهمًا في الاتحاد، إلى جانب تحالفه الوثيق مع بلاتر وبلاتيني، ومع الصباح الذي اتهم وسائل الإعلام بالعنصرية لأنها شككت في فوز قطر بفرصة تنظيم كأس العام 2022، بغض النظر عن التساؤلات حول دوره في انتهاك حقوق الإنسان في بلاده، وعلى وجه الخصوص مشاركته المزعومة في قمع تظاهرات 2011 المؤيدة للديمقراطية، وهي اتهامات أثيرت خلال حملته في عام 2013 لرئاسة الاتحاد الآسيوي. تعود هذه الاتهامات إلى الظهور اليوم، لكن بصوت أعلى، رغم أنه ينكر بشدة أي دور له في قمع تلك التظاهرات.
&
ومع استمرار التحقيقات القضائية في فضائح فيفا التي تكشفت أخيرًا، يظن قادة العالم الكروي أنهم وجدوا ضالتهم. إلا أن إقناع العالم بأن التقدم والتغيير في علم كرة القدم يكمن في ترئيس شيخ آت من نظام ملكي إقطاعي، يدين بمنصبه لمسؤولين قيد التحقيق والاشتباه، مهمة صعبة جدًا.
&
التعليقات