&مشهدان في قمة التناقض حدثا ليلة أمس في ملاعب لكرة القدم، فيما عبّر البريطانيون عن تضامنهم مع مُصاب فرنسا الجلل، سارع بعض الأتراك إلى رفض التعاطف.
&
سالم شرقي: شهد العالم أمس مشهدين متناقضين حول قضية إنسانية تتعلق بالتضامن مع فرنسا بعد الاعتداءات التي طاولت عاصمتها، بحيث عمد البريطانيون إلى ترجمة شعور الآخاء والتضامن مع الشعب الفرنسي في مباراة لكرة القدم، فيما عمد بعض الأتراك إلى إطلاق عبارات رافضة للتعاطف في مباراة مماثلة.
&
تضامن
&
المشهد الأول شهده استاد ويمبلي في لندن، حيث أصرّ البريطانيون على استضافة فرنسا في معقلهم التاريخي بحضور 90 ألف متفرج، وأقيمت المباراة بين إنجلترا وضيفتها الجريحة في أجواء من التضامن.
&
ملعب ويمبلي رفع لافتات "العدل والمساواة والإخاء" وتزيّن بعلم فرنسا، ولم يتردد البريطانيون في التغنّي بالنشيد الوطني الفرنسي في قلب عاصمتهم، كما تسابق الآلاف منهم إلى رفع الأعلام الفرنسية، فيما حرص الأمير ويليام، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على حضور المباراة، ليكون المشهد في نهاية المطاف متكاملاً، على صعيد التضامن الشعبي والرسمي مع الفرنسيين في ليلة تاريخية.
&
لا تعاطف !
&
أما في تركيا، وفي الليلة ذاتها، أُقيمت مباراة وديّة بين الأتراك واليونان، وسط إجراءات أمنية مشددة، وقبل إنطلاقة &المباراة وأثناء دقيقة الصمت، التي يتم العمل بها في ملاعب العالم حاليًا تضامنًا مع ضحايا تفجيرات باريس، تعالت أصوات بعض الجماهير التركية بهتافات "الله أكبر"، تعبيرًا عن رفضهم التعاطف مع ضحايا التفجيرات التي وقعت في باريس.
&
استياء&
&
وقد تسبب المشهد التركي بحالة من الإستياء في الصحف اللندنية والباريسية، خاصة أن موجة التعاطف مع ضحايا التفجيرات وحدّت قلوب العالم، بعيدًا عن أي إنتماءات تتعلق بالدين أو الجنسية أو العرقية، فقد ظهرت ألوان علم فرنسا على واجهات المباني التاريخية، وعلى المعالم الحضارية في مختلف عواصم ودول العالم، ما يؤكد توحد قلوب الجميع في هذا الظرف التاريخي.
&
بدورها، أشارت الصحافة اللندنية إلى أن ليلة ويمبلي أكدت وقوف العالم كتفاً بكتف مع فرنسا، وفقًا لما عنونت صحيفة التلغراف، فيما قالت صحيفة "ديلي ميل" إن أضواء ويمبلي نجحت في تبديد الظلام، في إشارة إلى قدرة كرة القدم على مواجهة الإرهاب وقهر مشاعر الخوف التي اجتاحت القارة الأوروبية، وأدت إلى إلغاء بعض المباريات، وعلى رأسها مباراة ألمانيا وهولندا، وأخرى بين بلجيكا وإسبانيا.
&
التعليقات