لم تشهد الملاعب من قبل منافسة بين نجمين مثل التي تعرفها حالياً ومنذ نحو عشرية بين المهاجمين الارجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة &والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد، منافسة اشتدت إلى درجة تحولت إلى خصومة وصراع بينهما حول الزعامة ولقب افضل لاعب في العالم. صراع أدى إلى احتكارهما لنجومية المستديرة رغم تواجد العديد من الاسماء اللامعة.

صحيفة "إيلاف" في هذا التقرير تستعرض لقرائها الاسباب التي أدت إلى اشتداد التنافس بين ميسي ورونالدو وتطوره إلى صراع يشتد من موسم لآخر ويرشحه النقاد للاستمرار لغاية اعتزال احدهما.
&
شخصية النجمين
&
السبب الاول يتعلق بشخصية ميسي ورونالدو فكلاهما مهوسين بلقب أفضل لاعب في العالم وكل واحد منهما يبذل قصارى جهده لتحقيق نقاط على حساب الاخر ولا يترددان في عمل أي وحتى المجازفة بصحتيهما لاجل ذلك كالمشاركة في المباريات قبل تماثلهما للشفاء التام والمغامرة من أجل تسجيل هدف يضاف لرصيد هذا او ذالك.
&
ولا يترددان في خوض جميع مباريات الموسم حتى امام اضعف المنافسين حيث يفترض خضوعهما للراحة بل ويرفضان استبدالهما ولو قبل نهاية المباراة بثوانٍ.
&
ولم يسبق للملاعب أن عرفت نجم بهذه الشخصية إذ أن &النجوم السابقين كان يعرف عنهم التراخي وخوض المباريات الهامة فقط واستغلال النجومية للحصول على اجازات أثناء الموسم بمجرد بلوغهم مستوى معين من الشهرة والنجومية من خلال تتويجهم بلقب كبير أو جائزة فردية هامة.
&
ثبات الاداء
&
لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يتم إغفال المستوى العالي الذي يتمتع به كل من ميسي ورونالدو والمردود الفني الكبير الذي يقدمانه منذ مواسم ونجاحهما في الحفاظ على نفس النسق التصاعدي في الأداء مستفيدين من عدم تعرضهما لإصابات خطيرة وعدم تعرضهما للايقاف.
&
فكل نجم منهما نجح في تثبيت قدمه كأهم لاعب في فريقه يمثل حضوره ضرورة لبقية اللاعبين فإدارة ومدرب البارسا مستعدان لتلبية أي مطالب لميسي للبقاء في النادي وغير مستعدة للتفريط فيه مهما كانت اغراءات الاندية الاوروبية ، ولا يمكن إنكار مساهمته الكبيرة في الانجازات التي حققها برشلونة على الأقل منذ عام 2009 على كافة الاصعدة فأغلب مكونات النادي تغيرت والثابت الوحيد هو ميسي ، والأمر نفسه ينطبق على رونالدو في ريال مدريد فمكانته مرموقة لأن دوره محورياً في الفريق فلم يسبق لأي نجم أن احتفظ بنفس الاداء فترة تزيد عن الخمسة مواسم في افضل الاحوال فالإصابات كانت المنعرج الحاسم في مسيرتهم في وقت لم يكن النجوم يحظون بحماية كافية من الحكام عكس ما هو حالياً.
&
&البارسا و الريال
&
السبب الثاني يرتبط بالناديين اللذين يلعبان لهما ميسي ورونالدو، الغريمين برشلونة وريال مدريد ، فالحقيقة أن الصراع والمنافسة بين النجمين الارجنتيني والبرتغالي ما هي إلا واجهة للصراع بين البلوغرانا والميرنغي تاريخياً، فالمنافسة بين اللاعبين اندلعت واشتدت بعد انتقال المهاجم البرتغالي رونالدو من مانشستر يونايتد الى ريال مدريد صيف العام 2009 ، فقبلها لم يكن هناك أي تنافس بين النجمين على الرغم من أنهما كانا في الموسم 2008-2009 قد بلغا من النجومية مستوى كبيراً بما أن&الدون قد حصل على الكرة الذهبية في العام 2008 وفي العام التالي 2009 حصل ميسي على نفس الجائزة.
&
ولو بقي رونالدو في مانشستر لما كان هذا الصراع مع ميسي ، فالبرغوث والدون يخوضان صراعاً بالوكالة عن نادييهما &لم يسبق لأي نجمين آخرين اأن خاضاه بنفس الشراسة. ومما زاد من تأثير الناديين على المنافسة بين ميسي ورونالدو أن كلاهما فشل مع منتخبه ولم يحقق معه أي لقب، فالمنتخب الأرجنتيني طبعة ميسي اكتفى بلقب وصافة كأس العالم في دورتها الاخيرة و التي حققها بصعوبة بالغة أما المنتخب البرتغالي نسخة رونالدو فاكتفى بوصافة امم اوروبا عام 2004.
&
وسائل الاعلام
&
ولم&يكن للتنافس بين ميسي ورونالدو ان يصل الى هذا المستوى ويتطور ليصبح صراعاً لولا تأجيجه من قبل وسائل الاعلام التي ادت دوراً كبيراً في جعله يتصدر الصفحات الرئيسية لها واستفادت كثيرا منه في توسيع نسبة قرائها من خلال نقل تصريحات تحريضية ومن خلال اجراء مقارنات بين النجمين هدفها استفزاز اللاعبين.
&
وهكذا انقسم الاعلام نفسه الى معسكرين اعلام ميسي وإعلام رونالدو ليس في اسبانيا فحسب بل حتى خارجها بعدما اصبحت انجازات وألقاب اي منهما مادة دسمة للصحافة الكتالونية ونظيرتها المدريدية &، وتعمد كل صحافة الى تمجيد نجمها وتقزيم الاخر، فالصحافة الكتالونية الموالية لميسي تنتقد رونالدو وترى بأنه سجل اهدافا بالجملة من خلال ركلات الجزاء ولولاها لما كان هدافاً وبالمقابل ترى الصحافة المدريدية ان ميسي لم يكن ليستحق الكرات الذهبية الاربعة التي منحت له متهمة مجلة فرانس فوتبول والاتحاد الدولي بمحاباته على حساب منافسين آخرين وعلى رأسهم الدون.
&
الجوائز والألقاب الفردية
&
لم يكن النجوم السابقين على غرار الارجنتيني دييغو ارمندو مارادونا أو الفرنسي ميشال بلاتيني أو الهولندي رود خوليت وغيرهم يركزون جهودهم على نيل الجوائز الفردية بل كان همهم الوحيد هو مساعدة انديتهم على تحقيق لقبي الدوري المحلي ورابطة ابطال اوروبا ، وعلى صعيد المنتخب حلمهم هو إحراز كأس العالم قبل أي لقب آخر مهما كانت قيمته ، غير ان الامر اختلف في الوقت الحالي مع ميسي ورونالدو ، فكل واحد منهما يطمح إلى نيل أكبر عدد من الجوائز والالقاب الفردية وتحطيم الارقام القياسية التهديفية.
&
وأدى هذا الهوس بالجوائز الفردية الى ارتفاع مكانة الالقاب الفردية التي اصبحت محط منافسة بينهما سواء الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم أو لقب الحذاء الذهبي أو الهداف التاريخي للنادي أو إحدى البطولات بل وحتى لقب أعلى راتب في العالم ، وهكذا اصبح اي انجاز فردي يحققه إحدهما يعتبر تحفيزاً واستفزازاً للآخر يعمل على تكراره بأقصى سرعة بل ان جائزة الكرة الذهبية لوحدها أشعلت نار الغيرة والمنافسة بين البرتغالي والأرجنتيني، ففي عام 2012&نالها&ميسي&ورونالدو&كان&يعتقد&بدعم من الاعلام المدريدي أنه الأحق والأجدر بها ،&وتكرر السيناريو مع ميسي و الاعلام الكتالوني عام 2013 عندما أحرزها رونالدو .
&
وربما هوس ميسي و رونالدو بالجوائز الفردية هو سبب فشلهما مع على صعيد المنتخب ، فمارادونا منح لمنتخب الارجنتين كأس العالم بمفرده تقريباً ومنح ناديه نابولي الدوري الايطالي مرتين وكأس الاتحاد الاوروبي دون أن ينال الكثير من الجوائز الفردية.
&
غياب النجم المنافس
&
لم تكن للمنافسة بين ميسي ورونالدو أن تطول كل هذه الاعوام لو ظهر نجماً ثالثاً ينافسهما ويزعزع مكانتيهما، فمنذ البرازيليين رونالدينيو وكاكا والاوكراني اندري شيفشينكو لم تتمكن المستديرة من إنجاب نجم له من المهارات التقنية ما يؤهله لمنافسة الارجنتيني والبرتغالي وكافة الاسماء التي برزت منذ العام 2008 فشلت في الاطاحة بهما بعدما توقفت عند منتصف الطريق بسبب الايقاف أو تذبذب الاداء ، فنجم المنتخب الاسباني اندريس انييستا اكتفى بالظهور في البطولتين الاقوى مع المنتخب أمم اوروبا ومونديال 2010 ثم تراجع مستواه ، الهولنديان اريين روبين وروبين فان بيرسي تأثرا كثيراً بلعنة الإصابات، والاورغوياني لويس سواريز دفع ثمن تهوره ، والسلطان السويدي زلاتان ابراهيموفيتش يدفع ضريبة ترحاله من دوري لاخر ونادٍ لثانٍ وحتى البرازيلي داسيلفا نيمار يبقى مجرد مشروع نجم لم يصل بعد الى المستوى الذي يسمح له بمنافسة زميله وغريمه.
&
وأكبر دليل على احتكار ميسي ورونالدو لساحة النجومية في اوروبا وفي العالم هيمنتهما على الجوائز الفردية ، فالحذاء الذهبي محجوز لرونالدو أو ميسي ولم يناله منذ مدة غيرهما باستثناء موسم 2013-2014 عندما تقاسمه سواريز مع رونالدو، والكرة الذهبية باتت مستحيلة على لاعب اخر غير ميسي ورونالدو حتى إشعار اخر.
&
ولم يكن هذا الامر سائداً من قبل فأي نجم كان يجد منافسين من العيار الثقيل بسبب بروز نجوم جدد كل موسم ، فمثلاً مارادونا لم يبقَ على عرش النجومية في الدوري الايطالي سوى موسمين بعدما لمع الهولندي فان باستن ثم لمع روبيرتو باجيو وآخرون وعلى مستوى المنتخبات أفل نجم مارادونا بعدما سطع نجم الألماني لوثر ماتيوس والبرازيلي روماريو وآخرون.
&
&