&حقق برشلونة علامة شبه كاملة في المباريات المحلية والقارية التي خاضها خلال فترة غياب نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي إثر تعرضه لإصابة في الركبة خلال مباراة لاس بالماس في نهاية شهر سبتمبر المنصرم.

وبإحتساب مباراة لاس بالماس التي اصيب خلالها ميسي بعد مرور أقل من 10 دقائق على بدايتها، فإن البارسا خاض حتى الآن عشر مباريات ، فاز في ثمانية منها وتعادل في واحدة ، كانت في مسابقة كأس الملك في لقاء الذهاب من البطولة ، فيما خسر مباراة واحدة فقط كانت ضد إشبيلية المنافس العنيد على ارضه ، حيث نجح برشلونة في استعادة صدارة الترتيب العام للدوري الإسباني بفارق ثلاث نقاط عن غريمه ريال مدريد ، كما أنه اقترب من بلوغ الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا .
&
هذا ولم يكتفِ البلوغرانا في غياب ميسي بتحقيق نتيجة الفوز في المباريات التي خاضها، بل تعداها إلى تقديمه أداء فني عالٍ وانتصارات كاسحة.
&
التخلص من عقدة ميسي
&
وتؤكد نتائج وأداء البارسا في مبارياته الأخيرة أن المدرب لويس انريكي نجح في التخلص من عقدة اللعب بدون مهاجمه الأرجنتيني ميسي، وهي العقدة التي لازمت الفريق منذ ان أصبح البرغوث النجم الأول للفريق في عام 2009 ، وتحديداً بعد رحيل البرازيلي رونالدينيو والكاميروني صامويل ايتو.
&
وراهن المدربان الإسبانيان بيب غوارديولا وتيتو فيلانوفا ومعهم الأرجنتيني جيراردو مارتينو على ميسي في أي مباراة ومهما كانت قوة المنافس لتحقيق الانتصار ، فيما كان غيابه يترك فراغا فنياً وتكتيكيا وذهنياً في الفريق لدرجة ان البارسا في غياب ميسي كان يدخل المباريات بروح إنهزامية لم يتعود عليها، ويفشل في تلك المباريات في تقديم أي مستوى فني أو تحقيق نتيجة إيجابية رغم امتلاكه ترسانة من النجوم.
&
وحتى المدرب لويس انريكي عانى من لعنة "حضور ميسي الضروري" وذلك في موسمه الأول عندما تولى الإشراف على الفريق الكتالوني ، وتجلى ذلك بشكل واضح في المباراة التي خسرها برشلونة مطلع عام 2015 في الليغا ضد ريال سوسيداد، والتي اثارت ضجة إعلامية كبيرة اطاحت بالمدير الرياضي اندوني زوبيزاريتا ، وكادت تطيح بالمدرب انريكي بسبب عدم إشراكه ميسي حتى إنطلاقة الشوط الثاني ، وباستثناء تلك المباراة فإن الدولي الأرجنتيني شارك في جميع مباريات برشلونة تحت إشراف انريكي في البطولات الثلاث التي كسب ألقابها ، وفي وقت كان الفوز ينسب لميسي فإن التعثرات كان يتحمل مسؤوليتها مدرب الفريق الإسباني.
&
وفي ظل استحالة الإبقاء على ميسي في دكة الاحتياط استغل المدرب إصابته وغيابه الإضطراري ليؤكد للجميع بأنه قادر على كسب التحديات الصعبة بدون نجم الفريق الأول ، خاصة وأن النادي يمر بفترة عسيرة في ظل تعرض عدد هام من عناصره للإصابة على غرار اندريس انييستا وإيفان راكيتيتش ورافينيا فضلاً عن عدم السماح له بتسجيل لاعبيه الجديدين التركي اردا توران والإسباني اليكس فيدال ، بمعني ان انريكي نجح في التخلص من عقدة اللعب بدون ميسي بعناصر فنية محدودة من اللاعبين عكس سابقيه من المدربين -غوارديولا وفيلانوفا و تاتا- ، والذين كان أمامهم خيارات فنية متعددة من النجوم الجاهزين ، إلا أنهم فشلوا في التخلص من "عقدة ميسي".
&
الثنائي الهجومي
&
سمح غياب ميسي لإنريكي بالاعتماد والمراهنة على الثنائي الهجومي البرازيلي نيمار دا سيلفا و الاورغوياني لويس سواريز ، ومنحهما ثقته الكاملة في قيادة الهجوم الكتالوني، لينجحا في رد الجميل لمدربهما من خلال تسجيلهما أهدافاً حاسمة ، ما كان ربما ليفعلا ذلك لو كان ميسي حاضراً، كما ان غياب ميسي سمح للوتشو بمنح الثنائي حرية وهامش أكبر في التحرك امام المنافس دون التقيد بضرورة إيصال الكرة لاقدام ميسي.
&
&كما أن غياب المهاجم الارجنتيني فرض على انريكي منح فرصة أكبر للمهاجمين منير حدادي وساندرو راميريز لتجربتهما كضلع ثالث في الهجوم الكتالوني.
&
مفاتيح متعددة&
&
الانتصارات التي حققها برشلونة خلال فترة غياب ميسي تؤكد بأن لويس انريكي قام بجهود مضنية لتحضير فريقه من الناحية النفسية والذهنية وتجهيز أبنائه لخوض الاستحقاقات الرسمية بمردود فني كبير حتى وإن غاب ليونيل ، حيث بدا على الفريق وكأنه اصبح يمتلك في صفوفه مفاتيح متعددة لتحقيق الانتصارات عكس ما كان عليه الحال سابقاً ، عندما كان ميسي هو المفتاح الوحيد للفوز، عكس مايحدث الآن ، حيث بات لديه مفتاح نيمار بمهاراته التقنية العالية في المراوغة وفي الاختراق وفي تسديد الركلات الحرة المباشرة ، و مفتاح سواريز بسرعته وبقوة تسديداته بالقدمين وقدرته على مخادعة منافسيه ، والمفتاح الاهم و هو اللعب الجماعي للفريق ، فأي لاعب من الفريق الكتالوني اصبح بفضل نصائح وتعليمات انريكي مسؤولاً عن تعثر الفريق ومشاركاً في انتصاراته.
&
هذا ويترقب جمهور برشلونة بفارغ الصبر مواجهة الكلاسيكو ضد الميرنغي ، حيث ستساهم عودة الكتلان بالعلامة الكاملة من ملعب سانتياغو بيرنابيو بدون مشاركة ميسي في رفع اسهم المدرب انريكي كثيراً، ذلك ان جميع الانتصارات التي حققها البلوغرانا في الكلاسيكو في السنوات الاخيرة كانت في ظل حضور وتألق ميسي.