بعد ايام قليلة من كشف ادارة بايرن ميونيخ الألماني عن قرار رحيل المدرب الحالي للفريق الاسباني بيب غوارديولا في نهاية الموسم وتعيين الايطالي كارلو انشيلوتي خلفا له، باشرت وسائل الاعلام عملية النبش في أسرار وخبايا القرار غير المتوقع الذي اتخذه الفيلسوف الاسباني والاسباب التي تقف وراء رفضه تمديد عقده.

وبحثت تلك الوسائل عن أهم الأسباب لقرار غوارديولا رغم الاغراءات الخيالية التي قدمتها له الادارة البافارية من اجل عقد مدته ثلاثة مواسم اضافية خاصة الراتب السنوي الاعلى في تاريخ المدربين في العالم فضلاً عن الصلاحيات الفنية غير المحدودة التي لم يسبق لاي مدرب أن حصل عليها من قبل مسؤولين يفقهون جيداً في عالم المستديرة.

ووفقاً للتقارير الاعلامية فإن هناك خمسة اسباب ساهمت في بلورة الموقف النهائي لغوارديولا حيال مستقبله ومصيره على رأس الجهاز الفني للبايرن اسباب جعلته يفضل الرحيل بدلا من الاستمرار.
&
غياب التنافس في البندسليغا
&
السبب الاول يتعلق بطبيعة المنافسة في بطولة الدوري الالماني حيث التنافس على اللقب يحتكره بايرن ميونيخ لوحده خاصة ان مجيئ غوارديولا الى ميونيخ تزامن مع تراجع اداء ونتائج منافسه وغريمه الوحيد على الصعيد المحلي &بروسيا دورتموند وبالأخص أن سياسة البفاري قائمة على اضعاف منافسي البايرن من خلال استنزاف ابرز لاعبيهم مستغلا موارده المالية وهذا انعكس سلبا على اداء البطل فالبطولة اصبحت تحددها نتيجة مباراة واحدة فقط هي مباراة دورتموند وحتى هذه المواجهة لم يعد البافاري يجد مع المدرب غوارديولا صعوبة في كسبها ذهاباً وإياباً وبنتيجة عريضة وهذا سهل كثيرا من مهمة غوارديولا في الهيمنة على بطولة البندسليغا و كسب الدرع موسمين على التوالي وفي طريقه لكسب الثالث.
&
وبدا واضحا بأن غوارديولا شعر بأنه لم يضف اي شيء ذو قيمة لتعزيز قوة البايرن &وقدراته الفنية.ففي غياب المنافسة فإن تقدير واحترام جهد المدرب يغيب وبايرن في المانيا قادر على احتكار الدوري بغوارديولا وبدونه وفي غياب التنافس فإن التحدي يصبح في خبر كان.
&
شخصية غوارديولا
&
اجمعت التقارير الاعلامية على ان رحيل غوارديولا مرتبط ايضاً بشخصيته فهو مدرب يشعر بالملل بسرعة فيضطر الى تغيير الاجواء لاستعادة بعض الحماس في تجربة جديدة مهما كانت نتائجه وإنجازاته واستشهدت تلك التقارير بتجربته مع برشلونة فهو برر انسحابه بالضغط والارهاق رغم انه كان قد مر على مسيرته التدريبية بضعة مواسم فقط .
&
فغوارديولا حسب العارفين بشخصه يفتقد لصبر المدربين خاصة أنه ينجح في موسمه الاول مما يفقده عنصر التحدي والحافز المعنوي الذي يجبره على الاستمرار فينال منه الملل وتركيزه يصبح مركزاً فقط على الرحيل وهذا ما حدث له مع برشلونة رغم أنه بيته ويحدث له مع بايرن ميونيخ.
&
تأثير الزوجة
&
اكدت تقارير اعلامية عديدة ان زوجة غوارديولا كان لها دوراً مؤثراً في رفضه التمديد مع البافاري بسبب اعجابها بالحياة في العاصمة لندن فانتقاله لتدريب مانشستر يونايتد او السيتزن يمنحها فرصة للبقاء قريبة منه هي وأبنائهما وحسب تلك التقارير فإن المستقبل الدراسي لأبناء غوارديولا له تأثير في مغادرة المانيا والاستقرار في بريطانيا فذلك يمنحهم فرصة للدراسة في أعرق وأفضل المدارس والمعاهد العالمية تماماً مثلما فعل من قبل البرتغالي جوزيه مورينيو وبالتالي فإن رحيل غوارديولا عن ميونيخ وانتقاله الى انكلترا هو قرار العائلة وليس قرار المدرب.
&
مشروع وحلم
&
حسب ما ورد في كتاب "أسرار بيب" فإن المدرب الاسباني يتطلع لتحقيق حلم يجعله اعظم مدربي العالم في تاريخ المستديرة وذلك من خلال تدريب احد قطبي مانشستر وتحقيق انجازات ونتائج هامة، فتدريبه لليونايتد يجعله في منزلة السير اليكس فيرغسون في حال قاده لاستعادة درع الدوري الانكليزي الممتاز خاصة بعد فشل دافيد مويز ولويس فان جال في هذا المسعى ونجاحه في أولد ترافورد سيجعله يفتح صفحات جديدة من تاريخ الشياطين الحمر ونفس الامر يحدث له &في حال اختار الاشراف على السيتزن &وقيادته له للتربع على عرش ابطال اوروبا الحلم الذي فشل عدد من المدربين في تحقيقه للنادي.
&
فغوارديولا يتطلع لتدريب نادٍ يشعر بتأثير ومساهمة ودور المدرب في الانجازات التي سيحققها أما &تدريب بايرن ميونيخ فلن يضيف له اي شيء لأن البافاري فريقاً كبيرا بغوارديولا وبغيره وهذا الحلم يمكن تحقيقه في انكلترا حيث الدوري يشهد منافسة قوية وشرسة بين اغلب الاندية.
&
معارضة بافارية
&
كما كشفت تقارير اعلامية للصحافة الالمانية أن غوارديولا اصطدم بمعارضة قوية من فعاليات بايرن ميونيخ سواء من قبل اعضاء من مجلس الادارة او قدامى النجوم او حتى الجمهور والاعلام المحلي وهي معارضة ترفض اسبنة البايرن وترفض المساس بهويته وتعارض اسلوب التيكي تاكا الذي جاء به غوارديولا من برشلونة.
&
كما ان هذه المعارضة رفضت منحه السلطة المطلقة في موضوع الانتدابات وجعلت هذه المعارضة المدرب الاسباني يشعر بأن دوره في النادي يختلف عن دوره في الفريق وأن ما حصل عليه من صلاحيات ليس ما طلبه واقترحه بل ما تحدده الادارة لأي مدرب.